انتشرت لقطات مصورة من طائرةٍ بدون طيار، تُظهِرُ الشرطة وهي تقتاد المئات من الرجال الذين يُعتقد أنهم من الأقلية المسلمة الإيغور، وهم معصوبو الأعين ومقيدون خارج قطار، في سنجان الخاضعة لحكم الصين.
وأظهر مقطع الفيديو، الذي نُشِرَ بواسطة مجهولٍ على يوتيوب الأسبوع الماضي، ما يبدو أنَّهم من الإيغور وغيرهم من الأقليات، يرتدون زياً موحداً أزرق وأصفر، وحليقي الرؤوس، ومعصوبي الأعين، ويجلسون في صفوف على الأرض؛ لتقودهم الشرطة تباعاً.
وقالت صحيفة The Guardian البريطانية، اليوم الإثنين 23 سبتمبر/أيلول 2019، إنه غالباً ما يجري نقل السجناء في الصين مقيدين ووجوههم مغطاة.
تزايد في أعداد الاعتقالات
واستخدم ناثان روسر، الباحث في المركز الدولي للسياسات الإلكترونية التابع لمعهد السياسات الاستراتيجية الأسترالي، بعض الأدلة لفهم المشاهد المصورة، بما فيها المعالم وموقع الشمس، للتحقق من الفيديو، الذي يُعتَقد أنَّه صُوّر في محطة قطار غرب كورلا في جنوب شرق سنجان، خلال شهر أغسطس/آب العام الماضي.
والجزء الأكبر من الانتقادات الدولية التي توجه للصين في حملتها التي تقول إنها لـ»مكافحة الإرهاب» في سجنان، يتركز على حالات الاحتجاز خارج نطاق القضاء لأكثر من مليون من الإيغور والأقليات المسلمة الأخرى في معسكرات الاعتقال وإعادة التثقيف السياسي.
ويتزامن ذلك مع زيادة في عدد الاعتقالات الرسمية وأحكام السجن، فوفقاً للتحليل الذي أجرته صحيفة New York Times، حكمت المحاكم المحلية على 230 ألف شخص بالسجن أو بعقوبات أخرى في عامي 2017 و2018، مع بدء الحملة.
وتُمثِّل سنجان أقل من 2% من سكان البلاد، لكنها تشغل حوالي 21% من كل الاعتقالات في عام 2017.
معسكرات «إعادة التثقيف»
وقال روسر إنَّه من المرجح أن يُنقل المعتقلون إلى سجون كورلا من كاشغر، حيث كانت الحملة مشددةً بشكلٍ خاص، ويُعتقد أنَّ المنطقة تضم العديد من معسكرات إعادة التثقيف، لكن يوجد بها عددٌ أقل من مراكز الاحتجاز.
وأضاف: «إنَّها تعارض الدعاية العدائية التي تحاول الصين إظهارها»، مشدداً على معاملة أولئك الموجودين ضمن نظام العقوبات.
وتأخذ الصين دبلوماسيين ومجموعات مختارة من الصحفيين في جولات منظمة بعناية داخل سنجان، للدفاع عن أساليبها المناهضة للتطرف، واصفةً إياها بأنَّها نموذجٌ يحتذى به في الدول الأخرى.
ويوم الأحد الماضي وصفت وزيرة الخارجية الأسترالية ماريز باين، الفيديو بأنَّه «مقلقٌ للغاية».
ونُشر الفيديو على موقع يوتيوب بحساب تحت اسم War on Fear (الحرب على الخوف)، والذي كان هدفه المعلن هو محاربة الخوف الناتج عن المراقبة المتطورة.