بالصور – الثقافة العربية تنير سماء فيينا في البيت العربي النمساوي للثقافة والفنون – حوار صحفى

أجرى الحوار : الإعلامية دعاء أبو سعدة

ألتقت “الإعلامية دعاء أبوسعدة” مع الفنان والكاتب محمد عزام، رئيس البيت العربي النمساوي للثقافة والفنون، وهو صحفي مصري مقيم في فيينا وفنان تشكيلي، حاصل على الجنسية النمساوية، للتعرف على أنشطة البيت العربي النمساوي للثقافة الذي أصبح معلمًا مهمًا في العاصمة النمساوية ولفت انظار الجالية العربية ببرامجها الثقافية المتميزة فكان هذا الحوار.

متى تأسس البيت العربي النمساوي للثقافة والفنون، وإلى ماذا يهدف؟

تأسس البيت العربي النمساوي للثقافة والفنون قبل خمس سنوات، كجمعية رسمية من جمعيات المجتمع المدني، معترف بها من قبل السلطات المختصة، وجاء تأسيس الجمعية لتنشيط الاهتمام بالعمل الثقافي في أوساط الجالية العربية، ومد الجسور مع الأوساط الثقافية النمساوية وتقديم الرعاية للمبدعين العرب المقيمين في النمسا ودول الجوار خصوصًا أن الجالية العربية تعد من أقدم الأقليات الأجنبية في النمسا، وتتميز بوجود نخب واعية، تنشط في مجال العمل العام لصالح الوطن الأم.

وقام بالتأسيس نخبة من المثقفين العرب من بلدان عربية مختلفة، وتدار الجمعية من قبل مجلس إدارة منتخب تساعده لجان متخصصة لكل منحى من مناحي النشاط، لدينا مثلاً ضمن الهيكل التنظيمي: اللجنة الأدبية ولجنة الفنون التشكيلية ولجنة الموسيقى والمسرح واللجنة العامة واللجنة الإعلامية.

من يضع برامج أنشطة الجمعية؟

كان اهتمامنا من بداية التأسيس أن نعمل بشكل منهجي؛ الأنشطة الأدبية مثلاً توضع من قبل اللجنة الأدبية، والمعارض تخطط لها لجنة الفنون التشكيلية، وتعرض كل لجنة برنامجها على مجلس الإدارة لإقراره ولتنسيق التوقيتات، ونحن نضع برنامجنا السنوي ونعلنه حتى لا يتضارب مع برامج الجمعيات الأخرى، سواء الجمعيات العربية أو الجمعيات النمساوية التي تنشط في المجال الثقافي.

وحددنا على العموم منهجاً محددًا لأنشطة البيت: نادي السينما (الجمعة الأولى من كل شهر) ـ الندوة العامة (الجمعة الثانية من كل شهر) ـ الندوة الأدبية (الجمعة الأخيرة من كل شهر) ـ المعرض (معرض كل ثلاثة أشهر) ـ (الليلة الموسيقية والغنائية (حفل كل ثلاثة أشهر).

لاحظنا من خلال متابعتنا لأنشطة الجمعية وجود مبدعين من بلاد مختلفة، كيف استطعتم التوفيق بين كل هذا العدد بتبايناته الثقافية والفكرية؟

ساعدنا في ذلك أننا وضعنا من البداية شرطًا لعضوية البيت، أن يعرف من يرغب في الانضمام لعضويتها أنها جمعية معنية فقط  بالنشاط الثقافي، وتحاول قدر الإمكان تجنب التجاذبات السياسية والعقائدية.

هل يقتصر نشاط الجمعية على الجانب العربي، وماذا عن العلاقة مع الجانب النمساوي؟

اسمنا.. “البيت العربي النمساوي للثقافة والفنون”، لهذا نحن منتبهون إلى أهمية أن نعكس هذا المسمى في أنشطة البيت، ونحاول أن يكون النمساويون المهتمون بالثقافة العربية أعضاء فاعلون في البيت، وأن نوثق علاقتنا بالجمعيات النمساوية المعنية بالثقافة، ونجحنا في ذلك إلى حد ما، لدينا مثلاً علاقة ممتازة مع نادي القلم النمساوي وأقمنا معه ندوات مشتركة ومع الدائرة الثقافية بوزارة الخارجية النمساوية ودشنا معها النسخة العربية لكتاب (مقتطفات من الأدب النمساوي)، ومع معهد الاستشراق احتفلنا معه باليوم العالمي للغة العربية بمحاضرة لباحث نمساوي، هو الدكتور “لوسيان راينفاندت”، كانت المحاضرة بعنوان (البرديات العربية واللغة العربية في عهدي الخلفاء الأمويين والعباسيين).

كما استضافت قاعة “ري أرتي جاليري” معظم المعارض التي أقمناها، كذلك إدارة مياه فيينا استضافت معرضان لنا ضم كل معرض منهما حوالي 20 رسام من جنسيات مختلفة، وأقمنا معرضا بالتعاون مع جمعية البوليس النمساوي وثلاث جولات تصوير مع جمعية محبي الطبيعة، ومع اتحاد النقابات النمساوية أقمنا مؤخرًا ندوة هامة حول الدور النقابي في الرعاية المجتمعية، وكذلك “مركز دراسات وتبادل الأبحاث النمساوي” هو شريك لنا في كثير من الأنشطة، وعلى نفس النهج نسير في الأنشطة الأخرى، الحفلات الموسيقية والغنائية تكون دائما مشتركة بين الجانبين العربي والنمساوي، ومعارض الفن التشكيلي التي أقمناها عبر السنوات الخمس شارك فيها فنانون عرب ونمساويون، وفي آخر معارضنا توسعت المشاركة لتشمل فنانة من أمريكا وأخرى من روسيا.

كما حرصنا أن نمد الجسور مع الجانب العربي، فلنا علاقة متميزة مع المركز الثقافي المصري أقمنا معه معرضنا الثاني والثالث وندوة حول قاص مصري وندوة عن الطاقة، ومع مكتب الجامعة العربية بفيينا احتفلنا معا باليوم العالمي للغة العربية، والمركز الثقافي العربي النمساوي الذي يستضيف نادي السينما التابع للبيت، إضافة لبعض الندوات الأدبية المشتركة، والنادي المصري والاتحاد العام للمصريين، ونأمل في أنشطة مشتركة مع جمعيات ونوادي الجاليات العربية المختلفة.

كيف تروجون لنشاط الجمعية؟

كما سبق وذكرت نحن نعمل وفق برنامج سنوي، نعلنه مع بداية العام، ونبعث به إلى دوائر الاهتمام: الإدارة النمساوية للشؤون الثقافية، وهي المعنية بدعم الأنشطة الثقافية، ولشركائنا في الجانب النمساوي، كما نبعث بالبرنامج للسفارات العربية والأندية والجمعيات العربية، وبالطبع ننشر البرنامج على صفحة البيت الإلكترونية وصفحاتنا على وسائل التواصل الإلكتروني، وننشر الدعوة قبل موعد كل نشاط في كل الوسائط المتاحة ونرسلها عبر البريد الإلكتروني لكل المتابعين والمهتمين.

هل ترى أن أنشطتكم غطت كل الجوانب الثقافية؟

إلى حد ما وفق إمكانياتنا المتاحة، لكننا بالطبع سوف نعمل على تطوير عملنا في السنوات القادمة.

لاحظنا من خلال متابعة الندوات التي تقيمونها التركيز على المبدعين القادمين من سوريا والعراق؟

في السنة الأخيرة نعم لأننا ندرك أنهم هم القادمون من جحيم حرب هم الأولى بالرعاية والتضامن، وعلينا أن نساهم في تخفيف بعض آلامهم، لكن لا نغفل الاهتمام بكل المبدعين الآخرين، ولو تابعتي برامجنا عبر السنوات الخمس ستجدين أننا قد قدمنا مبدعين من مصر والجزائر والسودان والأردن وفلسطين، إلى جانب تقديم عدد من المبدعين من الجانب النمساوي.

كيف ترى حركة الفن التشكيلي ومدى إسهام الفنانين العرب المقيمون في المهجر في هذا؟

كما تعرفين النمسا بلد متميز في الجانب الثقافي، خصوصا النشاط الموسيقي والتشكيلي، قاعات العرض مثلاً متوفرة وبكثرة في كل أحياء العاصمة فيينا ويشارك الفنون العرب المقيمون هنا بشكل ملحوظ في المعارض والفعاليات الفنية، بل هم محل ترحيب من الأوساط الفنية، خاصة الفنانين العرب القادمين من سوريا والعراق وفلسطين، ونحن في البيت نقدم لهم كل الدعم ونفتح أمامهم النوافذ على التجمعات الفنية الموجودة في النمسا.

ماذا عن الدعم المادي لأنشطتكم؟

ندرك من البداية صعوبة توفير الدعم اللازم لهذا النشاط، لذا اعتمدنا من البداية على إمكانياتنا الذاتية، والدعم المحدود من بعض المهتمين من الجانبين العربي والنمساوي ونأمل أن نحقق القدر اللازم من التمويل لاستمرار نشاطنا بعد افتتاح مقرنا الجديد مع بداية العام القادم الذي سيتيح إمكانية عمل بعض ما خططنا له وأجلناه لحين قيام المقر: المكتبة ـ قاعة السينما ـ القاعة الموسيقية ـ قاعة الفن التشكيلي ـ وحدة تعليم الخط العربي ـ مركز الدراسات والبحوث والنشر ـ المطبعة ـ المدرسة العربية ـ المقهى العربي، وجميعها سوف تسهم في تمويل أنشطة البيت عبر الخدمات التي تقدمها بأجور رمزية.

شاهد أيضاً

“الإمبراطور الأبيض”.. مقاتلة الجيل السادس الصينية المصممة للهيمنة على السماء والفضاء

تشهد المنافسة بين الصين والولايات المتحدة تصعيداً ملحوظاً في العديد من المجالات، من أبرزها التسابق …