قالت ميشيل ستار في مقال لها على موقع «ساينس أليرت» إن مالكي الكلاب يفهمون ماذا تريد كلابهم من حركاتهم. فمعظمهم يألف نظرة التوسل بعيون تبدو بريئة يملؤها الحنين، التي تذيب قلوب عشاق الحيوانات الأليفة.
وتشير ستار إلى أن رد فعلنا على هذه الحركة ربما يكون السبب الذي يجعلها تتصنعها. فقد وجد بحث جديد أن عضلات الوجه المستخدمة في صنع هذه التعبيرات توجد لدى الكلاب فقط، مما يشير إلى أن أفضل أصدقائنا قد طوروا القدرة على التواصل مع البشر على وجه التحديد.
تعليقًا على ذلك، قالت جوليان كامينسكي، خبيرة علم النفس السلوكي بجامعة بورتسموث: «تشير النتائج إلى أن تعبيرات الحواجب لدى الكلاب قد تكون نتيجة لتفضيلات الإنسان اللاواعية التي أثرت على الاختيار أثناء التدجين».
وتضيف كامينسكي: «فعندما تقوم الكلاب بهذه الحركة، يبدو أنها تثير رغبة قوية لدى البشر في الاعتناء بهم. وهذا من شأنه أن يمنح الكلاب التي تحرك حواجبها أكثر أفضلية أن يقع عليها الاختيار عن الآخرين وتعزز خصلة مداعبة العيون للأجيال القادمة».
كانت كامينسكي وفريقها قد أثبتا في السابق أن الكلاب تقوم فعلاً بتعبيرات الوجه كوسيلة للتواصل مع البشر – تنوه ستار – من خلال دراسة سلوكها عندما ينظر الإنسان تجاههم. فقد وجد الفريق أن الكلاب تستخدم تعابير الوجه أكثر بكثير عندما ينظر الإنسان إليها.
في هذا البحث، قام الفريق بشيء مختلف: درسوا سلوك الكلب «Canis familiaris» مقارنة بالذئاب «C. lupus»، وأجرى تحليلاً مقارنًا لتشريح الوجه لكلا النوعين.
نظرًا لأنه يُعتقد أن الكلاب والذئاب تنحدر من سلف مشترك، فمن المحتمل أن تكشف هذه المقارنات عن الطرق التي غيرت بها 33 ألف عام من التدجين.
أجرى الباحثون مقارنة تشريح الوجه على أربعة ذئاب وستة كلاب، وقالت عالمة التشريح آن بوروز من جامعة دوكين: «لتحديد ما إذا كانت حركة الحاجب هي نتيجة للتطور، قمنا بمقارنة تشريح الوجه وسلوك هذين النوعين ووجدنا أن العضلات التي تسمح برفع الحواجب في الكلاب كانت مجموعة نادرة وغير منتظمة من الألياف لدى الذئاب».
وتضيف: «إن حركة رفع الحاجبين لدى الكلاب تقودها عضلة لا توجد دومًا في أقرب الأنواع إليهم؛ الذئاب». ومع وجود ذئبين وستة كلاب أخرى، لاحظ الفريق كيف استخدموا وجوههم حول البشر.
وقالت كامينسكي: «لقد درسنا أيضًا سلوك الكلاب والذئاب، وعندما واجهت الإنسان لمدة دقيقتين، رفعت الكلاب حواجبها الداخلية أعلى من الذئاب».
وقال الفريق إن تشريح العضلات يتطور عادةً ببطء شديد، لذلك يبدو أن هناك تغيرًا كبيرًا جدًا حدث خلال بضعة آلاف من السنين فقط. السبب، كما يعتقدون، هو الآثار الإيجابية لتعبيرات الوجه لدى الكلاب على تفاعلها مع البشر.
تنقل ستار عن عالمة النفس التطوري بريدجيت وولر من جامعة بورتسموث قولها: «تجعل هذه الحركة عيون الكلاب تبدو أكبر، مما يعطيها مظهرًا طفوليًا. وقد تحاكي أيضًا حركة الوجه التي يصنعها البشر عندما يكونون حزينين».
وتضيف: «توضح النتائج التي توصلنا إليها مدى أهمية الوجوه في جذب انتباهنا، وكيف يمكن أن يكون تعبير الوجه ذا تأثير قويّ في التفاعل الاجتماعي».