شهدت الفترة الأخيرة, لا سيما بعد اندلاع ثورة يناير، تقديم العديد من البلاغات من بعض المحامين للنائب العام، ضد بعض الرموز السياسية, والرياضيين والفنانين, ما اعتبره البعض محاولة لنيل الشهرة، خاصة أن تلك البلاغات قد تكون عبارة عن بلاغ إنشائى لا فائدة منه.
وقال المستشار محمد حامد الجمل رئيس مجلس الدولة الأسبق, إن “معظم البلاغات التى تقدم للنائب العام ليست لها أهمية ولا يهتم بها, لكونها بلاغات إنشائية لا تتوافر فيها الشروط اللازمة”.
وأضاف لـ”المصريون”: “العديد من المحامين يستغلون حدثًا ما قامت به شخصية معروفة لتقديم بلاغ ضدها, والأمثلة كثيرة على ذلك, أو بمعنى آخر “يصطاد في المياه العكرة” وذلك بغرض الشهرة، لأن هناك محامين غير معروفين قبل أن يحظوا بالشهرة، بعد تقديم العديد من البلاغات ضد بعض الرموز السياسية, أو الرياضية أو الفنانين:.
وتابع رئيس مجلس الدولة الأسبق: “بعض المحامين يتقدمون ببلاغات حبًا في الوطن, دون النظر للمصلحة الشخصية، لكن هؤلاء أقلية”, موضحًا أنه “لابد أن يكون البلاغ المقدم على أساس وشروط حتى تكون له قيمة, وليس مجرد كلام فارغ وتافه كما يفعل البعض، حتى لا يعطل رجال القانون”.
فى السياق، أقر المحامي أيمن محفوظ, أحد الذين تقدموا ببلاغات عديدة – آخرها البلاغ ضد الفنان محمد هنيدى بعد تغريدة كتبها على موقع “تويتر” يعبر فيها عن حب للاعب الكرة المعتزل محمد أبوتريكة – بأن بعض المحامين يسعون للشهرة من وراء التقدم بالبلاغات.
وأضاف لـ”المصريون”، أن “تقديم البلاغات للنائب العام قد يتخذها البعض مجالاً للوصول للشهرة بطريقة سهلة أو للمزيد من الكسب المادى”.
وتابع: “قد تكون تلك البلاغات من أجل حب الوطن والخوف عليه، وأنا بالطبع لن أفتش فى نوايا الغير ولا أسمح لأى من كان للتفتيش فيما انتوى”.
وأشار إلى أن ما “أقوم به بمنتهى الأمانة بدأ حين قامت ثوره يناير، التى سعد بها جدًا، لكن سرعان ما اكتشف أن الفوضى هى السبيل لهدم مؤسسات الدولة، وأصبحت المؤسسات بلا عمل ولا مكانه نظرًا للفوضى فقررت ألا نعود للفوضى من جديد”.
واستطرد: “اكتشفت أن فكره تدمير المؤسسات هى الحرب التى نخوضها جميعًا، وأن المتأسلمين الذين يخدعون الناس باسم الدين وفكرة الجهاد المزيف ورفض الآخر، ما جعلنى أسعى بكل السبل نحو كشف حقيقتهم وإسلامهم المزعوم، وأنهم على النقيض تمامًا من الدين، وقد قررت مصر خوض الحرب عليهم، فكنت فى صف الوطن”.
وأردف محفوظ قائلاً: “المناصب زائلة وأنا لا أتملق لحاكم أو مسئول لأن لدى طريقين متوازيين نقد الحكومة للأصلح ومحاربة الفكر المتأسلم الخائن وكل تسلل لهذا الفكر الشيطاني”.
وشدد على أنه “لابد من عدم تجميل صورة الإرهاب وخلط المفاهيم بين أبوتريكة اللاعب وأبو تريكة الإرهابى بحكم قضائي”, معتبرًا أن “صدور هذه التويتة من فنان بحجم هنيدى، يفيد المتأسلمين لذلك وجب التنبيه حتى لا يحذو الفنانون حذوه وننسى جرائم المتأسلمين والشهداء”.
وأوضح، أنه “إذا كان البعض يتهمنى بالسعى للتملق السياسى، فأنا أنتقد الحكومة بنفس القوة التى أحارب بها الإخوان، فقد رفعت العديد من القضايا ضد بعض الوزراء، وانتقاد أعمال النواب صراحة”.
واعتبر أن “اتهامى بأننى أسعى للشهرة ليس بالشىء الذى أخجل منه, فمن منا لا يسعى للشهرة، ولكن تلك الشهرة لها مفهوم المكسب المادى، ويعلم الله والجميع أننى لم أكسب من الشهرة إلا المتاعب وضياع الصحة والوقت، ولكن كل شىء يهون ولن يكون ما أخسره أغلى من دم شهيد أو دمعة أم على ابنها الشهيد”.
ونوه، بأن “النوايا لا يعلمها إلا الله ولكن هناك ظواهر قد تكشف عن تلك النوايا، فلا نحكم على أحد سواء كان متفقًا أو مختلفًا معنا فى وجهة النظر، لكن الحكم من منظور موضوعى وشواهد ثابتة للعيان”.