هل لاحظت أنه عندما تتناول بعض الطعام يستغرق الأمر وقتاً أطول لتشعر بالجوع بينما هناك أطعمة أخرى تجعلك تشعر بالجوع بعد تناولها بوقت قصير؟، الأمر ليس له علاقة فقط بنوعية الأكل بل بطريقة الأكل أيضاً كما يقول موقع ABC الإسباني.
ما هو الشبع؟
يعرف الشبع على أنه شعور بامتلاء المعدة يجعلنا نأخذ وقتاً أطول لنشعر بالجوع مرة أخرى، ويحدث هذا مع بعض الأطعمة أسرع من غيرها.
الأطعمة التي تحقق هذه المهمة على أفضل وجه ( التي تؤخر الجوع) هي تلك التي تحتوي على نسبة عالية من البروتين أو الألياف أو الماء، وفقاً لإناكي إليو، المدير الأكاديمي لدرجة التغذية البشرية وعلم التغذية في الجامعة الأوروبية للمحيط الأطلسي.
للدهون أيضاً تأثير مُشبِع، ولكن كما يشير الأستاذ إليو، فإنها تحتوي على ضعف الطاقة الموجودة في البروتينات والكربوهيدرات، لذلك يُنصح بالحد من استهلاكها لتجنب إضافة سعرات حرارية إلى النظام الغذائي أكثر مما نريد.
يشرح إليو أن الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من البروتين توفر قوة الإشباع الفوري وسعرات حرارية أقل من تلك التي تحتوي على الدهون، بينما الأطعمة الغنية بالألياف والماء والكربوهيدرات منخفضة نسبة السكر في الدم مثل الخضراوات، هي وفقاً لإليو: «خيار ممتاز لتهدئة الشهية لأن الألياف تزيد من حجمها في المعدة وتحافظ على مستويات السكر في الدم بشكل ثابت، دون زيادة فائض السعرات الحرارية».
تقول خبيرة التغذية جوليا فاري، مديرة مركز جوليا فاري إنّ الشبع الذي نشعر به عندما نتناول بعض الطعام قد يعتمد أيضاً على عوامل أخرى مثل التحضير، والأطعمة المصاحبة له، وسرعة تناوله، والتركيز أثناء الأكل، ومقاومة هرمون اللبتين أو حتى أفكارنا المسبقة.
الأطعمة الساخنة أفضل من الباردة
يمكن لتقنية الطهي المستخدمة في تحضير الطعام تعديل الاتساق والحجم والصلابة ودرجة الحرارة.
تقول فاري: «إذا تم تقطيع الطعام إلى قطع صغيرة أو فرمه، فمن المحتمل أن يكون أقل إشباعاً من غيره الذي يتطلب قطعه بالسكين أو مضغه أكثر، ويحدث الشيء نفسه مع الطعام الذي نتناوله ساخناً، لأن له روائح ونكهات أكثر من الذي نأكله بارداً.. وهذا أيضاً يزيد الشبع».
خذ وقتاً أطول لتناول ومضغ الطعام
تؤثر سرعة الأكل ومدة مضغ الطعام على الشبع؛ فعندما نتناول الطعام بسرعة، نشعر، بطريقة ما، أننا قد أكلنا قليلاً ونشعر بالجوع أسرع مما لو تناولنا الطعام ببطء.
ومع ذلك، كما تقول فاري، الأفضل ليس تناول الطعام ببطء، ولكن قضاء بعض الوقت في تناوله.
عندما يتعلق الأمر بالتمتع بالطعام، توضح فاري أن مضغ الطعام مرات عديدة يزيد من الشعور بالشبع.
التركيز الكامل مع الطعام
عندما تأكل، لا تفعل ذلك وأنت تشاهد التلفاز أو ترد على واتساب أو تعلّق على فيسبوك أو تتابع موضوعاً على تويتر.
هذه الملهيات لا تدفعنا فقط لتناول الطعام بسرعة، ولكنها كذلك لا تجعلنا على دراية بما نأكل، وبالتالي نأكل أكثر.
لذلك، تصر اختصاصية التغذية على ضرورة التركيز أثناء تناول الطعام؛ ملمسه ولونه وطعمه وكميته وما نأكله معه.
العوامل الهرمونية
هناك عامل آخر يمكن أن يؤثر على الشبع وهو ما تسميه فارى «مقاومة اللبتين».
تقول الخبيرة إن اللبتين هو هرمون يتولد عندما نشعر بالشبع في المعدة.
تقول: «لقد ثبت أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة يميلون إلى مقاومة هذا الهرمون، الأمر الذي يجعلهم لا يشعرون بالشبع عندما يكون الجسم ممتلئاً بالفعل، وهذا يزيد من الصعوبة التي يواجهها هؤلاء الأشخاص في اتباع الأنظمة الغذائية وفقدان الوزن».
الأفكار المسبقة عند تناول الطعام
تقول فاري إن بعض الأشخاص مقتنعون بمجرد رؤية حجم الطبق بأنهم «سيكونون جائعين بعد تناوله» أو، على العكس من ذلك، «هذا الطبق ممتلئٌ ولن يتمكنوا من تناوله عن آخره»، وهذا، وفقاً لفاري، يؤدي إلى أن هناك بعض الأفكار التي تهيّئنا مُسبقاً لما نتوقع أن نشعر به.