«تعليم البرلمان»: الوزارة قضت على تسريبات امتحانات الثانوية العامة نهائيًا
خبير تربوى: «شاومينج» ظاهرة «فيسبوكية» ستختفى قريبًا.. و«أمهات مصر»: لم نلتفت إلى تسريباتكم
“شاومينج بيغشش ثانوية عامة”، هذا العنوان حمل اسم إحدى الصفحات على موقع “فيسبوك”، مفجرًا جدلًا واسعًا مع انطلاق امتحانات الثانوية العامة، على الرغم من أنها ليست المرة الأولى التي تظهر فيها، فعلى مدار السنوات الأربع الأخيرة أصبحت مثلت صداعًا شديدًا في رأس وزارة التربية والتعليم.
وعلى الرغم من الإجراءات التي اتخذتها الوزارة، وعمل لجان لمكافحة الغش الإلكتروني، إلا أن “شاومينج” وقفت أمام هذه الإجراءات مستكملة رحلتها مع التسريبات، فبدأت بتسريب نموذج امتحان اللغة العربية مساء الجمعة الماضي، عبر تطبيق “واتس آب”، ثم قامت بنشر بعض الإجابات عبر صفحات تحمل نفس الاسم على موقع “فيسبوك”.
وقُبيل انطلاق ماراثون الثانوية العامة، أكدت صفحة “شاومينج بيغشش ثانوية عامة”، أنها ستقوم بتسريب امتحانات الثانوية العامة قبل بداية الامتحان خلال الأيام المقبلة، ما جعل وزارة التربية والتعليم تصدر بيانًا، قالت فيه إن “كل ما يثار ما هو إلا خدعة”، مؤكدة أن “ما ينشره مسئولو صفحات شاومينج عارٍ تمامًا من الصحة”.
وسبق للوزارة، أن حذّرت الطلاب من إدخال الهاتف المحمول إلى قاعة الامتحان حتى لو كان مغلقًا، وكذلك من اشترك في طبع، أو نشر، أو إذاعة، أو ترويج أسئلة الامتحانات، أو أجوبتها يُعرض للحبس مدة لا تقل عن سنتين، ولا تزيد على سبع سنوات، وبغرامة لا تقل عن مائة ألف جنيه ولا تزيد على مائتي ألف جنيه، مع الحرمان من أداء الامتحان.
كما شهدت اللجان تشديدات أمنية مكثفة، عبر إقامة كردون أمني أمام جميع اللجان، ونشر دوريات متحركة وثابتة، إضافةً إلى تمركز عدد من سيارات الإسعاف أمام كل لجنة.
وتقوم عناصر الأمن الإداري في المدارس بتفتيش الطلاب قبل دخولهم اللجان، باستخدام العصا الإلكترونية.
ووضعت لجان سير امتحانات الثانوية العامة، منشورات في مكان بارز تنص على قرار الإخلال بأعمال الامتحانات، والذي حدد عقوبة الحبس والغرامة لكل من نشر أو أذاع أسئلة وأجوبة الامتحانات، حتى يتعرف الطلاب إلى تبعات محاولات الغش أو الإخلال بأعمال الامتحانات لحظة دخولهم اللجنة.
صفحة “شاومينج” كانت قد ظهرت في عام 2016، معلنة عن تسريب الامتحانات للطلاب، وفي عام 2018 أعلنت وزارة التربية والتعليم عن تطبيق نظام جديد يُسمى “البوكليت” وهو عبارة عن ضم ورقة الأسئلة إلى ورقة الإجابة، لمنع حالات حدوث الغش، وعلى الرغم ن ذلك إلا أن التسريبات ما زالت مستمرة حتى اليوم.
مع ذلك، تلقت صفحات “شاومينج” الإثنين الماضي، هجومًا حادًا من طلاب الثانوية العامة، وذلك بعد الادعاء بقدرتها على تسريب امتحان مادة الاقتصاد، الأمر الذي لم تنجح فيه، ليردد الطلاب عبارة: “نصابين نصابين”.
وقالت الدكتورة ماجدة نصر، عضو لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب، إنه “منذ ظهور ما يُسمى بـ”شاويمنج”، أي منذ 3سنوات، ولا توجد تسريبات للامتحانات بل هي مجرد تكهنات ليس أكثر، وهو ما يدل على نجاح وزارة التربية والتعليم في مواجهة ظاهرة الغش، والقضاء على التسريبات نهائيًا”.
وأضافت لـ”المصريون”: “في كل عام ومع بداية انطلاق موسم امتحانات الثانوية العامة، تحاول “شاومينج” إثارة بلبلة في مصر، ولكنها لا تملك تسريبات حقيقية للامتحانات، فهناك فرق بين التسريب وتوقع الامتحانات”.
وتابعت: “ما يتم نشره مجرد توقعات هدفها إحداث بلبلة، والعودة إلى النظام القديم بغرض تحقيق مكاسب مادية من خلال المتابعات، وبالطبع وراء “شاومينج” أيادٍ خفية للضرر بالبلاد والطلاب المصريين، ولا تستهدف التسريبات مصلحة الطالب مطلقًا”.
وأوضحت “نصر”، أن “هناك عقوبات مغلظة لكل من ساهم في تسريب الامتحان أو حاول الغش، تصل إلى السجن”، مضيفة: “هناك محاولات مع وزارة الاتصالات لإنهاء ظاهرة “شاوينج” نهائيًا، والتصدي للصفحات التي تطلقها على مواقع التواصل الاجتماعي”.
ولفتت إلى أن “فريق مكافحة الغش الإلكترونى بغرفة العمليات المركزية لامتحانات الثانوية العامة رصد عددًا من صفحات الغش الإلكتروني على موقع “فيسبوك”، ولكن تم التعامل معها لإغلاقها، وسوف تُتخذ الإجراءات القانونية المقررة تجاهها”.
وعلى الرغم من ذلك، تعتبر “نصر” أن “العقوبات المقررة قانونًا كافية ورادعة، خاصة بعد تغليظها، وليست هناك مشكلات من زيادة العقوبة وتغليظها أكثر إن لم يتوقف هؤلاء المخربون عن مسعاهم”.
إلا أنها أكدت أنها ستطرح داخل البرلمان مسألة التطبيقات الخاصة بتسريب امتحانات، التي تم إنشاؤها على “جوجل”، وسيتم بحث الأمر وإيقافه حال التأكد من وجوده.
وتابعت: “هذا العام لم نشهد حالات غش جماعية كالسنوات السابقة، إذ لا يوجد سوى حالات فردية ويتم التعامل معها على الفور”، مشيرة إلى أن “العام الماضي كانت هناك قرارات وزارية مشددة خاصة بهذا الأمر، وهو ما ساعد بشكل كبير على التصدي لظاهرة الغش في الثانوية العامة”.
واستدركت: “في امتحانات هذا العام هناك حالة من التأمين والمتابعة بشكل أشد وأعمق من السنوات الماضية، وهذا يرجع لنظام “البوكلت”، الذي قلل بدرجة كبيرة من عملية الغش، ومنع التسريب بشكل كبير، مؤكدة أن الأمر لن يكون فيه تكاسل أو تراخٍ”.
ولفتت إلى أن “نظام “البوكلت” سيساهم أيضًا في تقليل أخطاء المدرسين أثناء عملية التصحيح، حيث إن الإجابة في نفس الورقة سهلت الأمر كثيرًا، وبالتالي ستقل نسبة التظلمات هذا العام”.
وشارت “نصر” إلى أن “هذا العام سيكون عمل المراقبين والمصححين أكثر راحة من قبل، وسوف نحاول حل الشكاوى التي تأتينا من قبلهم، وغالبها يكون أثناء تصحيح ورق الإجابات، وما يتعلق من أماكن الإقامة والمبيت، وكل ما يتعلق بالثانوية العامة سيتم طرحه ومناقشته للتأكد من سير الأوضاع بشكل جيد وناجح”.
في سياق متصل، أرجعت عضو لجنة التعليم بالبرلمان، السبب وراء ظاهرة انتحار طلاب الثانوية العامة إلى “الضغوط النفسية التي يتعرضون لها خلال الامتحانات، والإحساس المبالغ فيه بالرهبة الامتحانات، والتعامل معها على أنها مسألة “حياة أو موت”، فضًلا عن القلق الزائد الذي تعيشه الأسرة المصرية في فترة الثانوية العامة”.
وأضافت: “هذا العام الأمر وصل إلى حالات وفاة طبيعية نتيجة للضغط النفسي، الأمر الذي يجب أن نتوقف عنده”، مشيرة إلى أن “الأسرة المصرية جميعها تعيش حالة من القلق الزائد بشأن امتحانات الثانوية العامة، ولابد من تدريب الطلاب على الامتحانات لرفع الرهبة من نفوسهم”.
ورأت أن “منظومة التعليم الجدي التي يطبقها الوزير الدكتور طارق شوقي، والتي تعتمد على الفهم وليس الحفظ، ستساهم في تقليل رهبة الامتحانات بشكل كبير”.
ونصحت عضو لجنة التعليم، طلاب الثانوية “بعدم الالتفات إلى مثل هذه الصفحات، وعدم اعتبار الثانوية العامة كابوسًا أو أمرًا مفزعًا، فهو مجرد امتحان ومرحلة حياتية ستمر بأي شكل”.
من جانبه، أكد الدكتور محمد قدري، الخبير التربوي، أن “ظاهرة الغش ليست أمرًا مقصورًا على مصر، بل كل دول العالم تشهد حالات غش فردية، وعلى أرض الواقع فالوزارة واجهت الأمر بعدة طرق، لذا ما يمسى بـ”شاومينج” ما هو إلا “ظاهرة فيسبوكية” ستختفي إذا لم نسلط عليها الضوء”.
وأضاف لـ”المصريون”: “شبح الثانوية العامة نحن من صنعناه بأيدينا، إذ أن التوتر والقلق يبدأ من المنزل، حيث يجب التعامل مع امتحانات الثانوية العامة على أنها “امتحانات عادية وطبيعية لا يشعر الطالب فيها بالإرهاق ولا بالتوتر”.
بدورها، توجهت عبير أحمد، مؤسس اتحاد “أمهات مصر للنهوض بالتعليم” برسالة إلى صفحات “شاومينج تغشش ثانوية عامة”، قائلة: “لم نلتفت إلى تسريباتكم التي تهدف إلى خلق حالة من التوتر والقلق والبلبلة لأولياء الأمور والطلاب”.
وأضافت، أن “صفحات الغش على مواقع التواصل الاجتماعي تريد خلق حالة من التوتر والقلق للطلاب وأولياء أمورهم، وتهدف إلى إحراج وزارة التربية والتعليم والأجهزة المعنية بتأمين الامتحانات، مطالبة بتتبع المسئولين عن هذه الصفحات وغلقها ومحاسبتهم، وتوقيع أقصى عقوبة عليهم”.