توصل باحثون إلى تقنية متطورة “ومثيرة للقلق” في آن، لأنها تستطيع فبركة مقاطع فيديو تبدو حقيقية لأي شخص بمجرد توافر صورة فوتوغرافية واحدة فقط له، بحسب ما نشرت شبكة “سي إن إن” الإخبارية.
وقد توظف تلك التقنية الجديدة التي تستند إلى نظام ذكاء صناعي مدرّب يحمل قدرات فنية عالية، في الفترة التي تسبق الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة لعام 2020، حيث من المتوقع أن تنتشر مقاطع الفيديو المزيفة في المعارك الانتخابية للمرشحين، ما يثير قلق العديد من المتابعين في أميركا.
وفي ما يتعلق بتفاصيل هذا الإنجاز التقني والعلمي، فقد قدم باحثون في مركز سامسونغ للذكاء الصناعي في موسكو، ومعهد سكولكوفو للعلوم والتكنولوجيا في موسكو، ورقة بحثية تتضمن معلومات مفصلة عن المشروع، وتم نشرها هذا الأسبوع بموقع ARXiv الشهير المعني بأحدث إنجازات وأبحاث التكنولوجيا.
وقال الباحثون إنهم تمكنوا من تحريك صورة واحدة أو عدة صور لأشخاص من خلال تدريب نظام للذكاء الصناعي على مجموعة من مقاطع الفيديو تشمل العديد من المشاهير، حتى يتمكن من الإلمام بالنقاط الرئيسية للوجه.
وبعد ذلك، أصبح نظام الذكاء الصناعي قادرًا على جمع عدة سمات متآلفة ومركبة، مع صورة واحدة أو أكثر، من صور لشخص ما لتكوين مقطع فيديو مقنع بأسلوب “الرأس المتكلم”.
فيديوهات للمشاهير
وعرض مقطع فيديو قام الباحثون ببثه على موقع يوتيوب هذا الأسبوع أمثلة متعددة على مدى قدرتهم على الإقناع، وكذلك حجم العمل الذي يتعين القيام به، للتوصل إلى نتيجة مرضية.
وتم إنتاج نسخ متحركة مثيرة للإعجاب عن الفيزيائي ألبرت أينشتاين، والممثلة مارلين مونرو، والرسام السريالي سلفادور دالي على أساس صور فوتوغرافية شهيرة لهم.
لكن في كل مقطع من الفيديوهات التي بثت كان هناك عنصر ما مفقودا أو غير مكتمل. ففي فيدو أينشتاين، لم يتحرك شعره الكثيف بشكل منضبط مع رأسه، في حين بدا شارب الرسام الشهير سيلفادور “دالي” نحيفا للغاية، وكأنه عود ثقاب، كما غابت الشامة الشهيرة عن وجه مارلين مونرو.
وتتشابه التقنية الجديدة مع تلك المستخدمة في تطبيق Deep Fake الذي تم تسميته بهذا المصطلح لأنه يجمع بين “الواقع” و”الزيف”.
يذكر أن عمل الباحثين لا يزال في مراحله المبكرة، حيث تم تدريب نظام الذكاء الصناعي على تكوين أو “تزييف” الرأس والعنق وجزء من الكتفين فقط دون كامل الجسم.