بعد أعوام من الانتظار، أعطت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية الضوء الأخضر لبيع جهاز جديد يسخن التبغ بدلاً من حرقه، وذلك نهاية أبريل/نيسان 2019، لذلك سنعرفكم اليوم على جهاز إيكوس وطريقة عمله.
جهاز إيكوس والتسخين بدلاً من الحرق
وفق مجلة Time الأمريكية، فإن جهاز إيكوس IQOS صُمِم من جانب شركة فيليب موريس الأمريكية، ويعمل من خلال تسخين أعقاب مملوءة بالتبغ تُسمى Heatsticks؛ لإنتاج دخان غني بالنيكوتين.
ويعني قرار الهيئة أن الجهاز قد يُطرح الآن للبيع في الولايات المتحدة، ولكن رغم أنه ثبُت أن الجهاز ينتج نسبة أقل من المواد الكيميائية المسببة للسرطان الموجودة في السجائر العادية، لم توافق الهيئة بعد على طلب منفصل لاعتبار جهاز IQOS بديلاً أقل خطورة للسجائر.
كما أنه لم يتضح تماماً ما إذا كان الجهاز سيساعد المدخنين على الإقلاع عن التدخين.
في البداية.. البيع سيكون في أمريكا وسعره مناسب
وستبيع شركة فيليب موريس وشركتها الأم ألتريا جهاز IQOS في الولايات المتحدة، وفقاً لبيان رسمي من الشركة، وستطرحه لأول مرة في مدينة أتلانتا خلال 90-120 يوماً حسبما كشف أحد ممثلي شركة ألتريا لمجلة Time الأمريكية.
لا تتوفر معلومات محددة عن سعر الجهاز، لكن المتحدث باسم الشركة قال إن سعره سيكون مناسباً للمدخنين البالغين «الذين يبحثون عن بدائل للسجائر».
كيف يعمل جهاز إيكوس؟
تطلق السجائر العادية الدخان عندما يُحرق التبغ في درجات حرارة عالية.
على النقيض من ذلك، فإن الجهاز -الذي يشبه القلم- يسخن أعقاباً مملوءة بالتبغ ملفوفة في ورق لينتج دخاناً يحتوي على النيكوتين.
وستصنع شركة مالبورو -إحدى العلامات التجارية لشركة ألتريا- أعقاب التبغ المستخدمة التي ستُطرح بنكهة المنثول وبلا نكهة.
هل جهاز إيكوس أكثر أماناً من السجائر؟
لم تجب هيئة الغذاء والدواء الأمريكية عن هذا السؤال بعد؛ لذلك من السابق لأوانه أن نؤكد ذلك.
وفي حين أن الهيئة قالت إن مستويات المواد الكيميائية المسببة للسرطان الموجودة في دخان السجائر، بما في ذلك الأكرولين والفورمالديهايد، أقل في الدخان المنبعث من جهاز IQOS، لكن «هذا لا يعني أن هذه المنتجات آمنة.
فمن المحتمل أن تكون جميع منتجات التبغ ضارة ومسببة للإدمان، ويجب على الذين لا يستخدمون منتجات التبغ أن يستمروا في ذلك» حسبما ذكرت الهيئة في بيانها.
هل جهاز إيكوس يساعد على الإقلاع عن التدخين؟
أجاب الدكتور مايكل سيجل، أستاذ علوم صحة المجتمع في كلية الصحة العامة بجامعة بوسطن الأمريكية، قائلاً إن الجهاز ربما يساعد في الإقلاع عن التدخين، لكن هذا لا يعني بالضرورة أنه سيكون مفيداً للصحة العامة.
وقال سيجل: «إذا لم يكن هناك منتجات مثل السجائر الإلكترونية وظهر هذا الجهاز في الأسواق، ستكون هذه خطوة إلى الأمام. لكن المشكلة هي أننا لدينا الآن بالفعل السجائر الإلكترونية، وهي منتج خالٍ من التبغ يهدف إلى الشيء نفسه».
وأضاف سيجل أنه في حين قد يكون للسجائر الإلكترونية مخاطرها الخاصة -إذ ربطتها بعض الأبحاث السابقة بالتسبب في مشكلات بالقلب وأمراض الجهاز التنفسي وتلف الحمض النووي.
يمكن أن يكون جهاز IQOS مفيداً للصحة العامة من الناحية النظرية إذا كان يساعد المدخنين على الإقلاع عن التدخين تماماً، فإنه قد يسبب ضرراً إذا صرف المدخنين الحاليين أو السابقين عن استخدام السجائر الإلكترونية للعودة إلى استخدام التبغ، حسبما أشار سيجل.
السجائر الإلكترونية ليست آمنة تماماً، لكنها تتحرك في الاتجاه الصحيح، ولا أرى أن جهاز IQOS يخدم الهدف ذاته.
هل استخدام الشباب لهذه الجهاز بشكل غير قانوني يثير القلق؟
رغم أنها متاحة للاستخدام بشكل قانوني للبالغين فقط، انتشر استخدام السجائر الإلكترونية بين المراهقين؛ مما أثار مخاوف من إدمانهم للنيكوتين.
ورداً على ذلك، اتخذت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية إجراءات صارمة بشأن بيع وتسويق السجائر الإلكترونية لإبعادها عن متناول الأطفال.
لكن الهيئة ترى أن جهاز IQOS لن يتمتع على الأرجح بالشعبية ذاتها بين المراهقين؛ نظراً إلى عدم طرحه بنكهات الفواكه أو نكهات حلوة وأنه سيُباع بسعر مرتفع نسبياً.
وكذلك تشير البيانات الواردة من إيطاليا واليابان، حيث طُرح الجهاز للبيع بالفعل مقابل ما يعادل 70 دولاراً أمريكياً، إلى أنه ليس شائعاً بين الشباب وغير المدخنين.
ولكن لمزيد من الأمان، ستشترط الهيئة أن تكون الإعلانات عن الجهاز موجهة للبالغين، وستمنع الإعلان عنه في التلفزيون والإذاعة.