الشقيقتان السعوديتان اللتان فرَّتا إلى جورجيا تحصلان على اللجوء فى دولة أخرى

أعلنت شقيقتان سعوديتان تقولان إنَّهما هَرَبَتا من أسرتهما التي تسيء معاملتهما في وطنهما الأم، الثلاثاء 7 مايو/أيار 2019، أنَّهما قد مُنحتا حقَّ اللجوء، وستبدآن «حياةً جديدة»ن وفق ما نقله موقعBusiness Insider  الأمريكي.

وفرَّت كلٌّ من مها السبيعي (28 عاماً)، ووفاء السبيعي (25 عاماً)  من السعودية، في شهر أبريل/نيسان 2019، متعلِّلتَيْن بتعرّضهما للاضطهاد والمعاملة السيئة على أيدي أقاربهما الذكور.

وبعد وصولهما إلى دولة جورجيا، وهي وجهة شهيرة للهاربات السعوديات، أنشأتا حساباً على موقع تويتر، لنشر مقاطع الفيديو والرسائل لتوثيق طلبهما للحماية.

https://twitter.com/GeorgiaSisters2/status/1125672896494329857

فرار شقيقتان سعوديتان بعد سرقة هاتف والدهما

وفي مقابلةٍ معهما أثناء عملية هروبهما، قالت الأختان إنَّهما اضطرَّتا لسرقة هاتف والدهما، لمنح نفسيهما الإذن بمغادرة البلاد والهرب.

إذ لا بد أن يمنح الرجالُ النساءَ الإذنَ لعبور الحدود، بموجب قانون الولاية الذكورية السعودي المقيِّد للنساء، ويُمنح هذا الإذن أو يُلغى غالباً عبر تطبيقٍ في الهواتف الذكية يسمى أبشر.

وقد نشر موقع Business Insider عن التطبيق العديد من التقارير، لكنَّه يحظى بدعمٍ مثير للجدل من عملاقتي التكنولوجيا الأمريكيتين أبل وجوجل.

وقد أرسل 14 من أعضاء الكونغرس الأمريكي خطاباً إلى أبل وجوجل يطالبونهما فيه بحذف التطبيق. وانتقدت جماعات حقوق الإنسان أيضاً الشركتين، ووصفتهما إحدى الجماعات بأنَّهما «شريكتين في القمع».

وقالت وفاء السبيعي لصحيفة The Guardian، إنَّ التطبيق «يسمح للرجال بالتحكم في النساء».

وقالتا في حوارٍ مع قناة Nyheder الدنماركية: «سرقنا هاتف والدي، واستخرجنا جوازَ سفر لنا، ومنحنا أنفسنا إذناً بالسفر، وفي اليوم الذي سبق هروبنا تسلَّمنا جوازات السفر من البريد وهربنا».

قبل الحصول على حقِّ اللجوء ومغادرة جورجيا

وقالت الشقيقتان في تغريدةٍ على تويتر: «يسرنا أن نعلن أنَّنا سنغادر جورجيا، نحن في طريقنا لبدء حياة جديدة في بلد جديد».

هربت الفتاتان من السعودية في 17 أبريل/نيسان الماضي، متعلِّلتَيْن بأنَّ عائلتهما: «تهددنا وتسيء معاملتنا يومياً»، مثلما ذكرتا في العريضة التي تطلبان فيها المساعدة، والتي جمعت 40 ألف توقيع.

وقالتا إنَّهما استخدمتا تطبيق أبشر على هاتف والدهما، لإعطاء نفسيهما إذن السفر إلى تركيا، ومن هناك عبرتا إلى جورجيا.

وفور وصولهما إلى العاصمة الجورجية تبليسي، بدأتا في توجيه تغريداتٍ للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وطلبتا من شبكة من اللاجئين السعوديين مشاركة ندائهما للمساعدة.

وفي وقتٍ سابق من هذا العام، نجحت رهف محمد، البالغة من العمر 18 عاماً في الحصول على حق اللجوء، بعد أن وثَّقت محاولاتها لمقاومة الترحيل إلى السعودية من تايلاند في حملةٍ واسعة الانتشار على تويتر. وقد نسبت رهف نجاحها في تأمين حصولها على اللجوء في كندا في نهاية المطاف إلى الدعاية التي أدى إليها نشاطها على موقع التواصل الاجتماعي.

ولن تكشفا عن اسم وجهتهما لبدء «حياة جديدة»

وتقول الشقيقتان إنَّهما لن تكشفا عن اسم الدولة التي منحتهما حق اللجوء.

وقالتا في تغريدة: «ما زلنا لا نصدق أنَّ هذا ما يحدث، ولا يمكننا التعبير عن مدى سعادتنا بعثورنا على وطن جديد، لم نكن لننجح في ذلك دون دعمكم جميعاً. ساعدتنا رسائلكم اللطيفة والعميقة في تجاوز بعض الأوقات العصيبة التي مررنا بها، لا يمكننا أن نوفيكم حقكم من الشكر».

يبدو قلق السعودية إزاء النساء اللائي يهربن بهذه الطريقة العلنية واضحاً، وقد وصفت مؤخراً الأشخاص مثل الشقيقتين السبيعي، بأنَّهم تهديدٌ خطير للأمن القومي يماثل تهديد الإرهابيين.

وتعد جورجيا وجهةً شهيرة للسعوديات الهاربات، لأنَّه بإمكانهن دخولها دون الحاجة إلى استخراج تأشيرة. وأعلنت السعودية يوم 24 أبريل/نيسان، أنَّها ستفتتح سفارةً في العاصمة تبليسي، مما جعل منتقدين يتكهنون بأنَّها ستكون مركزاً لتعطيل طلبات اللجوء.

وفي وقتٍ سابق من هذا العام، أجرى موقع Business Insider مقابلةً مع اللاجئة شهد المحيميد، التي فرَّت أيضاً إلى جورجيا قبل أن تتمكن في النهاية من الحصول على اللجوء في السويد.

وأخبرت صديقة ومتحدثة باسم الشقيقتين السبيعي، الموقعَ، بأنَّ الشقيقتين ستبتعدان لبعض الوقت عن مواقع التواصل الاجتماعي، حتى تستقرا في وطنهما الجديد.

شاهد أيضاً

“الإمبراطور الأبيض”.. مقاتلة الجيل السادس الصينية المصممة للهيمنة على السماء والفضاء

تشهد المنافسة بين الصين والولايات المتحدة تصعيداً ملحوظاً في العديد من المجالات، من أبرزها التسابق …