تجمع قائمة اليونسكو لمراكز التراث العالمي مواقع ذات قيمة كبيرة للبشرية، وذلك بسبب أهميتها الثقافية، أو التاريخية، أو الطبيعية. وفي تقريرٍ نشره موقع «بيج ثينك»، يشير الموقع إلى سبعة مراكز مذهلة في تلك القائمة، تُمثل وجهًا مهملًا، أو معرضًا للخطر من التراث الثقافي الجماعي للإنسانية
بحسب الموقع، فإنَّ بعض مواقع التراث العالمي صُنِّفَت على هذا النحو لأنَّ البشر لا يذهبون إلى هناك على الإطلاق، والبعض الآخر منها شملته القائمة لأنَّه تعرض لكثيرٍ من التدخل البشري.
وجاء في تقرير الموقع أنَّه يوجد أكثر من ألف موقع من مواقع التراث العالمي لليونسكو، في أماكن من أفغانستان إلى زيمبابوي، ولكلٍّ منها تاريخ ثقافي أو طبيعي مُهم. وفي حين أنَّ العديد من هذه الأماكن هي وجهات سياحية، فإنَّ مواقع التراث العالمي تحمل هذا التصنيف نتيجةً لأهميتها الثقافية، أو التاريخية، أو الطبيعية. وتتجنب هذه القائمة ذكر المواقع المعروفة بالفعل، مثل مدينة ماتشو بيتشو في بيرو، وستركز بدلًا من ذلك على تلك المواقع التي لا تحظى بالقدر نفسه من الاهتمام.
تماثيل بوذا في أفغانستان
أشار التقرير إلى تمثالي بوذا الضخمين في وادي باميان بأفغانستان. يبلغ طولهما مئات الأقدام، وهما منحوتان مباشرةً على جانب جرف. يشق طريق الحرير وادي باميان، الذي أصبح ديرًا مهمًا للرهبان البوذيين، وكذلك مركزًا للفن والفلسفة في العالم القديم. نحت الرهبان الكهوف في جميع أنحاء جبال باميان حيث عاشوا، وفي وقتٍ ما بين القرنين الثالث والسادس، نحتوا تمثالي بوذا الضخمين.
لكن لسوء الحظ، فجرت حركة طالبان تمثالي بوذا في عام 2001، مُعلنةً أنَّهما أصنام، واحتجاجًا على الأموال المُخصصة لحفظ التمثالين التي كان يمكن استخدامها لإطعام الشعب الأفغاني، الذي كان يُعاني المجاعة في ذلك الوقت.
ومنذ ذلك الحين، ترددت مُختلف الدول الأعضاء في اليونسكو حول تنفيذ خُطط لإعادة ترميم التمثالين. لكن بحسب الموقع، في وقت كتابة هذه السطور، يبدو أنَّ عملية الترميم ستتم في المستقبل القريب. حتى بدون تمثالي بوذا، لا يزال الموقع مكانًا مثيرًا للإعجاب، وزادت جاذبيته بسب تاريخه المأساوي.
2- البتراء
منذ أكثر من 11 ألف عام، استقر شعبٌ يُدعى الأنباط في حوض جبلي بالأردن في مكانٍ معروف باسم البتراء. وبمرور الوقت، نحتوا مدينة ضخمة من الحجر الوردي الموجود في الجبال المحيطة. وفي ذروتها، بلغ سكان المدينة 20 ألف نسمة.
وأشار الموقع إلى أنَّ المدينة تنتشر عبر الجانب الجبلي، نصف منحوتة ونصف مبنية، وتُغطي 102 ميل مُربع. ومن المذهل أنَّ علماء الآثار يُقدرون أنَّ 85٪ من المدينة لا تزال مدفونة وغير مُستكشفة.
3- جزر الصخرة
شملت قائمة الموقع جزر الصخرة، التي تقع في جزيرة بالاو المُستقلة، والتي يتناقض اسمها مع جمالها الطبيعي المذهل. فهناك حوالي 300 جزيرة في هذا الأرخبيل، وأوضح آخر تعداد أُجري في المنطقة أنَّ عدد سكانها يبلغ 6 أشخاص فقط.
وأشار التقرير إلى أنَّ الجزر هي بقايا الشعاب المرجانية القديمة والحجر الجيري. وبينما هي جميلة للغاية من الخارج، إلا أنَّ الكنز الحقيقي يكمن تحتها، في المياه. إذ تجعل الشعاب المرجانية والحياة البحرية المتنوعة من هذا المكان وجهةً مقدسة بالنسبة للغواصين. وتتميز الجزر أيضًا بعددٍ من مناطق الغطس المعروفة باسم «الثقوب الزرقاء»، والأحواض البحرية التي تجعل منها منظرًا رائعًا وبيئة غوص جيدة.
4- مدينة هامبي
وفقًا لتقرير الموقع، بقايا الآثار هذه التي يبلغ عددها أكثر من 1600 أثر في مدينة هامبي بالهند، هي بقايا إمبراطورية فيجاياناجارا، آخر مملكة هندوسية عظيمة في الهند. ويصعب تحديد عمر الموقع بدقة، لكنَّ أقدم الاكتشافات الأثرية تعود إلى القرن الثالث قبل الميلاد.
تشتهر هامبي بشكلٍ أساسي بالهندسة المعمارية المُذهلة المُستخدمة في تصميم العديد من المعابد، والحصون، والمزارات، والقاعات، والمُجمعات. وجديرٌ بالذكر أنَّ معبد فيتالا وقاعة المجتمع الموجودة به، والتي تحتوي على 56 عمودًا حجريًّا من أشكال وأحجام مُختلفة، تنتج نوتاتٍ موسيقية عند ضربها.
5- مدينة سامراء
بحسب التقرير، توجد العديد من مواقع التراث العالمي -لسوء الحظ- في أماكن لها تاريخ من الصراع. إذ تقع مدينةسامراء في العراق، وكانت عاصمة الخلافة العباسية، التي كانت موجودةً من القرن السادس وحتى القرن السادس عشر.
وأورد الموقع في تقريره أنَّ سامراء تحتوي على عددٍ كبير من الأماكن المقدسة الإسلامية، بما في ذلك المسجد الكبير في سامراء ومئذنته الملوية. وأصبح العديد من هذه المواقع هدفًا للعنف الطائفي في منتصف العقد الأول من القرن العشرين، ولا سيما مسجد العسكري.
وفي عام 2006، فُجرت قبة المسجد الذهبية، وفي عام 2007، دمر تنظيم القاعدة مئذنته. ورغم أنَّ العراق لا يزال مكانًا خطيرًا، لكنَّه أصبح أقل خطرًا بكثير في الآونة الأخيرة. ويأمل الموقع أن يصبح من الممكن الحفاظ على تاريخ هذه المدينة الثقافي.
6- جزيرة جوف وجزر يتعذر الوصول إليها
على الرغم من أنَّ مواقع اليونسكو للتراث العالمي غالبًا ما تجذب السياح، يوضح موقع «بيج ثينك» أنَّه ليس كل المواقع يمكن زيارتها. فكما يوحي اسمها، تشتهر جزيرة جوف والجزر التي يتعذر الوصول إليها بأنَّها لم يمسسها بشر بشكلٍ ملحوظ. ونتيجةً لذلك، فإنَّ نظامها البيئي الطبيعي ليس له مثيل؛ مما يجعل هذه الجُزر من بين أكثر الأماكن البِكر على الأرض.
وفقًا للموقع، تقع الجزر في وسط المحيط الأطلسي، وتخرج من المياه مُشكلةً منحدرات شديدة الانحدار تجعل من الصعب الوصول إليها. وهي موطن لعدة أنواع من الكائنات التي تتكاثر حصريًّا على هذه الجزر، وبسبب عزلتها وطبيعتها البكر، فهي لا تُقدر بثمنٍ للدراسات البيولوجية.
7- متنزه إيفرجليدز الوطني
في حين أنَّ متنزه إيفرجليدز شهرته أكبر من الكثير من مواقع اليونسكو المذكورة، فقد أدرجه موقع «بيج ثينك» في هذه القائمة لأنَّه قد يختفي قريبًا.
يوصف المتنزه بأنَّه «بحر من العشب الذي يتدفق تدريجيًا من المناطق النائية إلى البحر»، وعد منطقةً بيئية مُهمة ذات حياة حيوانية متنوعة، بما في ذلك التماسيح، وطيور المخوّض (وهي طيور تخوض في الماء بحثًا عن الطعام)، وخروف البحر المهدد بالانقراض.
وجاء في تقرير الموقع أنَّ اليونسكو أضافت متنزه إيفرجليدز إلى قائمة مواقع التراث العالمي المهددة بالخطر في عام 2010، وذلك لسببٍ وجيه؛ إذ أدى سوء إدارة المياه إلى تجفيف جزء كبير من المتنزه، بالإضافة إلى زيادة مستويات النترات والزئبق. وبدأ المطورون في تشييد المباني على طول حدود الحديقة، وكثيرًا ما يتعدون حدود الحديقة نفسها.
وانتقلت الأنواع الغازية من الكائنات الحية إلى المنطقة، مما عكَّر التوازن الطبيعي للنظام البيئي الأصلي. لكنّّ الخطر الأكبر يكمن في ارتفاع منسوب مياه البحر نتيجةً لتغير المناخ، ما يُهدد بغرق معظم الحديقة. لذا إذا كنت تأمل في زيارة الحديقة وتجربة نظامها الإيكولوجي النادر والفريد، عليك زيارتها الآن.