لم تكد تهدأ موجة الغضب التي صاحبت تصريحات الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، والتي أعلن خلالها عن تقديمه عدد من المنح والتسهيلات لطلاب الجامعة، حتى صُدم الجميع بمنح المطرب الشعبي شعبان عبد الرحيم درع كلية الطب جامعة بنها، من قبل الدكتور جمال السعيد، رئيس الجامعة، ما تسبب في تفجير الغضب من جديد.
وكان رواد مواقع التواصل الاجتماعي، تداولوا صورة للدكتور جمال السعيد رئيس جامعة بنها جمعته بالمغني الشعبي شعبان عبد الرحيم، وذلك تكريم الجامعة لمطرب الشعبي.
وتسببت الصورة في غضب واستياء رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين وصفوا طريقة استقبال عبد الرحيم بالمبالغ فيها.
وقبل أيام، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو لرئيس جامعة القاهرة، يظهر على منصة وسط الجامعة، يعلن من فوقها عددًا من المفاجآت للطلاب «مفاجآت شهر إبريل»، على حد قوله.
وحسب الفيديو المتداول، قال «الخشت»: «تحيا مصر.. إعفاء جميع طلاب المدن الجامعية من المصاريف خلال شهر رمضان المبارك، وكل من لم يدفع مصاريف الجامعة حتى الآن، ستقوم الجامعة بدفع المصاريف بدلا عنه، وهناك عدد من طلاب الليسانس والبكالوريس يرسبون على 5%، من اليوم لا رسوب والجامعة ستمنحه درجة البكالوريوس أو الليسانس وستتحمل هي نسبة الـ5%».
الدكتورة ماجدة نصر، نائب رئيس جامعة المنصورة سابقًا، وعضو لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب، قالت إنه من غير الجائز منح المطرب الشعبي درجة الدكتوراة الفخرية أو منحه شهادة معينة بجائزة معينة من قبل إدارة الجامعة، مضيفًة أن الجامعة لا يحق لها ولا يجوز القيام بمثل هذه الأمور على الإطلاق.
وخلال حديثها لـ«المصريون»، أضافت «نصر»، أن منح المطرب درع كلية الطب، ليس أمر مشينًا ولا يستحق كل هذه الضجة التي حدثت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لا سيما أن معظم الجامعات تمنح زائريها مثل هذه الدروع، إضافة إلى أنه نوع من التحية والتكريم فقط، ولا يعتبر درجة أو شهادة علمية معية.
عضو لجنة التعليم والبحث العلمي بالبرلمان، أشارت إلى ضرورة التفرقة بين الدرع والدكتوراة الفخرية أو الشهادة العليمة التي تمنح بدرجة ما، مطالبة بعدم إثارة مثل هذه الموضوعات التي تعتبر صغيرة ولا تستحق كل هذا الاهتمام.
فيما، قال مصطفى يوسف، عضو لجنة التعليم والبحث العلمي، لـ«المصريون»، إن ما حدث يعتبر إساءة للجامعة وأساتذتها وطلابها، لافتًا إلى أن مثل هذه الوقائع التي تحدث داخل الحرم الجامعي لا يجب أن تمر هكذا ويجب محاسبة المسؤولين، حتى لا تتكرر.
إلى هذا، تقدم طلعت خليل، عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة للدكتور مصطفي مدبولي، رئيس مجلس الوزراء والدكتور خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالي، حول قيام جامعة بنها بتكريم عبد الرحيم، مشيرًا إلى أن الحياة الجامعية تمثل باكورة إنتاج الطاقة العلمية والفنية والمهارية لدى الشباب.
وقال «خليل»، في بيان صحفي له، أن جامعة بنها قامت بالخروج على مقتضيات التقاليد الجامعية، بتكريم المطرب الشعبي شعبان عبد الرحيم لمجرد زيارته لكلية الطب، لعمل بعض الفحوصات الطبية، مؤكدًا أن ما يحدث يعد رسالة سلبية حول دور الجامعات المصرية.
وتساءل عن «الرسالة التي تريد الجامعة توصيلها للشباب من تكريم مطرب شعبي، ولماذا تكريم هذا المطرب الشعبي من بين آلاف من المطربين الشعبيين؟».
من جانبها، تقدمت الدكتورة إيناس عبد الحليم، وكيل لجنة الصحة بمجلس النواب، ببيان عاجل إلى رئيس مجلس الوزراء ووزير التعليم العالي، بشأن تكريم الفنان شعبان عبد الرحيم في جامعة بنها، دون أن يكون له إسهامًا علميًا يستحق عنه التكريم.
وقالت النائبة، إنه بأي حال لا يمكن قبول مثل ذلك الأمر، فالجامعة التي هي صرح للعلم ومكان لتكريم العلماء والباحثين الذين أثروا العلم وقدموا ما يفيد البشرية، لا يمكن أن تكون مكانًا لتكريم أي شخص.
وعلقت: «لا أعلم ماذا قدم الفنان -مع كامل الاحترام له- حتى يتم تكريمه في الجامعة، هل يوجد سبب منطقي يبرر مثل هذا الأمر؟، هل هناك قواعد للتكريم وإقامة الحفلات وتسليم دروع الكليات؟، أم إنها ترجع لهوى رئيس الجامعة، وهو أمر يتطلب معالجته فورا حفاظا على قدسية الجامعة».
وتساءلت وكيل صحة البرلمان قائلة: «هل فكرة أن يقوم شخص بالتبرع للجامعة، يجعله يستحق التكريم؟، بالطبع لا، يجب أن تكون هناك قواعد ملزمة ومحددة لتكريم الشخصيات العامة في الجامعات، حرصًا على قدسية الجامعة باعتبارها مقرًا للعلم والتميز”».
وردًا على ما أثير، كشفت جامعة بنها، سبب منح درع كلية طب جامعة بنها للمطرب الشعبي.
وأوضحت الجامعة، في بيان لها، أن «عبد الرحيم كان متوجهًا في البداية لإجراء بعض الفحوصات الطبية داخل مستشفى بنها الجامعي، وقام الأطباء بأداء واجبهم تجاهه على أكمل وجه»، مضيفًة أنه تم إجراء مجموعة من الفحوصات الطبية العامة والمتخصصة.
أضاف البيان، أن الجامعة قررت تكريمه بعدما أنهى جميع فحوصاته؛ لأنه عرض عليهم إقامة حفل خيري في استاد بنها الرياضي، على أن يخصص عائده بالكامل لصالح المستشفى الجامعي، وذلك بعد ما شاهد على الطبيعة حجم وأعداد المرضى المترددين على الأقسام العلاجية المختلفة.
ونفى المطرب الشعبي، ما أثير حول حصوله على الدكتوراه الفخرية من جامعة بنها، قائلًا: «إنه كان تكريم على مشواري الغنائي».
وأضاف «عبد الرحيم»، في تصريح: «التكريم جاء من رئيس الجامعة، خاصة بعدما أعلنت استعدادي تقديم حفل خيري باستاد بنها، على أن يكون عائده لصالح المستشفي الجامعي