هل تذكرون الطالبة المصرية مريم التي قتلت في بريطانيا؟ تلك الشابة التي راحت ضحية العنصرية وهي بعمر الـ18 عاماً، كشف والدها بعد أكثر من عام عن مفاجأة في تقرير الطب الشرعي.
إذ قال حاتم مصطفى إن الطبّ الشرعي أقر بأن «وفاة ابنتي طبيعية»، رغم إصابتها بجلطة دماغية بعد ساعات قليلة من الاعتداء عليها.
الفتيات اعترفن لكن القضاء يرفض اتهامهن بالتسبب في قتلها
وأضاف خلال مداخلة هاتفية مساء الثلاثاء مع برنامج «رأي عام» على قناة TEN: «لدينا كل الأدلة والشهود التي تؤكد قتل ابنتي عن عمد»، وهو ما اعتبره أمراً مثيراً للدهشة والغرابة.
مؤكداً أن الأطراف المعنيين بالجريمة يصرون على إبقائها في نطاق الاعتداء حتى لا تؤثر على سُمعة الدولة.
وذلك رغم تأكيده تلقيه اتصالاً من المستشار عماد أبوحسين، محامي العائلة، يخبره بأن البنات اللاتي تم تقديمهن للمحاكمة اعترفن بالاعتداء ما أصابها بسكتة دماغية أدى لوفاتها لاحقاً.
مؤكداً تفاجئه بإرجاء الجلسة التي كان مقرراً عقدها في 23 أبريل/نيسان المنصرم (2019)، دون أي إشعارات من الجهة القضائية.
وطالب بتحويل التهمة الموجهة للفتيات من اعتداء إلى ضرب أدى للوفاة والقتل العمدي، وهو الأمر الذي ترفضه جهات التحقيق بحجة مخالفته للقانون البريطاني.
وفاة مريم: تعدٍّ متعمد وإهمال طبي
يُذكر أن الحادثة تعود إلى يوم 20 فبراير/شباط 2018، حينما كانت مجموعة فتيات تجلسن بإحدى محطات الحافلات في بلدة بيستون بمدينة نوتنغهام -حيث تدرس مريم الهندسة- وقررن أن يتسلين على الفتاة فنادينها بـ Black Rose أثناء مرورها أمامهن، فقالت لهم دون أن تدرك ما سيحلُّ بها: «اسمي مريم»، وفجأة بدأن بضربها وسحلها.
ثم ذهبت الفتاة المصرية الحاملة للجنسية الإيطالية لتلقي العلاج، لكن بعد ساعات قرر المستشفى أن حالتها لا تستحق متابعة، وعليها المغادرة، لكنها ما إن عادت إلى المنزل حتى شعرت بألم شديد، لتكتشف الأسرة أنها تعاني سكتة دماغية ونزيفاً داخلياً بالدماغ والرئة.
وقد خضعت الطالبة المعتدى عليها لـ9 عمليات جراحية، وحاولت المقاومة، لكنها كانت أضعف من أن تتحمل كل هذا الأذى البدني، لتودِّع العالم إلى الأبد من المستشفى، في 14 مارس/آذار 2018.