تراجع منظمو سباق نصف ماراثون في إيطاليا عن قرارهم بمنع الرياضيين الأفارقة من المشاركة، بعدما أثار غضباً واسعاً واتهامات بالعنصرية.
وزعم رئيس سباق 5 مايو/أيار2019 في مدينة تريستي شمال شرق إيطاليا، أن القرار المثير للجدل اتخذ لتسليط الضوء على «التجارة» الاستغلالية للرياضيين الأفارقة، نقلاً عن شبكة CNN الأمريكية.
وألغي الحظر بعد أن أثار غضب العديد من السياسيين، الذين هاجموا القرار باعتباره عنصرياً، وأدانوا السياسيين اليمينيين المتطرفين البارزين بسبب تأجيجهم لمثل هذه الانقسامات العرقية في البلاد.
منظم السباق يوضح الأمر!
وقال فابيو كاريني منظم السباق لصحيفة La Repubblica الإيطالية السبت 27 أبريل/نيسان 2019: «قررنا هذا العام أن نأخذ رياضيين أوروبيين فقط، لتوضيح أنه يجب اتخاذ تدابير لتنظيم التجارة الحالية في الرياضيين الأفارقة ذوي القيمة العالية».
وأضاف أن الرياضيين الأفارقة «بصراحة وببساطة مُستغَلّون، وهو أمر لا يمكننا قبوله أكثر من ذلك».
ووصفت إيزابيلا دي مونتي عضوة البرلمان الأوروبي عن إيطاليا، السبب بأنه «عذر منحط ووضيع».
بينما طالب نيكولا فراتوياني سكرتير حزب اليسار الإيطالي، هيئات الرياضة الإيطالية والعالمية بـ»الرد واتخاذ موقف».
وأضاف: «من الواضح أن هذا القرار يتعارض مع كل القواعد والقيم والأعراف الأخلاقية للرياضة العالمية، كما أنه يتعارض مع المنطق السليم».
وضربت سلسلة من الحوادث العنصرية الرياضة الإيطالية في الأشهر الأخيرة، مع تعدد مواقف الإساءة العرقية من قبل مشجعي كرة القدم، مثيرة الإدانة بشكل أسبوعي تقريباً.
ليس الماراثون الوحيد.. حتى في ملاعب كرة القدم هناك من يروج لشعارات عنصرية
في أحدث المواقف المثيرة للغضب، رفع مشجعو فريق لاتسيو لافتة مؤيدة لموسوليني وأدوا تحية فاشية في شوارع ميلان الأربعاء 24 أبريل/نيسان 2019، قبل أن يطلقوا إهانات عنصرية ضد تيموي باكايوكو لاعب أي سي ميلان، خلال مواجهة بين الفريقين.
أعلن كاريني التراجع عن القرار في وقت متأخر السبت 27 أبريل/نيسان 2019، معترفاً في بيان أن التعامل مع القضية كان خاطئاً.
وقال على صفحة السباق على فيسبوك: «أعترف أننا كان ينبغي أن نناقش المشكلة في وقت آخر وبطريقة مختلفة، ونحن آسفون لما أثاره هذا الخيار من ردود أفعال».
مضيفاً: «أعتذر بصدق لهؤلاء الذين شعروا بالإهانة».
لكن لهجته كانت أكثر تحدياً في حسابه الخاص على فيسبوك، قائلاً إن القرار فتح «صندوق باندورا» مضيفاً أنه ينظم السباق «حباً في مدينة جاحدة غالباً».
تراجعه لم يهدئ كثيراً النقاد، الذين ربطوا بين خطاب وأداء سياسيي اليمين المتطرف في الحكومة الإيطالية وبين زيادة وتيرة الإساءات العرقية في الرياضة الإيطالية.
وقال جوسيبي فيراندينو عضو البرلمان الأوروبي عن إيطاليا، على حسابه في موقع تويتر: «اكتشف أن منظم مهرجان تريستي للركض هو من مؤيدي سالفيني.. من كان يظن ذلك؟!» مشيراً إلى وزير الداخلية الإيطالية المتعصب ماتيو سالفيني. نصف الماراثون هو ذروة مهرجان تريستي للركض الذي يستمر أربعة أيام، وبدأ الأسبوع الماضي.