حرية الصحافة في عام 2019.. النمسا رقم 16 والدول العربية في ذيل قائمة تضم 180 دولة

سجل مؤشر حرية الصحافة لعام 2019 وفق التصنيف السنوي لمنظمة “مراسلون بلا حدود” – تراجعا في عدة دول، منها بعض الدول الإفريقية. عربياً حققت تونس هذا العام قفزة ملحوظة في حرية الصحافة واحتلت المرتبة الأولى في العالم العربي .

من جهة أخرى تراجع ترتيب النمسا عن العام الماضى 5 مراكز مرة واحدة ، فبعدما أن احتلت النمسا  المرتبة 11 سنة 2018 ، جاءت هذا العام فى المرتبة الـ 16 بقيادة الإئتلاف الحكومى المكون من حزبي الشعب والحرية

وفي تعليق للسيدة روبينا مورينج مديرة منظمة “مراسلون بلا حدود” فرع النمسا ، حيث قالت :  على هذا التصنيف الجديدة انها مصدومة من التوجه الذي بدأت تأخذه حرية الصحافة في النمسا. ومن جهة أخرى نفت الحكومة النمساوية عن طريق المتحدث الرسمي لدائرة المستشارية أن يكون قد حصل أي تضييق على حرية الصحافة في النمسا

يشار إلى أن  ان احدى الصحف النمساوية نشرت نهاية العام الماضى تقريرا تم من خلاله تسليط الضوء على تعليمات وزير الداخلية السيد هيربير كيكل إلى كل مديريات وأفسام الشرطة بعدم إعطاء تصريحات لأى جهة إعلامية تكون معروفه بعدائها للأوساط اليمينية

لأول مرة منذ ثلاث سنوات، لم تأت كوريا الشمالية في ذيل قائمة مؤشر حرية الصحافة التي تصدرها منظمة “مراسلون بلا حدود”، وكان هذا المركز هذا العام من نصيب دولة تركمانستان. وكما في العام الماضي، تربعت النرويج على قمة الترتيب، تلتها فنلندا والسويد. فيما تراجعت هولندا ثلاث مراكز، الأمر الذي اعتبرته، سيلفي أرينس-أوربانيك، رئيسة فريق الاتصال بمنظمة “مراسلون بلاحدود” مؤشراً على وجود مضايقات حتى في الدول التي يُعتبر فيها وضع الصحافة مثالياً، وقالت “هناك وُضع صحفيون تحت حماية الشرطة، لأنهم تناولوا الجريمة المنظمة”. وأضافت “يجب الحرص أكثر على عدم استمرار مثل هذا الاتجاه السلبي في البلدان التي تتمتع بحرية صحافة جيدة”.

“مناخ من الخوف”

تقول أوربانيك “بصفة عامة يمكن القول إن مناخ عمل الصحفيين عرف تدهوراً في جميع أنحاء العالم”. وتضيف “نحن نتحدث الآن عن مناخ الخوف. الملفت للنظر بشكل خاص هو التحريض اللفظي المتزايد ضد الصحفيين، وهي ظاهرة عالمية، ولكنها ازدادت بشكل خاص في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكي

لم يقتصر الأمر دائما على الألفاظ، إذ أحصت منظمة “مراسلون بلا حدود” اثنين وعشرين اعتداءاً جسدياً على صحفيين في ألمانيا العام الماضي، وعن هذا تقول أوربانيك “لا نزال نتذكر المظاهرات في مدينة كيمنيتس على سبيل المثال، حيث تعرض الصحفيون لاعتداءات لفظية وجسدية أيضاً على نطاق واسع، وكانت مثلاً عن طريق كسر الكاميرا”. وخلال إجراء التقييم الذي يتضمن استبياناً مفصلاً بالإضافة إلى بيانات حول مثل هذه الاعتداءات على الصحفيين، سجلت ألمانيا مرة أخرى تراجعاً نسبياً.

ألمانيا متقدمة، ولكن؟

على الرغم من تقدم ألمانيا مركزين في التصنيف الجديد وحلولها الآن في المرتبة الثالثة عشرة، إلا أن ذلك يرجع بالأساس إلى تراجع وضع حرية الصحافة في البلدان الأخرى. ومن بينها النمسا، التي تراجعت خمسة مراكز إلى المركز السادس عشر، وذلك بسبب وجود حزب الحرية النمساوي اليميني الشعبوي FPÖ في الحكومة، الذي يمارس ضغوطاً على الصحفيين هناك. في سبتمبر/ أيلول الماضي، أصدرت وزارة الداخلية، التي يتولى حقيبتها زعيم حزب الحرية النمساوي، هربرت كيكل، تعليمات تقضي بتقليص التواصل مع بعض وسائل الإعلام المنتقدة للحكومة. ولا يختلف الوضع كثيراً في هنغاريا، التي تراجعت أربعة عشر مركزاً واحتلت هذا العام المرتبة الـ 87. وكانت بلغاريا الدولة الوحيدة في الاتحاد الأوروبي، التي حصلت على تصنيف أسوأ من هنغاريا باحتلالها المرتبة الـ 111.

الاحتجاز والقتل

وخلافاً لذلك، فإن تراجع مؤشر حرية الصحافة في الاتحاد الأوروبي واضح للغاية بالنسبة لمالطا، التي تراجعت اثني عشر مركزاً باحتلالها المرتبة الـ 77 وسلوفاكيا من خلال تراجعها بثماني مراكز إلى المرتبة 35 من بين قائمة تضم 180 بلداً. في مالطا، لم يطرأ أي تقدم في التحقيق حول قضية مقتل الصحفية والناشطة المالطية ضد قضايا الفساد العام، دافني كاروانا غاليزيا، التي اغتيلت في أكتوبر/ تشرين الأول 2017. كما كانت سلوفاكيا مسرحاً لقتل صحفي في فبراير/ شباط عام 2018، وهو المراسل يان كوتشياك وخطيبته مارتينا كوسنروفا. حصل المحققون على اعتراف بالقتل، وهناك ثلاثة مشتبه بهم آخرين رهن الاحتجاز، بمن فيهم رجل أعمال متنفذ، كشف الصحفي كوتشياك عن ممارساته المريبة. غير أن سيلفي أرينس أوربانك، من منظمة “مراسلون بلا حدود” لا ترى هذه المتابعة كافية، وتقول “الأمور لا تسير على ما يرام”. وتضيف “نحن غير راضين عن متابعة القضية بهذا الشكل”.

التصنيف العالمي لحرية الصحافة 2019

جريمة قتل أخرى بحق صحفي، جذبت الكثير من الاهتمام حول العالم العام الماضي، وهي جريمة قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي. بسبب انتقاده المستمر للنظام وخشيته من تداعيات ذلك عليه، لجأ خاشقجي إلى خارج البلاد، وعندما اضطر لاستخراج بعض الوثائق الشخصية من القنصلية السعودية في اسطنبول، قُتل داخلها. وهذا سبب آخر لتراجع السعودية بثلاثة مراكز أخرى في الترتيب الحالي لمؤشر حرية الصحافة وحلولها هذا العام في المرتبة 172.

لا يزال الوضع في تركيا، التي سعت إلى كشف الملابسات بعد مقتل خاشقجي، صعباً. وتقول أوربانيك: “تركيا هي البلد، الذي لا يزال معظم الصحفيات والصحفيين يسجنون فيه بسبب عملهم”. وجاءت تركيا في المرتبة 157.

أسوأ تراجع في حرية الصحافة بـ 33 مركزاً، سُجل في جمهورية أفريقيا الوسطى هذا العام، وفي هذا السياق تقول أوربانيك “منذ نهاية الحرب الأهلية، كانت البلاد خالية من القانون إلى حد كبير” وتضيف “من الصعب على الصحفيين المحليين العمل لأنهم بالكاد يتمتعون بالحماية”. وكان اغتيال ثلاثة صحفيين روس عاملاً سلبياً في التصنيف، حيث تراجعت البلاد الآن إلى المرتبة 145.

تونس تواصل تقدمها

فيما تراجعت المملكة العربية السعودية ثلاثة مراكز في مؤشر حرية الصحافة لتأتي هذا العام في المركز رقم 172، واصلت تونس تصدر قائمة الدول العربية في التصنيف العالمي لحرية الصحافة لعام 2019، وحققت هذا العام قفزة ملحوظة حيت تقدمت بخمسة وعشرين مركزاً لتحتل المركز الـ 72. وجاء ترتيب الدول العربية علىاللائحة، التي ضمت 180 بلداً على النحو التالي:

المرتبة: 94 موريتانيا

المرتبة: 101 لبنان

المرتبة: 108 الكويت

المرتبة: 128 قطر

المرتبة: 130 الأردن

المرتبة: 132 عمان

المرتبة: 133 الامارات العربية المتحدة

المرتبة: 135 المغرب

المرتبة: 137 الأراضي الفلسطينية

المرتبة: 139 جنوب السودان

المرتبة: 141 الجزائر

المرتبة: 156 العراق

المرتبة: 162 ليبيا

المرتبة: 163 مصر

المرتبة: 167 البحرين

المرتبة: 168 اليمن

المرتبة: 172 المملكة العربية السعودية

المرتبة: 174 سوريا

المرتبة: 175 السودان

شاهد أيضاً

برعاية ريد بول النمساوى.. تفاصيل رحلة ثنائي الأهلي محمد هاني وكريم فؤاد إلى النمسا

يستعد ثنائي الأهلي المصري، للسفر إلى دولة النمسا للخضوع لكشف طبي واستكمال مرحلة التأهيل من …