لاشك أن أزمة مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، في أكتوبر الماضي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول، ألقت بظلالها على العلاقات بين الملكة وتركيا، خاصة في ظل تلويح أنقرة بالتصعيد الدولي والتلميح إلى ضلوع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في القضية.
وكرد فعل من الجانب السعودي، انطلقت حملات كثيرة لمقاطعة السياحة في تركيا بل وسحب الاستثمارات السعودية منها، وهو ما بدأته وكالات ومكاتب سفر وسياحة سعودية باتخاذ إجراءات جدية تجاه مقاطعة السياحة التركية، ووقف حجوزاتها إلى تركيا بشكل نهائي.
وحسب صحيفة «سبق» السعودية،أعلنت وكالة إنجاز للسفر والسياحة في العاصمة الرياض عن وقف جميع الحجوزات إلى تركيا نهائياً، وتعويض عملائها إما باسترداد مبالغهم لمن يرغب، أو تقديم عروض بديلة لهم بالتحويل لوجهات بديلة، مع ترقية درجات تذاكرهم عن حجوزاتهم السابقة والفنادق لمرتبة أعلى متى ما رغبوا بذلك.
وحول هذه الخطوة، قال المدير العام لوكالة إنجاز للسفر والسياحة عبدالله المحسن: “إننا بدأنا بالفعل التواصل مع عملائنا الراغبين بالسفر إلى تركيا هذا الصيف؛ لتخييرهم بين استرداد مبالغهم أو استبدال وجهتهم إلى وجهات بديلة، مع تعويضهم بخيارات أنسب من السابقة”.
وأضاف أنهم يعملون أيضاً ومنذ أشهر على توعية عملائهم الراغبين بالسفر إلى تركيا مما قد يتعرضون إليه هناك من مخاطر لاسيما العائلات والأسر السعودية من واقع خبرتهم وما يجدونه هناك من أساليب وممارسات رخيصة، لافتاً إلى أنهم كانوا في السابق يقدمون النصيحة والمشورة للعملاء الراغبين بالسفر إلى تركيا، ويتركون الخيار لهم في تحديد ما يرون، ويجدون تجاوباً كبيراً، خصوصاً من الأسر التي تبدي مخاوفها من كثرة الحوادث التي يتعرض لها السياح السعوديون وغيرهم هناك، حسب قوله.
وعن الدافع لهذه الخطوة، قال “المحسن”: هذه مبادرة شخصية، ونحن نحرص على عملائنا، وعلى عدم تضررهم أو تعرضهم لأي مضايقات أو ابتزاز أو مشاكل سواء في حجوزاتهم الفندقية أو غير ذلك، ولكن قد لا يعلم الكثير أننا حتى نحن المتعاملين في مجال السياحة كوكالات ومكاتب سفر أيضاً نتعرض لممارسات وابتزاز وتلاعب من قبل الكثير من الأتراك هناك، ونخسر بشأنها الكثير من المال والجهد والوقت، لذا نسعى لضمان حقوق الطرفين وتقديم خيارات مناسبة لعملائنا الذين هم بالدرجة الأولى مواطنون، وأغلبهم عائلات تهمنا سلامتهم وعدم تعرضهم لأي مخاطر.
وأضاف: أصبحنا في الآونة الأخيرة نضطر لإدخال وسطاء من مصر ودول أخرى للحصول على سعر عادل للطرفين وضمان حقوقهم؛ لأن الأتراك بصراحة بمجرد أن يعرفوا أن السائح سعودي يرفعون أسعارهم للضعف، ويلزمون السائح هناك بدفع ضرائب جديدة غير المبالغ التي دفعها للمكتب في الرياض، مما يضطرّنا للدخول في مواقف محرجة مع عملائنا، نحن في غنى عنها.
وشدد “المحسن” على أن أغلب العاملين في قطاع السياحة التركي يفتقرون لأبسط درجات الاحترافية التجارية في العمل والتفاوض، ويتعاملون مع السائح السعودي تحديداً والسائح الخليجي عموماً تماماً كما يتعاملون مع “سيخ الشاورما “التي تقطع على الجميع، ويتشاركون في أكلها”، ويضعوننا في مواقف محرجة دائماً مع عملائنا عند طلب تعديل حجوزاتهم في الفنادق أو إلغائها أو في تغيير الغرف، ونكون نحن في الواجهة معهم، مشيراً إلى تعرض الكثير من السياح خلال إجازة ما بين الفصلين الدراسيين الأخيرة ومن واقع ما يصلهم إلى العديد من المواقف السلبية والابتزاز داخل تركيا، وكذلك التلاعب بالأسعار لمجرد أن السائح سعودي لا سيما إذا كانت عائلة، وهذا ما نرفضه ولا نرضاه.
وفي نهاية تصريحه، دعا مدير وكالة إنجاز للسفر والسياحة الأسر السعودية والسياح السعوديين إلى الانتقال للوجهات البديلة عن تركيا في حجوزاتهم لهذا الصيف، وهي كثيرة تتوفر فيها الخصوصية الإسلامية والسياحة العائلية النظيفة التي تحترم السائح وتلبي رغباته وتضمن له أسعار عادلة دون ابتزاز أو عنصرية أو تلاعب، والأهم وجود درجات الأمان والاستقرار داخل مدنها أكثر من تركيا.