انتقد الكاتب السعودي، مشعل السديري، بعض «الغلاة» الذين قال إنهم يسبغون على الرسول – صلى الله عليه وسلم – صفات وأفعالاً ومزايا ما أنزل الله بها من سلطان، وهم يظنون أنهم بذلك يمجدون الرسول ويرفعون من قدره، وينسون أن الله – عز وجل – قال عنه: «إنك لعلى خلق عظيم» – وكفى بذلك وصفاً بز فيه جميع العالمين.
وأضاف الكاتب في مقاله بصحيفة “الشرق الأوسط”، تحت عنوان “خير البشرية”: الذي دفعني لذكر ذلك هو ما شاهدته وسمعته لشيخ على (الواتساب) وهو يقول عن الرسول: إن الله خصه بعشر خصال لم يخص بها أحداً: 1- أنه خلق مختوناً. 2- ولم يحتلم بأهله بالمنام قط. 3- ولا ظلال له، فالغمام دائماً فوقه. 4- وما يخرج منه تبتلعه الأرض، ولا أثر له. 5- والذباب لا يقع عليه. 6- وهو يرى من خلفه مثلما يرى من أمامه. 7- وتنام عينه وقلبه لا ينام. 8- ولا يتثاءب أبداً. 9- وإذا مشى إلى جانبه أطول الناس، يصبح الطويل قزماً. 10- وتعرفه الدواب، وتأتي له مسرعة ليركبها .
وتساءل الكاتب: كيف نوفق بين هذا وقوله – عليه الصلاة والسلام – لفلذة كبده: يا فاطمة، إنني لا أملك لك من الله شيئاً؟! وقد قال – عز من قائل – عن رسوله: «إنك ميت وإنهم ميتون»، بينما يقول بعض الغلاة عن الرسول إنه ميت بيولوجياً، ولكنه حي نفسياً!
وتابع: الرسول أصابته الحمى، وشُق جبينه الطاهر، وكُسرت رباعيته في غزوة أحد، وكان يتداوى بالأعشاب، وقال لأهل المدينة: «أنتم أعلم بشؤون دنياكم»، وأخطأ نبي الأمة في حق الأعمى، وعاتبه الله قائلاً: «عبس وتولى أن جاءه الأعمى». كما أنه يغضب، مثل غضبته على نسائه، وهجره لهن.
وواصل “السديري”: في مكة، حاصره المشركون في الشعب، حتى ربط هو وأصحابه الحجارة على بطونهم من شدة الجوع، وأكلوا الشجر والورق، حتى مات بعض الكبار والأطفال، وكان ينسى أحياناً، فقد قال: إنما أنا بشر مثلكم، أنسى كما تنسون، فذكروني، ويخطئ التقدير أحياناً، مثلما حصل في موقعة بدر باختياره مكان نزول الجيش، فسأله الحباب بن المنذر: أمنزلاً أنزلكه الله، أم هو الرأي والحرب والمكيدة؟ فقال رسول الله: «بل هو الرأي والحرب والمكيدة»، فقال: فإن هذا ليس بمنزل، فانهض بالناس حتى نأتي أدنى ماء من القوم فننزله، فقال له مشجعاً: «لقد أشرت بالرأي».
وأضاف: قد خاطب الله – عز وجل – رسوله الكريم بهذه الآية: «قل لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون».
وأختتم: إن الله يؤكد بشرية سيدنا محمد، وهو أفضل البشرية كلها بالنبوة والرسالة.