كشفت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، الستار عن مفاجآت جديدة تخص حادث حريق كنيسة “نوتردام” بالعاصمة الفرنسية، الذي يعود تاريخها إلى القرن التاسع عشر، إذا أبرزت صورًا تم التقاطها صباح اليوم مدى الأضرار الجسيمة التي تعرضت لها الكنيسة بسبب شعلة لهب “طائشة”، كما وصفته الصحيفة، حيث سيتكلف إعادة ترميم الكنيسة 5 ملايين إسترليني.
وتابعت الصحيفة، في تقريرها، أن الصور الداخلية التي اتخذت للكنيسة، صباح اليوم الثلاثاء، تكشف عن جحيم نوتردام، حيث يركز التحقيق الجنائي في سبب الحرائق على خبراء الترميم الذين كانوا يعملون على إنقاذ ما تبقي من الكاتدرائية.
وأضاف التقرير أنه تم تكليف شركة فرنسية شهيرة مختصة بالمقاولات والترميم، بتجديد الكنيسة بحوالي 5 ملايين جنيه إسترليني، حيث تتعامل السلطات حاليًا مع الحريق على أنه كحادث مأساوي ناجم عن “شعلة طائشة” وليس إحراقًا مدبرًا أو عملاً إرهابيًا.
واستمر عمل رجال الإطفاء لمدة 8 ساعات في محاولة لوقف الحريق وسط مخاوف من احتمال سقوط الهيكل بأكمله.
وفي السياق، قال مصدر له صلة بالتحقيقات إن “العديد من المرممين قد أجريت معهم مقابلات خلال الليل، مع تركيز المدعي العام على المعدات المستخدمة في الكاتدرائية التي يبلغ عمرها 850 عامًا، حيث كانت مصادر الضوء والطاقة محدودة”.
ومن ناحية أخرى، نوهت الصحيفة أنه لا يزال مصير العديد من كنوز نوتردام مجهولاً، موضحة أن الخبراء يبدأون من اليوم تفتيش حطام الكاتدرائية لاكتشاف أي من الأعمال الفنية الثمينة والآثار الدينية التي تم إنقاذها.
من جهته، قال عمدة باريس إن “واحدة من أكثر الأشياء التي لا يمكن تعويضها، هو إكليل الشوك الخاص بالسيد المسيح، ولكنه كان آمنًا الليلة الماضية”.
وفي هذا الشأن، ذكرت تقارير فرنسية أن قسيسًا بنفسه دخل مع رجال المطافئ لإنقاذ “التاج”.
وبحسب العقيدة المسيحية، فإن إكليل الشوك له قدسية كبيرة ويعود عمره إلى أكثر من 2000 عامًا حيث قام الرومان بوضعه فوق جبينه كنوع من الاستهزاء به أثناء قيامهم بتعذيبه.
ولكن كان هناك مخاوف أيضًا من انفجار نوافذ الكنيسة الزجاجية الملونة، التي يعود تاريخها إلى القرن الثالث عشر، لكن رئيس الأساقفة بباريس أعلن أنها “بخير”، في حين أن السقف الخشبي والأرجوان المزخرف به الكنيسة قد تحطموا أثناء الحريق.
وقال أحد الإداريين في الكاتدرائية، يدعي باتريك شوفيت، إن “رجال الإطفاء يكافحون أيضًا لإنزال العديد من اللوحات الكبيرة في الكاتدرائية، ما يعني أن حجم الدمار لن يكون معروفًا لبعض الوقت”.
بينما علق المتحدث باسم الكاتدرائية، أندريه فينوت: ‘كل شيء احترق تقريبًا، حتى الإطار الذي يعود إلى القرن التاسع عشر والقرن الثالث عشر، لن يتبقى شيء على حالته في الكنيسة”.