أثارت المبادرة التي أطلقها عناصر محسوبة على جماعة “الإخوان المسلمين” وثيقة مبادرة فكرية من داخل سجون مجمع طرة باسم “مبادرة الشباب المستقل”، جدلاً واسعًا حول إمكانية التعاطي بجدية مع بنودها التي تتضمن إجراء مراجعات الفكرية والتبرؤ من قادة التنظيم والاعتراف بثورة 30 يونيو، وإصدار عفو رئاسي عنهم.
وقال اللواء فؤاد علام، عضو المجلس القومي لمكافحة التطرف والإرهاب في تصريحات صحفية، إنه يتمنى أن يتم التعامل مع مراجعات شباب الإخوان بجدية، و الاهتمام بالأمر لأنهم سيطرحون أفكار مخالفة لقادتهم، والدولة ستستفيد من ذلك الأمر، ويجب الاستفادة من مراجعات الشباب حتى لو كانت تهدف للخروج من السجن
وأضاف: “الأجهزة الأمنية تتابع ذلك الكلام، وعليه أن تأخذ الموضوع بجدية، لأن المبادرات غرضها تصحيح مفاهيم خاطئة ترسخت في عقول هؤلاء الشباب، ويجب أن يكون لها توظيف على أرض الواقع”.
من جانبه، قال مختار نوح، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، إن المجلس خصص مجموعة عمل تسمى (رشد) لتقييم المبادرات الخاصة بتبرؤ شباب الإخوان من الجماعة، والاعتراف بجرائمهم مقابل العف”و.
وأضاف في تصريحات صحفية، أن “اللجنة انتهت إلى أن أي مبادرة من الشباب يجب أن يكون فيها اعتراف كامل بالجرائم، وتفكيك الجماعات الإرهابية بالكامل، لأننا لا ندري هل بمجرد خروج الشاب من السجن من الممكن أن ينضم لجماعات إرهابية أخرى”.
وأوضح أن مراجعات شباب الإخوان ربما تكون حيلة قديمة للخروج من السجن، والمراجعات يجب أن تحمل تبرؤ من الجرائم السابقة، وأن يتم الكشف عن جرائم مستقبلية، أو لا تعرف عنها أجهزة الأمن شيء.
وقال سامح عبد الحميد حمودة الداعية السلفي، إن “هؤلاء الشباب يتخابثون بمبادرتهم، ويُطيلون الكلام بدون إبداء مراجعات حقيقية، وبدون إظهار الندم على انتمائهم للجماعة الإرهابية، وبدون إعلان التوبة والتخلي عن الأفكار الصدامية، وبدون أن يعتذروا للشعب المصري عن الأخطاء والخطايا التي ارتكبوها في حق مصر والمصريين”.
وأضاف لـ”المصريون”:”هؤلاء الشباب يطالبون الحكومة المصرية بأن توفر مناخًا صحيًّا للمراجعات، وهذا عجيب جدًّا، هل على الحكومة أن توفر مناخًا لأصحاب الجرائم والجنايات لإعلان التوبة؟”.
وأضاف: “إذا لم يكن هؤلاء الشباب يستشعرون فداحة جُرمهم وتورطهم في العنف ؛ فكيف يُطالبون الحكومة بأن تُخرجهم للمجتمع؟، هل يُطالبون بالخروج لارتكاب المزيد من الجرائم؟”.
فيما أكد قيادي إخواني في الخارج أن المبادرة مهمة في الوقت الحالي، لأن “شباب الإخوان في السجون يعانون بشدة نتيجة الضغط الذي يمارس عليهم من قيادات الإخوان القديمة”.
وأضاف لـ “المصريون”: “نقوم حاليًا بتشكيل لجنة من قيادات الإخوان في الخارج أغلبهم من الشباب للتواصل مع بعض العناصر المعروفة بوسطتيها في مصر للتواصل مع السلطة من أجل قبول هذه المبادرة”.
وأشار القيادي الذي فضل عدم نشر كر اسمه إلى أن “الفترة القادمة ستشهد مراجعات فكرية كبيرة من قادة وشباب الإخوان، وأن هناك عددًا كبيرًا من الشباب في حاجة للرجوع إلى حضن الوطن مرة أخرى”، مؤكدًا موافقة العديد من الشباب بالشروط التي تمليها السلطات المصرية مهما كانت.