“الريسونى”: فقدت الأمل فى الجماعة.. ومرتاح لعزل مرسى.. و”عيسى”: نصحت المرشد بترك الترشح.. والمسألة كلها”عناد”
لا تزال أسرار وشهادات جديدة تتكشف عن قضية ترشح الإخوان للرئاسة، والتى بدأت بالرفض، ثم عاودت الجماعة الدفع بأكثر من مرشح، بدأت بخيرت الشاطر، وبعد استبعاده، دفعت بمحمد مرسى.
القيادى الإخوانى محيى عيسى، كشف أن المسألة من أولها لآخرها هى عملية “عناد”، بسبب ترشح المرشح السابق للرئاسة “عبدالمنعم أبو الفتوح”، حيث تمت عملية ترشح قيادات الجماعة لتضييع الفرصة على “أبو الفتوح”، حتى ولو لم ينجح مرشح الإخوان، وذلك كله لأجل تأديبه، بحسب قوله.
كما كشف القيادى الإخوانى عصام تليمة، عن شهادت جديدة قدمها أردوغان والقرضاوى كلها تنصح الجماعة بعدم الترشح، ولكن الجماعة بحسب قوله “ركبت دماغها”.
فيما أكد أحمد الريسونى رئيس الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، أنه ارتاح لعزل مرسى، معربًا عن أسفه فى عدم قبول الجماعة للنصح، وأن قيادات الإخوان داخل مصر تنظر باستعلاء لكل الإخوان خارج نطاقها.
“الريسونى”: القيادة أقحمت الجماعة.. وارتحت لإزاحة مرسى
كانت تصريحاته مفاجئة بل وصادمة للإخوان، الذين يعتبرونه جزءًا منهم، وذلك عقب ارتياحه بالإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي، كما أنه رأى أن القيادة لم تدرس الظرف تمامًا وأقحمت نفسها ومرسى فى الترشح.
كانت هذه تصريحات صحفية للدكتور أحمد الريسونى رئيس الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين حاليًا ونائبه سابقًا، أثناء الإدلاء بالتصريحات، والتى كشف فيها، عن الأسباب التى جعلته يصرح بـ”ارتياحه” لإزاحة محمد مرسى من الرئاسة.
وفى تصريحات صحفية وفيديوهات تم تداولها على منصات التواصل الاجتماعى، أعرب الريسونى عن الارتياح لإطاحة مرسى كان لعدة أيام قبل أن تتخذ الأمور اتجاهًا آخر، هو ارتياح قدرى لإزاحة مرسى.
وأضاف، أن ارتياحى كان لمجرد إزاحة مرسى، الذى كنت أتمنى أن يعفى، وهو الذى أقحم إقحاما فى الرئاسة، والإخوان أنفسهم أقحمتهم قيادتهم إقحاما فى غير محله وفى غير وقته، وبغير شروطه.
وتابع الريسونى فى رؤيته لارتياحه بإطاحة مرسى قائلاً: أول ما تعلمه بنو آدم الكلمات، حتى يسمى كل شيء باسمه، وحتى لا تختلط الأشياء، كان يمكن أن أعبر بلغة معروفة لدى السياسيين، وحتى عند الإسلاميين وأتحدث بلغة دبلوماسية ولغة لا تفيد شيئًا، ولغة تطمس المعانى ولا تبرزها، ولكن هذه مشكلتى.
وأوضح الريسونى، أن كثيرًا من المواطن عبر بالعبارة التى أراها هى التى تؤدى المعنى، وإذا حادت عنها فمعناه أنها أدت لمعنى آخر ملتبسًا، لذلك فلابد أن نسمى الأشياء بأسمائها الحقيقية، وبصدق، مضيفًا: “ارتحت لأن محمد مرسى استراح من رئاسة مستحيلة، ومن منصب مستحيل ومن منصب سيبقى شكليًا سيتركه بعد سنوات”.
وأشار إلى أننى عبّرت عما فى نفسى، يوم أزيح محمد مرسى، أحسست بالارتياح وقلت هذا فى بعض المجالس.. ارتياحى كان لمجرد إزاحة مرسى لا أقل ولا أكثر، لا أزيد نقطة ولا فاصلة، حيث إنه أعفاه الله من هذا العبء الثقيل الذى أقحم فيه، فأحسست بهذا الارتياح .
وتابع قائلاً: إن مرسى يجب أن يطاع، ولكن من يطيعه؟ أنا .. أنا مستعد لأن أطيعه لو كنت فى مصر، لكن الذين بيدهم الأمور، الذين بيدهم الحل والعقد فى الدولة المصرية لا يريدون أن يطيعوه”.
وتابع قائلاً: الإعلاميون والاقتصاديون وغيرهم كلهم ضد مرسى، ماذا يمكن أن يفعل مرسي؟ إذن لابد أن أكون مرتاحًا لإزاحة مرسى من كل هذه المسئوليات التى فوق طاقته، بدل أن يحاسب عليها يوم القيامة، وبدل أن يقال بعد خمس سنوات إن الإسلاميين فشلوا تمامًا، بدل هذا أفضل أن يتنحى وأن يبدأ الإخوان طريقهم الصحيح، وهو الدخول شيئًا فشيئا.
وعن مراجعة الإخوان لأخطائهم قال: “فقدت الأمل فى قدرة جماعة الإخوان على مراجعة ذاتها، خاصة القيادات المصرية التى تشتكى منها قيادات باقى الإخوان فى العالم العربي، ويعتبرون أنفسهم المرجعية العليا، والقيادة العليا والفكر الأعلى”.
وأكد، أننى لا أرى أنهم قادرون على مراجعة مواقفهم ولا أرى أنهم مستعدون لذلك، وعليهم أن يستمعوا، الأمل ضعيف لكنه حتمى لإنقاذهم.
وعن سبب نصيحته أوضح الريسونى فى تصريحاته أن فشل الحوار بين أطراف الخلاف داخل جماعة الإخوان المسلمين، حفزنى على إبداء النصح علانية، بعد أن تحصلت القناعة بضرورة مصارحتهم على الملأ.
وأشار، إلى أن جميع المؤسسات فى مصر ضد الإخوان، فلابد من النصيحة وإبداء ملاحظاته على جماعة الإخوان، ومعلقًا على فشل محاولات الصلح بين تيارى الجماعة، معلنًا موقفه من قدرة الجماعة على مراجعة مواقفها وتصوراتها لإنقاذ نفسها وأفرادها.
“القرضاوى” طالب القيادة بعدم فصل شباب الجماعة.. وترك الحرية لانتخاب مرشح كما يريدون
فى شهادته عن ترشح الإخوان للرئاسة، كشف القيادى الإخوانى عصام تليمة نصائح الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، والتى طالب فيها الإخوان بعدم الترشح، بالإضافة إلى شهادته عن نصيحة القرضاوى للإخوان قبل إعلان الترشح بيوم واحد.
وأكد تليمة، أنه قبل تبنى الإخوان المسلمين لرأى الترشح بيوم واحد، فقد تسرب لنا، مع الشيخ القرضاوى هذا الخبر، فأراد أن يكتب رسالة مفتوحة للإخوان من أكبر رأس فيها إلى كل عضو.
ونقل تليمة، فى شهادته نص رسالة القرضاوى والتى كتب فيها تحية بداية من المرشد العام للإخوان وحتى كل الأعضاء، مضيفًا أنه كتبها، وهو يتابع بترقب وقلق ما يدور فى مصرنا الحبيبة، أترقب حاضرا ملؤه العدل، والحرية للوطن وأبنائه، ومستقبلاً مشرقًا يرد مصرنا العزيزة إلى مكانتها التى هى فى القلوب دائمًا عالية، وقلق كذلك على الحركة الإسلامية التى أفنيت فيها شبابي”.
وأضاف : لا أخفى عليكم ما يقلقنى كذلك على الداخل ـ داخل الجماعة ـ فكم من الرسائل والاتصالات من الشباب فى جماعة الإخوان، تسألنى وتلح فى السؤال عن موقفى من مرشحى الرئاسة، وهل يساندون من تطمئن ضمائرهم إليه، وإن خالف رأى الجماعة أم لا؟.
وتابع قائلاً: ورغم أنى أجبت بعضهم شفهيًا، وألح البعض أن أكتب رأيي، ولكنى خشيت أن يحدث رأيى فتنة، فأردت أن أنصح وأشير بهذه النصائح، انطلاقا من قوله صلى الله عليه وسلم: (الدين النصيحة، قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم).
وأوضح القرضاوى فى رسالته، أن الإدلاء بالصوت فى الانتخابات أمانة وشهادة، يقوم بها الإنسان لله سبحانه وتعالى، ابتغاء مرضاته، يقول تعالى: (وأقيموا الشهادة لله)، يجتهد فيها الإنسان أن يراعى ضميره، وأن يراقب ربه، حتى لا يسأله الله عز وجل عن صوته: لماذا لم يعطه لمن يستحق؟ ولماذا أعطاه لفلان خاصة، فهو أمر ومسئولية فردية بين العبد وربه.
وأشار إلى أننى أنصح إخوانى بألا يتبنوا موقفًا معينًا، ويتركوا للشباب والأفراد التوجه حسب ضمائرهم، وألا يتعجلوا فتنة بعض أفراد الصف، فى وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى جهد كل أخ منهم، فإذا كنا نمد أيدينا للقريبين معنا فكريا، فأولى بنا أن نحافظ على كوادرنا وأفرادنا، ولعل فى هذا التوجه ما يفيد ويكون فيه الخير إن شاء الله، وهو رأى استشرت فيه عدد لا بأس به من أهل العلم والخبرة السياسية فنصحوا به، وألا يشهر فى وجه من يجتهد فى التصويت إرضاء لضميره سلاح الضغط، أو التهديد بالفصل.
واستطرد فى رسالته: لقد بنى الإخوان موقفهم من الترشح للرئاسة وهو (عدم الترشح) تأسيسًا على رؤية معينة، وهى الخوف من توابع تولى إسلامى رئاسة الدولة، والخوف على مصر من التضييق والحصار مثلما حدث مع غزة، وقد بدأت بعض الأخبار تتوارد بتفكير الإخوان فى الترشح والدفع بمرشح من الجماعة، وأود أن أنصح هنا بأمرين:
الأول: إن هذا التوجه سيفتت أصوات الإسلاميين المرشحين، فلو غيرت الجماعة رأيها، فالأولى لها أن تتبنى مرشحًا تراه أقرب لفكرها، وأهدافها من المرشحين الإسلاميين، ما دامت قد غيرت رؤيتها وتوجهها.
الأمر الثانى: لقد بنى على القرار الأول بعدم الترشح، قرارات انتهت بفصل بعض أفراد الجماعة كبارًا وصغارًا، الذين خالفوا القرار بناء على اجتهاد منهم، فإذا تغير توجه الإخوان بالدفع بمرشح، فأرى أن هذا التوجه ينسخ ما مضى من مواقف مع هؤلاء الإخوة، ويفتح لهم باب العودة للجماعة، وذلك بأن يسقط كل الإجراءات التى اتخذت معهم عند تغير التوجه، فالعودة فى القرار تجُبُّ ما بنى عليه.
كما طالبهم القرضاوى بحكم أنكم الفصيل الكبير فى الحركة الإسلامية، إلى تبنى رؤية تجمع بين المرشحين الإسلاميين، والالتفاف حول مرشح واحد، أو أن يحل الأمر بأن يكون الترشح بين المختلفين على الرئاسة ونيابة الرئيس، ولو اقتضى الأمر أكثر من نائب، كما فى منصب المرشد فله أكثر من نائب.
واختتم تليمة شهادته بعد نقل رسالة القرضاوى قائلاً: ثم بعدها بيوم أو يومين أعلن الإخوان الترشح للرئاسة، وفكر الشيخ ومجموعة من المفكرين والعلماء فى عمل يوفق بين المرشحين الإسلاميين والثوريين.
“تليمة”: الإخوان رفضوا نصيحة أردوغان وركبوا دماغهم
كشف القيادى الإخوانى عصام تليمة، عن حزمة من الأسرار وأدلى بشهادته أيضًا عن قضية ترشح الإخوان للرئاسة، وكيف رفضوا كل النصائح التى طالبتهم بعدم الترشح من شخصيات ذات أوزان ثقيلة وتحظى بقبول فى العالم الإسلامى كالدكتور يوسف القرضاوي، بالإضافة إلى الرئيس التركى رجب طيب أردوغان.
وأكد تليمة، أن هناك مواقف عشتها وكنت طرفًا حاضرًا فيها، ذكرت بعضًا منها، ولم أذكر كثيرًا منها، وما دعانى لكتابة شهادتى على تجربة دخول الإخوان المسلمين للترشح لرئاسة مصر، هو أنه شاع بين الناس – وبخاصة السياسيين والباحثين – أن من شجع الإخوان على هذه التجربة هو الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، وهو ما أبينه الآن من حيث الصحة أو عدمه.
وأضاف، أنه فى الحقيقة أن أول من تكلم بعدم الممانعة من ترشح الإخوان المسلمين للرئاسة، كان زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي.
وتابع تليمة فى حديثه قائلاً: ففى حوار خاص جمعنى به والأستاذ الدكتور عصام البشير، سأله البشير: هل حقيقى أن الشيخ عبدالفتاح مورو سيترشح للرئاسة التونسية؟.
فأجاب الغنوشي: لا، ثم تطرق الحديث من البشير بأنه ينصح بعدم ترشح الإسلاميين فى تونس أو مصر للرئاسة، فتكلم الغنوشى بأنه ما المانع من ترشح الإخوان فى مصر.
وكان كلام الغنوشى عن لماذا الرفض، أو المنع؟ ولا يوجد مانع عند الشعوب، وكذلك الغرب، ولا أعلم هل وقتها كان الغنوشى لديه معلومات عن ذلك، أم توقعات وتحليلات.
وأشار تليمة، إلى أن الإعلامية منى الشاذلى قد أجرت حوارًا مع الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، وسألته: هل تنوى الترشح للرئاسة؟ فقال: قد أنتوى ذلك، وبعدها فكر جديًا أبو الفتوح فى الترشح، ونزلت مصر فى إجازة، فطلب منى القيادى الإخوانى عصام العريان بحكم قربى من أبى الفتوح، وما بيننا من ود، أن أزوره لأستكشف رأيه فى مسألة الترشح، وأن أتحاور معه وأقنعه بعدم الترشح، وألا يصطدم بإخوانه، ويخالف قرارهم، وهو عدم الترشح للرئاسة وقتها، وأخبرنى أنه لا يجيب على الهاتف، ولذا قال لي: اذهب إلى مكتبه فى أمانة الأطباء العرب لو لم يرد عليك هاتفيًا.
واستطرد فى حديثه: وفعلاً ذهبت للقاء أبو الفتوح، ونقلت له كلام العريان، ودار الحوار حول الترشح، ونقلت له كلام الغنوشي، ويبدو أنه أعجبه، وقال لي: أنا قلت: قد أنتوة، وهذه أقل درجات التفكير، وبعدها قرر أبو الفتوح الترشح، وقد طلب منى وقتها استطلاع رأى الشيخ القرضاوى فى الأمر، والذى كان موقفه وقتها مع الرفض، ثم تردد رأيه بين الرفض والقبول، ثم لما أعلن أبو الفتوح الترشح أعلن القرضاوى تأييده.
يقول تليمة: وكما هو معروف أن الإخوان غيروا رأيهم فى الترشح، ورشحوا المهندس خيرت الشاطر، وبعد استبعاد الشاطر وحازم أبو إسماعيل، وترشح محمد مرسي، وجد المهتمون بشأن الثورة أن كثرة المرشحين قد يفتت الأصوات، وذلك سيكون لصالح نظام مبارك، فقرروا السعى لتوحيد الجميع خلف مرشح واحد.
وأوضح أنه تم الاتفاق على توحيد القوى والجهود، وجعل الجميع يتنازل لشخص واحد، يتوافقون عليه، ودعا للحضور فى القاهرة القرضاوي، وكان لا بد من مرافق له، حيث طلب منى الإخوان أن أكون المرافق فى هذه الرحلة، وتم الاتفاق على أن يسافر القرضاوى لأن اللقاء سيعقد السبت قبل انتخابات الرئاسة بشهر.
يقول تليمة: وقبيل السفر أخبرونى أن رئيس وزراء تركيا – آنذاك – رجب طيب أردوغان فى زيارة لقطر ويريد لقاء القرضاوى فى أمر مهم، حيث كلمنى الشيخ أن أسافر، وأسبقه بيوم، وأعد ما هو مطلوب مني، وسيلحق بى .
وأضاف أنه بعد وصول القرضاوى ، طلب منى كل من (محمد البلتاجى صلاح سلطان وصفوت حجازى ) أن نجلس سويا مع الشيخ فى الصباح فى بيته، قبل اللقاء، ورتبت ذلك.
وفى المجلس سألنا القرضاوي: ما أخبار لقائك بأردوغان؟
فقال القرضاوي: لقد قال لى أردوغان: ليتك تنصح إخوانك من الإخوان يا مولانا، ألا يترشحوا للرئاسة، وأن يتركوا أبو الفتوح، فهو فى النهاية ابن مدرستهم، فإذا نجح كان نجاحه محسوبًا لهم، ثم يتهيأوا لجولة تالية تكون أنسب لهم، ويكونوا قد تمرنوا على دولاب الدولة، الذى لم يتعاملوا معه إلا كمعارضة فقط.، وإذا أخفق أبو الفتوح فى التجربة فلن يحسب عليهم، فلهم نجاحه، وليس عليهم خسارته، واطلب منهم ألا يصلبوا رأسهم فى ذلك، فالعقل والحكمة تقتضى ذلك.
واختتم تليمة شهادته فى ذلك قلنا للشيخ: وما رأيك فى كلام أردوغان؟.
قال: ليتهم يستجيبوا لذلك، وفكرة المجلس الرئاسى جيدة.
“عيسى”: الإخوان رفضوا كل النصائح.. واستمعوا فقط لـ”جون ماكين”
كشف القيادى الإخوانى والبرلمانى السابق محيى عيسى، عن لقاء جمعه بمرشد الإخوان”محمد بديع”، وذلك قبيل ترشح الإخوان للرئاسة، وقدّم له نصيحته فى ذلك، من خلال لقاء كشف فيه لـ”المصريون” ما دار داخل مكتب بديع.
يقول عيسى، أنا شخصيًا قابلت الدكتور بديع فى مكتبه، وقلت له نفس النصيحة قبل الترشح، ونقلت له كلام الأستاذ فهمى هويدى حول هذه القضية.
وأكد عيسى لـ”المصريون” إن قرار الترشح كان فى الواقع رد فعل وليس فعلاً بذاته، مضيفًا أن قرار عدم الترشح الذى صرح به الإخوان فى بادئ الأمر كان حقيقيًا، حتى قرر أبوالفتوح الترشح، وفصلته الجماعة.
وأوضح، أن ضغط الجماعة للترشح كان من قبل “خيرت الشاطر”، والذى وصفه عيسى بأنه “خصم أبو الفتوح اللدود”، وذلك لأجل إسقاط أبو الفتوح حتى ولو لم ينجح مرشح الإخوان.
وكشف عيسى، عن أسرار هذه المرحلة قائلاً: إن حملة ممنهجة قامت لتشويه الرجل، حتى كان هناك شرائط مسجلة تمر على الإخوان، تتهم أبو الفتوح لو فاز سيمنع الحجاب، ويغلق المساجد.
وأوضح عيسى، أننى أكدت فى الحوار الذى كان فى مكتب الدكتور بديع، أن هناك فرصة ذهبية لتستعيد الجماعة دورها الدعوى والاصلاحى، بشرط أن يتم تحجيم دورها السياسى، وينفصل الحزب تمامًا عنها.
وأكد أنه استمع بإنصات ثم فاجأنى بقوله: ” إن الحزب سيظل تحت سيطرة الجماعة حتى يتم فطامه بمعنى حتى تثق الجماعة فيه، فقلت هل يعقل أن يكون رجال بحجم الكتاتنى والعريان والبلتاجى غير محل ثقة”.
يقول عيسى: “قال لى بديع إن الحى لا تُؤمن فتنته، فقلت له: وأنت أيضًا لا تؤمن فتنتك.. والجماعة كلها لا تؤمن فتنتها”.
وأكد عيسى، أنه كان يستحيل للإخوان التراجع عن الترشح لأنه كان رد فعل لترشح أبو الفتوح، يعنى المسألة مسألة عناد وألا يخرج أحد من غير عباءة الجماعة.
وأوضح أيضًا، أن عدم وضوح رؤية ولا الاستماع إلى النصيحة، حيث وضعوا أنفسهم فى ورطة واستمعوا فقط إلى نصيحة السيناتور الأمريكى جون ماكين، عندما قابل الشاطر
وسأله فقال لما لا تترشحون للرئاسة، إن أمريكا لا تمانع ذلك؟.
يذكر أن عيسى، كان قد استنكر فى منشورات سابقة أداء الجماعة لاحقا بعد الإطاحة بمرسى سواء فى الداخل أو الخارج.
وأضاف، أن ما يدور بين مؤيدى مرسى بالخارج معارك تدور فيما بينهم، وانتهاج الطعن وسياسية التخوين.
وأضاف، أن معارك مؤيدى الرئيس الأسبق محمد مرسى التى تجرى فيما بينهم، بالإضافة إلى الطعن بالتخوين والتجسس وسب الأعراض يثبت أنهم لم يكونوا يستحقون شرف الحكم، ولا حتى شرف المعارضة.
وأوضح عيسى، فى رده على منتقديه: “هل ترون فى هؤلاء قيادات المعارضة بالخارج إلا ترف الوقت فيكيل كل فريق الاتهامات والتخوين والسب للآخر، لافتًا إلى أنه يمكنك أن تدخل إلى صفحات مثل أم عمارة أو لولو الجوهرى أو آيات عرابى لترى ما يثبت صحة ما أقول”.
كما انتقد ما يقوم به أيضًا مؤيدو مرسى من عمليات “التنظير الفكري”، وهم قابعون داخل الغرف المكيفة، منوهًا أن هناك “منظرين” من أنصار مرسى، يجلس أحدهم فى بيته آمنا ويكتب يوميًا عددًا من المنشورات يدعو فيه إلى العمل المسلح ضد الدولة كل هذا وهو جالس فى بيته مستمتعًا بحياته.
وأوضح، أنه من أكثر البلاء الذى يصيب من تيسرت له الأمور وسافر للعمل خارج البلاد هو شعوره بالعلو، والاصطفاء والتخلى عن الانتماء عن وطن سنعود إليه يومًا، لافتا إلى أنه إن طال الزمن أو قصر ستظل مصر المحروسة وطن يعيش فينا ونفتديه بأرواحنا ودمائنا، فرفقًا بمصر وأهلها.