كشف تقرير حديث ارتفاع الاعتداءات العنصرية في النمسا العام الماضي إلى ألف و920، بينما كانت ألفًا و162 في 2017.
جاء ذلك بحسب تقرير نشرته جمعية “العمل ضد العنصرية والاستجابة المدنية” (زارا).
وشكلت المنشورات العنصرية وذات طابع الكراهية في الانترنت ما نسبة 60.6 بالمئة من الحوادث العنصرية بالبلاد، وفقًا للتقرير.
وأشار التقرير إلى وقوع 16.3 بالمئة من الاعتداءات العنصرية في أماكن عامة، مبينًا أن نسبة من تعرضوا لمعاملة عنصرية من العاملين في قطاعي الخدمات والترفيه وصلت إلى 7.9 بالمئة.
ولفت إلى أن الخطابات والأعمال التي تحتوي على عنصرية وكراهية في الصحافة المكتوبة والسياسة، بلغت نسبتها 4.6 بالمئة.
وأشار التقرير وزارة الداخلية خصوصًا اعتبرت أكثر مؤسسة حكومية تشهد معاملة عنصرية بنسبة 4.3 بالمئة.
وشدد أن السلطات اتخذت العام الماضي، إجراءات قانونية بحق 8 فقط من أصل 83 شكوى تقدمت بسبب اعتداءات عنصرية، مشيرًا إلى أن الشرطة تتعامل مع الوقائع العنصرية على أنها جرم بسيط.
وأوضح أن ألف و528 واقعة من أصل ألف و920 اعتداءً عنصرياً تم الإبلاغ عنها عن طريق طرف ثالث.
وتابع: “ضحايا الاعتداءات لا يبلغون عن العنصرية التي يتعرضون لها لعدد من الأسباب مثل أن يقولو إن هذا يحدث كثيرًا، والتبليغ عنها لن يغير شيء، لذلك فإن ما سجل ضمن التقرير هو القسم الواضح من الجبل الجليدي فقط”.
ولفت التقرير إلى أن الوقائع العنصرية حقيقًا أكثر بكثير، مما تم رصده.
وفي تعليقه على التقرير، ذكر رئيس الجمعية “ديتر شيدلر”، بمؤتمر صحفي، أن موقف الشرطة حيال الشكاوى والبلاغات “يُفقد الثقة”.
وقال:” مع الأسف فإن بعض البلاغات بسبب العنصرية لا تؤخذ على محمل الجد من قبل الشرطة، ويجري السعي للتستر عليها، وهذا الوضع يضر بالثقة والإيمان بالشرطة، في وقت يخلق فيه شعوراً بعدم الأمان عند الضحايا”.
وأكد ضرورة تدريب قوات الأمن بشكل أفضل فيما يخص مكافحة العنصرية.
من جانبه، شدد رئيس وحدة الشباب في بلدية العاصمة فيينا، يورغان زيرنوهورسكي، على ضرورة ابتعاد السياسيين أصحاب المسؤولية عن الخطابات العنصرية، ووجوب العمل بشكل أكبر من أجل منع الاعتداءات العنصرية ودعم الضحايا.
بدورها، أشارت عضو مجلس مدينة فيينا عن حزب الخضر، فائقة الناغاشي، خلال المؤتمر، إلى أن أي أنواع العنصرية تعتبر مشكلة خطيرة تقسم المجتمع، وتضيق مجالات الحياة، وتحد من المشاركة في الحياة الاجتماعية.
وحذرت من أن العنصرية في السياسية وصلت إلى أبعاد خطيرة.
وأضافت: “خطابات الكراهية والتصريحات العنصرية المنتشرة في السياسة تستهدف المسلمين واللاجئين بالخصوص”.