حادث «قطار محطة مصر».. يوم بكى فيه المصريون

«حوادث القطارات».. الإهمال المتهم الأول.. استقالات على استحياء.. ونصائح يتم تجاهلها

فى تمام الساعة التاسعة من صباح الأربعاء الماضي، وبينما كان الركاب ينتظرون القطار على رصيف نمرة 6 بمحطة مصر، تفاجئوا بجرار قادم نحوهم بسرعة فائقة، ليصطدم بعدها بصدادة حديد داخل المحطة محدثًا انفجارًا كبيرًا.

وأثناء ذلك حاول البعض الفرار من الانفجار والابتعاد عن موقع الحادث، بينما اشتعلت النيران فى أجساد الركاب الأقرب للجرار المشتعل نتيجة انفجار «تنك الوقود»، فيما أسفر الحادث عن مقتل ما يزيد على 20 شخصًا وإصابة نحو 50 مصابًا.

وكشفت تحقيقات النيابة، أن جرار القطار مرتكب الحادثة تقابل في أثناء سيره متجها إلى مكان التخزين، مع جرار آخر في أثناء دورانه على خط مجاور عكس الاتجاه مما أدى إلى تشابك الجرارين.

وقالت النيابة في بيان، إن “التحقيقات كشفت أن جرار مرتكب الحادث أثناء سيره متجهًا إلى مكان التخزين، تقابل مع جرار آخر أثناء دورانه على خط مجاور عكس الاتجاه، ما أدى إلى تشابكهما (إثر تلامس القاطرتين)”.

وأضاف أن هذا التشابك “حال دون استمرار سير الجرار مرتكب الحادث، فترك قائد الجرار كابينة القيادة دون أن يتخذ إجراءات إيقاف محرك الجرار، وتوجه لمعاتبة قائد الجرار الآخر الذي رجع للخلف لفك هذا التشابك”.

واستطرد: “أدى ذلك إلى تحرك الجرار مرتكب الحادث دون قائده، وانطلاقه بسرعة عالية واصطدامه بالمصد الخرساني بنهاية خط السير بداخل المحطة، فوقع الحادث الذي نتج عنه اندلاع النيران”.

وأشار بيان النيابة إلى “توقيف واستجواب سائق الجرار الذي أودى بحياة 20 شخصًا تصادف وجودهم بمنطقة الحادث متأثرين بالنيران التي أدت إلى احتراق أجسادهم وتفحمها”.

هل «الإهمال» وحده المسئول؟

يأتى حادث قطار محطة مصر استكمالًا لمسلسل حوادث القطارات الدامية، التى تشهدها مصر من آن لآخر، والتى دائمًا ما يرجعها مسئولون ومراقبون إلى قدَم القطارات والإهمال فى صيانتها وتشغيلها، دون معرفة المتسبب الحقيقى أو محاسبة المسئولين عن ذلك.

الدكتور إبراهيم مبروك، أستاذ هندسة السكة الحديد بجامعة الأزهر، قال إن الحوادث التى تقع بمنظومة السكك الحديدية من وقت لآخر ليس سببها الرئيسى الإهمال كما يدعى البعض، حيث توجد مجموعة من الأسباب والعوامل التى تنتج عنها تلك الحوادث، والتى إن استمرت فلن تنته هذه الكوارث.

وأوضح أن هيئة السكك الحديدية بحاجة إلى عملية إحلال وتجديد للعناصر القديمة، مع تدريب السائقين وجميع العاملين بالمنظومة، إضافة إلى ضرورة تجهيز مراكز للصيانة على أعلى مستوى ولا مانع من الاستعانة بالخبرات الأجنبية لتحقيق ذلك الغرض.

وأضاف لـ«المصريون»، أن اشتراطات الأمن والسلامة ليست موجودة بالقطارات، إذ إنه من المفترض أن يخرج تقرير يوضح قبل كل رحلة ما إذا كانت القطارات صالحة للاستخدام أم لا وهذا لا يحدث ولا يوجد فى مصر بينما يحدث بالخارج.

وتابع: «فى الخارج يوجد على كل تنك بالقطار مادة لإطفاء النار أوتوماتيكيًا، ولا بد من تطبيق هذا في القطارات العاملة على السكك الحديدية في مصر، كذلك لا بد من تركيب جهاز تتبع بحيث تكون الإدارة على علم بمكان سير القطار وأين هو بالتحديد، إذ إنه في هذه الحالة تستطيع التنبيه واتخاذ مجموعة من الإجراءات».

وطالب «مبروك»، بتشكيل مجلس أعلى للسك الحديدية، يضم وكلاء من عدة وزارت؛ أبرزها الصحة والعدل والنقل وغيرها من الوزارات المعنية بالحوادث، مشيرًا إلى أن المجلس حال تشكيله سيساعد على حل الأزمة سريعًا.

وشدد على ضرورة الاستعانة بخيرات أجنبية فى الإدارة، مع السماح للقطاع الخاص بالدخول؛ خاصة أن الحكومة ليست قادرة على الأزمات كافة.

وأشار إلى أن حادثة محطة مصر لا أحد يعلم سببها، وهل بسبب إهمال السائق وأنه ليس مدربًا على النحو الجيد أم أنها بسبب الصيانة أم أنها وقعت لعدم وجود الأمن والسلامة، متابعًا: «هناك ملابسات عديدة واللجنة الفنية لم يصدر عنها تقرير ومن ثم لا أحد يعرف ملابسات الواقعة أو السبب».

عوامل بشرية وفنية

أما اللواء أحمد الخشب، عضو لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب فقال لـ«المصريون» إن تكرار حوادث القطارات خلال الفترة الأخيرة، يرجع بعضها إلى «العوامل البشرية التى تتمثل فى السرعة الزائدة من جانب السائق أو نتيجة تقاعس عامل المزلقان أو خطأ من عامل التحويلة أو الملاحظ», بالإضافة إلى «عوامل فنية تتمثل فى تهالك القضبان أو قدم الجرارات وعربات القطار».

وقال المهندس محمد فرج عامر، رئيس لجنة الصناعة بمجلس النواب، إن الإهمال لا يزال ينخر داخل مرفق السكك الحديدية، مطالبًا بالتحقيق العاجل لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء كارثة حادث قطار محطة مصر، الذى تسبب فى وقوع عدد من الضحايا والمصابين.

وأضاف فى بيان عاجل قدمه للدكتور على عبدالعال، رئيس مجلس النواب، لتوجيهه إلى رئيس مجلس الوزراء ووزير النقل، قائلًا: «إننا صحونا على أنباء هذه الكارثة المفجعة التى تؤكد أن الإهمال لا يزال ينخر داخل مرفق السكك الحديدية»، متوجهًا بخالص العزاء لأسر الضحايا وأن يمن الله عز وجل بالشفاء العاجل لجميع المصابين.

من جهته، دعا طارق حسانين، عضو مجلس النواب، إلى إسناد هيئة السكة الحديد إلى القوات المسلحة لوقف الحوادث المتكررة والإهمال والحفاظ على أرواح المواطنين.

وأضاف «حسانين» أنه لا بد من فصل هيئة السكة الحديد وإسناد إدارتها إلى القوات المسلحة باعتبارها قادرة على ضبط العمل بها، ووقف الحوادث والقضاء على الإهمال، خاصة أن حادث اليوم لا يحتاج إلى مسكنات ولكن لحل جذري.

روشتة للحد من حوادث القطارات

جدد حادث قطار محطة مصر, الأحزان، وأعاد مناقشة قضية مزمنة تأتي على قائمة الأولويات وأهم القضايا التى شغلت الرأى العام خلال السنوات الأخيرة.

حوادث القطارات أصبح وقوعها متوقعًا ومسلسلًا لا ينتهى فى ظل تهالك المنظومة, فبين الحين والآخر أصبحنا نستيقظ على حادث قطار جديد, الأسباب مختلفة لكن هناك رابطًا مشتركًا بين أغلبها وهو الخطأ البشرى، قد يتمثل فى «تحويلة» خطأ من مراقب الحركة أو تجاوز سائق القطار للسرعة.

التركيز على السائقين

اللواء أحمد الخشب، عضو لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب, اقترح عدة حلول لمنع تكرار تلك الحوادث أو الحد منها, حيث قال إنه لا بد من إجراء الكشف الطبى على السائقين, مع عمل تحاليل لجميع العاملين خاصة السائقين للكشف عن المخدرات.

بجانب عرض السائق بصفة مستمرة على أطباء نفسيين, والاهتمام بمراكز التدريب, وعمل دورات تدريبية لهم بشكل مستمر لمواكبة الأجهزة الحديثة والمتطورة التى تدخل الهيئة من وقت لآخر, مع عمل صيانة للقضبان خاصة الموجودة فى المحطات الكبرى مثل محطة قطار رمسيس ومحطة مصر بالإسكندرية والمحافظات, إضافة إلى تطوير كهرباء الإشارات, وتغيير القضبان المتهالكة التى عفا عليها الزمن.

وفسر الخشب فى تصريح إلى «المصريون»، تكرار حوادث القطارات خلال الفترة الأخيرة بأنها «ترجع لعوامل بشرية، تتمثل فى السرعة الزائدة من جانب السائق, أو نتيجة تقاعس عامل المزلقان, وعوامل فنية تتمثل فى تهالك القضبان, أو قدم وتهالك الجرارات وعربات القطار».

وتابع: «سائق القطار الذى تسبب فى سقوط ضحايا نحتسبهم عند الله من الشهداء, ربما كان «سكران», أو كان تحت تأثير المخدرات, لأنه لا يوجد سائق يترك القطار ويسير على القضبان دون سائق وبهذه السرعة حتى يصطدم فى الصدادة الحديدية».

وقال أشرف ممتاز، المتحدث باسم عمال السكك الحديدية, إن الحادث الأخير به غموض ولغز وأمر ليس مفهومًا حتى الآن, موضحًا أن التحقيقات التى تجريها النيابة سوف تكشف عن العديد من المفاجآت والحقيقة الكاملة.

وأضاف لـ«المصريون» أن الحادث ليس مسئولية السائق فقط, لأن هناك تقصيرًا من الجميع, موضحًا أن ما نشر أن السائق ترك القطار حتى وقع الحادث لا يعدو أن يكون أقاويل، وأن فحص السجلات سوف يبين المسئول الحقيقي، مطالبًا الجميع بعدم إلصاق أى تهمة لسائق أو عامل إلا بعد التأكد.

وطرح المتحدث باسم عمال السكك الحديدية، مجموعة من الحلول للحد من تلك الحوادث, فى مقدمتها تحقيق الانضباط واليقظة فى العمل, ورفع معنويات العامل والاهتمام به, متسائلًا: ما فائدة أن تكون هناك قطارات وجرارات جديدة دون الاهتمام بالعمال؟! كما أنه لا بد وجود الكفاءات والخبرة, مع إعادة وتأهيل العامل والإدارة، لأن الإدارة الناجحة ينتج عنها عامل ناجح, والمتابعة الجيدة للعامل.

فى السياق، قال مصطفى شكري، رئيس رابطة السائقين بالسكة الحديد, إن «معظم الحوادث التى تقع يتحملها أبرياء، نظرًا لأن منظومة السكة الحديد متهالكة وتحتاج إلى تجديد», مدللاً بتصريح وزير النقل المستقيل هشام عرفات الذى أشار فيه إلى أن منظومة السكة الحديد تحتاج إلى تجديد وتطوير شامل.

وأضاف لـ«المصريون»: «جميع قطارات السكة الحديد تحتاج إلى صيانة بدءًا من البنية الأساسية إلى الجرارات»، موضحًا أن «معظم الحوادث تقع نتيجة تهالك القضبان والقطارات».

وشدد شكرى على أن «إصلاح منظومة السكة الحديد يحتاج إلى ميزانية ضخمة، ودعم كلى للعمل على صيانتها لتجنب الحوادث لكن «اللى جاى على قد اللى ماشي».

«وليد مرضى».. بطل من دهب

«مخفتش النار تاكلني أو يحصلي حاجة»، بهذه الكلمات تحدث وليد مرضي حسن، العامل بالشركة الوطنية لإدارة خدمات عربات النوم التابعة لوزارة النقل، عن دوره البطولي في إنقاذ حياة عدد من مصابي حادث القطار الذي وقع الأربعاء في محطة مصر.

في اللحظات التي يفر فيها الناس عادة من النيران، أظهر وليد بطولة نادرة بعد أن أقدم على إنقاذ ضحايا الحريق عن طريق “عبوات مياه” كان يستعين بها في عمله.

ونظرًا لعدم وجود نظام للتعامل الفوري مع الحرائق في هذه المحطة التي يبلغ عمرها قرابة 150 عامًا، هب وليد وبعض زملائه من العمال التابعين للشركة لإنقاذ من طالتهم ألسنة اللهب، وبعد أن نفذت المياه، أسرع لإحضار «بطانية وطفاية حريق»، ليتمكن من إنقاذ 7 حالات.

وليد، رجل أربعيني يعمل في الشركة الوطنية لخدمات قطار النوم، منذ أكثر من 17 عامًا، وظهر في مقطع فيديو، وهو يحاول إنقاذ للمواطنين على رصيف المحطة.

يقول «في البداية سمع صوت زميله أيمن ممدوح يستغيث من النار التي اشتعلت في ظهره، فنادى على زميلهم الثالث في الكشك المقام على الرصيف رقم 4، فركض إليه أحمد حاملًا چركن مياه ليساعد في الإطفاء فأخذه منه وليد وعقب تمكنه من إطفاء زميله استأنف في إطفاء باقي الحالات التي كان يراها».

ويضيف أن المياه كانت تزيد النيران فأسرع هو وزميلاه لتغطية أجساد المصابين بالبطاطين، وبعد نفاد كل الأغطية وقوارير المياه، اضطر إلى كسر كشك الأهرام المخصص لبيع الجرائد بالمحطة بعد أن هرب صاحبه والنيران في جسده لأخذ أغطية إضافية منه.

وذكر أن «كل هذا لم يستغرق منه دقائق معدودة تشتت فيهم ذهنه أكثر من مرة فتارة يبحث عن أصدقائه لينجد منهم من يعثر عليه، وتارة يسارع في إنقاذ من يراه يهرب وتلاحقه ألسنة اللهب، فتأثرت أطرافه من تكرار عملية الإطفاء، لكنه أسف من عدم قدرته على إغاثة سيدة كانت تحمل طفلتها وتحاول الهروب بها حتى اشتعلت فيهما النيران معًا ولَم يتمكن من مساعدتها».

السجل الأسود لحوادث القطارات

وشهدت مصر، خلال السنوات الأخيرة، العديد من حوادث القطارات الدامية، التى سقط فيها مئات القتلى والمصابين، والتى كان آخرها حادث محطة مصر برمسيس.

وفى إطار ذلك ترصد «المصريون»، أبرز حوادث القطارات خلال العشرين عامًا الأخيرة، خاصة التى خلفت عددا كبيرا من الضحايا والمصابين.

يعد حادث قطار العياط الذى وقع فى عام 2002، أعنف وأكبر حادثة فى تاريخ السكة الحديد، إذ راح ضحيتها ألف قتيل بعد أن تابع القطار سيره لمسافة تسعة كيلومترات والنيران بداخله مشتعلة، وذلك قبل عيد الفطر المبارك من ذلك العام.

كذلك، فى عام 1998 شهدت مصر كارثة خروج قطار عن القضبان فى مدينة كفر الدوار التابعة لمحافظة البحيرة شمال الدلتا، ما أدى إلى قتل 50 شخصًا وإصابة 100 آخرين.

بينما فى أكتوبر 1998 اصطدم قطار بالقرب من الإسكندرية بأحد المصدات الأسمنتية الضخمة، ما أدى إلى اندفاعها نحو الموجودين بالقرب من المكان وخروج القطار نحو إحدى الأسواق المزدحمة بالبائعين المتجولين، الأمر الذى نتج عنه مقتل 50 شخصًا وإصابة أكثر من 80 مصابًا، ومعظم الضحايا ممن كانوا بالسوق أو اصطدمت بهم المصدة الأسمنتية وأرجعت التحقيقات فى وقتها إلى عبث أحد الركاب فى فرامل الهواء بالقطار.

 وفى فبراير 2006 اصطدم قطاران بالقرب من مدينة الإسكندرية، ما أدى إلى إصابة نحو 20 شخصًا، بينما فى مايو من العام نفسه اصطدم قطار شحن بآخر فى إحدى محطات قرية الشهت بمحافظة الشرقية، ما أدى إلى إصابة 45 شخصًا.

وفى أغسطس من العام نفسه، اصطدم قطاران أحدهما مقبل من المنصورة إلى القاهرة، والآخر من بنها، ما أدى إلى تصادم عنيف، أسفر عن 80 قتيلًا وأكثر من 163 مصابًا.

وفى يوليو 2007، اصطدم قطاران شمال القاهرة، ما نتج عنه مصرع 58 شخصًا، وسقوط أكثر من 140 جريحًا حينها.

كما لقى 58 شخصًا على الأقل مصرعهم وأصيب 60 آخرون، فى يوليو 2008، وذلك عندما اصطدم قطار بعدد من السيارات عند مزلقان بمرسى مطروح.

وفى حادث قطار الجاموس فى 24 أكتوبر 2009، اصطدم قطاران فى منطقة العياط أدى إلى مقتل 30 شخصًا وإصابة 19 آخرين، حيث تعطل القطار الأول وجاء الثانى ليصطدم به من الخلف وهو متوقف، ما نتج عنه انقلاب أربع عربات من القطار الأول، وحينها أثبتت التحقيقات والتحريات أن المتهم الرئيسى كان «جاموسة».

بينما فى يناير 2013، استشهد 19 مجندًا وأصيب 117 آخرون بعد انفصال عربتين بقطار يستقله عدد من المجندين وسقوطهما على القضبان فى البدرشين بالجيزة.

وفى نوفمبر من العام نفسه، وقع حادث قطار دهشور عند الكيلو 48 على خط الواحات البحرية غرب القاهرة، حيث اصطدم قطار بضائع قادم من أسوان باتجاه الواحات البحرية بسيارتين كانتا تقلان الضحايا والمصابين، الذين كانوا يحضرون حفل خطوبة بمحافظة القاهرة وفى طريق عودتهم لمحل إقامتهم بالفيوم، ما أدى لمقتل أكثر من 27 شخصًا وإصابة أكثر من 30.

ومن بين حوادث القطارات التى خلفت عددًا كبيرًا من الضحايا، حادث قطار العياط، الذى وقع فى  سبتمبر 2016، وأسفر عن وفاة خمسة أشخاص، بينما أصيب 27 آخرين، وذلك إثر انقلاب عربتين من قطار كان متجه من أسيوط للقاهرة بالقرب من قرية أبو العزايم البليدة.

وفى 11 أغسطس 2017، وقع حادث تصادم بين قطار ركاب قطار “13 اكسبريس القاهرة/الإسكندرية” بمؤخرة قطار «رقم 571 بورسعيد/الإسكندرية» بالقرب من محطة خورشيد على خط “القاهرة/الإسكندرية”، ما أودى بحياة 41 شخصًا وإصابة 132 آخرين.

وتوفى 12 شخصًا وأصيب 39 فى 28 فبراير 2018، إثر وقوع حادث تصادم قطار بضائع بآخر ركاب بمنطقة كوم حمادة بمحافظة البحيرة.

وتحتل مصر مراكز متقدمة عالميًا فى انتشار حوادث القطارات والسيارات، إذ يبلغ معدل حوادث القطارات 5.7 حادثة لكل مليون راكب، وبلغ عدد حوادث القطارات 1235 حادثًا فى عام 2015 مقابل 1044 حادثًا فى العام السابق عليه، وفق الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء.

وأظهر الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء حول حوادث القطارات خلال عام 2017، أن 80% من تلك الحوادث ناتجة عن اصطدام مركبات القطارات ببوابات المنافذ «المزلقانات»، حيث بلغ عدد الحوادث الناجمة عن ذلك السبب 1435 حادثًا.

مسئولون أطاحت بهم حوادث قطارات

تسببت حوادث القطارات فى إقالة أو استقالة عدد من وزراء النقل والمسئولين، كان آخرها تقدم الدكتور هشام عرفات، وزير النقل، باستقالته للدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، على خلفية حادث القطار المروع فى محطة رمسيس.

وفى هذا التقرير ترصد «المصريون» أبرز حوادث القطارات التى أطاحت بوزراء ومسئولين بوزارة النقل.

استقالة الدكتور هشام عرفات

عقب الحادث المأسوى الذى وقع صباح الأربعاء، وتسبب فى سقوط العديد من الضحايا وإصابة عشرات المواطنين, الذين كانوا موجودين على رصيف 6، تقدم الدكتور هشام عرفات، وزير النقل، باستقالته للدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، الذى قبلها من جانبه.

استقالة عرفات تكررت كثيرًا فى وزارة النقل، حيث سبقها العديد من الاستقالات أو الإقالات لبعض الوزراء عقب حوادث قطارات خلفت ضحايا ومصابين.

المهندس محمد لطفى منصور

تقدم باستقالته فى عام 2009، وأعلن مجلس الوزراء قبول الرئيس حسنى مبارك استقالة المهندس محمد لطفى منصور، وزير النقل، على خلفية تصادم قطارين بمدينة العياط من العام نفسه.

المهندس محمد رشاد المتيني

تولى منصب وزير النقل فى أغسطس 2012، واستقال فى 17 نوفمبر من العام نفسه، وبلغ عدد الحوادث فى عهده نحو 15 حادثة؛ أبرزها تصادم قطارى الفيوم، الذى وقع ضحيته 4 قتلى و43 مصابًا.

وأُقيل “المتيني”؛ بسبب تصادم قطار أسيوط بأتوبيس لنقل الأطفال كان ضحاياه 47 طفلًا و13 مصابًا.

المهندس حاتم عبداللطيف

تولى الوزارة فى 17 نوفمبر 2012 حتى 8 يوليو 2013، وأُقيل من الوزارة بسبب حادثة قطار البدرشين يوم 15 يناير 2013، الذى أوقع 19 شخصًا صريعًا، وأصيب 117 آخرون.

المهندس إبراهيم الدميري

كان حادث قطار الصعيد عام 2002 أشهر وأبشع حوادث القطارات بمنطقة العياط، وتم على إثره إقالة إبراهيم الدميرى وزير النقل والمواصلات، وتعهدت حكومة عاطف عبيد وقتها بإصلاح منظومة السكة الحديد، ولكن تبخرت هذه الوعود، ووقعت العديد من الحوادث فى نفس المنطقة ونفس الخط ولنفس الأسباب.

إقالة رئيس هيئة سكك حديد مصر

وفى 29 يوليو 2018, أفادت وزارة النقل، فى بيان لها، بأن رئيس هيئة السكك الحديدية سيد سالم، أُعفى من منصبه بعد سلسلة من حوادث القطارات كان آخرها خروج عربات قطار فى رحلة بين القاهرة وأسوان عن القضبان، ما أدى إلى إصابة عدد من الركاب.

وقالت الوزارة، فى بيان مقتضب نشر على صفحتها على موقع فيسبوك، إن “هشام عرفات وزير النقل قرر تكليف أشرف محمد رسلان بأعمال رئيس مجلس إدارة الهيئة القومية لسكك حديد مصر”، بدلا من سيد سالم.

وصدر البيان عقب خروج قاطرة وعدد من عربات القطار رقم 982 فى رحلة بين القاهرة وأسوان، عن القضبان، ما تسبب بإصابة بعض الركاب وتأخر حركة قطارات الوجه القبلي.

شاهد أيضاً

بالفيديو – “البركان المصري”.. مخاوف إسرائيل من عودة الربيع العربي

يسلط تقرير إسرائيلي الضوء على تصاعد الغضب الشعبي في مصر ضد الاحتلال الإسرائيلي، مدفوعًا بالحرب …