نقلت صحيفة The Daily Mail البريطانية عن المواطن الكازاخستاني، أومير بيكالي، والذي سبق اعتقاله في اقليم شينغيانغ، أن السلطات الصينية تجبر المعتقلين المسلمين على تناول وجبات لحم الخنزير.
السلطات الصينية تجبر المعتقلين المسلمين على تناول لحم الخنزير
كشف بيكالي الذي قضى عدة أسابيع معتقلاً في أحد المعسكرات في كاراماي في إقليم شينغيانغ، قبل أن يفر إلى تركيا منذ عام تقريباً، أن هناك طقوساً في المعسكر، تبدأ من إذاعة الأغاني الوطنية في الصباح ثم جلسات النقد الذاتي، وتنتهي بالأكل المحرم على المسلمين.
وحسبما قال خبراء فإن الصين تحتجز مليون مسلم في معسكرات شديدة الحراسة في أقصى المنطقة الغربية حيث تعيش طائفة الإيغور، أكبر أقلية مسلمة.
فيما تنكر بكين دائماً تلك الاتهامات، لكنها تزعم أن المسلمين، يحضرون إلى «مراكز تعليم مهني» ليتخلصوا من أي أفكار متطرفة في منطقة شهدت أعمال شغب وهجمات مميتة خلال السنوات الأخيرة.
ورغم نفي الصين اعتقال المسلمين، إلا أنها تعترف بتنظيم معسكرات لهم
ووفقاً لخطاب نائب وزير الخارجية الصيني، لي يوتشينغ، منتصف مارس/آذار فإن هذه المواقع في الحقيقة نوع من «المعسكرات».
وعلى هامش الاجتماع البرلماني الصيني السنوي منتصف مارس قال شوهرات زاكير، حاكم مقاطعة شينجيانغ، للصحفيين: «تم إعداد وإنشاء مراكز التعليم والتدريب وفقاً لاحتياجاتنا. وبالنسبة لعدد الطلاب الذين يأتون للتعلم، فهو تعدُّد متغيِّر دائماً».
وأضاف: «بشكل عام، يجب أن يكون عدد الأشخاص في المراكز التعليمية أقل بمرور الوقت، وإذا أصبح المجتمع في يوم ما لا يحتاج إليها، سوف تختفي هذه المراكز التعليمية تدريجياً». دون أن يقدم رقماً محدداً للأشخاص في هذه المعسكرات.
هدف هذه المعسكرات، تغيير عقيدة المسلمين
أوير بيكالي يكشف المزيد من التفاصيل حول هذه المعسكرات بقوله، إن المعسكرات أقرب إلى الصدمات من التعليم.
واضاف أن هذه المؤسسات لديها هدف وحيد، وهو تجريد المعتقلين من أفكارهم ومعتقداتهم الدينية.
وقال بيكالي لوكالة AFP، متذكراً المشهد في شقته المتواضعة في إسطنبول: «في كل صباح، من الساعة السابعة وحتى السابعة والنصف، يجبروننا على غناء النشيد الوطني الصيني. نغني سوياً، حوالي 40 أو 50 فرداً، ووجوهنا نحو الجدار».
ثم أضاف وهو يعدل القبعة التقليدية المنقوشة التي يرتديها الكازاخستانيون: «لم أكن أرغب قط بالغناء، ولكن مع التكرار اليومي، يزرع الأمر بداخلك. حتى بعد مرور عام، ما زالت الموسيقى تتردد داخل رأسي».
وُلِدَ بيكالي في شينجيانغ لأبوين من كازاخستان والإيغور، ومثل العديد من الأقليات في الصين، غادر إلى كازاخستان في عام 2006 بحثاً عن عمل. حيث حصل على الجنسية الكازاخية.
وبدأت المشكلات في مارس/آذار 2017، عندما أُلقي القبض عليه في شينغيانغ بعد عودته من رحلة عمل لصالح وكالة سفر كازاخية.
من خلال ما يسمى بإعادة التثقيف
بعد قضاء سبعة أشهر في السجن بتهمة «مساعدة الإرهاب»، أُرسِلَ إلى معسكر إعادة التثقيف.
وقال إن من بين الالتزامات المفروضة على المحتجزين من جميع الأعمار تناول لحم الخنزير يوم الجمعة، وهو اليوم المقدس للمسلمين. في حين يمنع الدين الإسلامي تناول لحم الخنزير.
وقال إن «الطلاب» –كما يُطلق عليهم رسمياً- ممنوعون من التحدث بأي لغة إلا لغة الماندرين، وممنوعون أيضاً من الصلاة أو تربية اللحية، والتي تعتبرها السلطات علامة على التطرُّف الديني.
بيكالي كشف أيضا أنه تمكَّن من المغادرة بعد شهرين تقريباً من الاحتجاز في المعسكر، ويعتقد إن ذلك بفضل تدخل السلطات الكازاخية.
ويزور المعتقل السابق العديد من المؤتمرات الخارجية ليروي قصته بوصفه أحد الناجين القلائل القادرين على التحدث، بينما يفضل معظمهم الصمت، خوفاً من تعرُّض أحبائهم داخل الصين للأذى.
ولا يعرف بيكالي أي أخبار عن أبويه وأخته وثلاثة من إخوانه، ما زالوا داخل الصين.
وبعد إطلاق سراحه، غادر كازاخستان ليقيم في تركيا مع زوجته وأطفاله. وقال إنه أراد «مسافة أكبر» بينه وبين الصين.
وتمارس الصين القمع في شينغيانغ منذ سنوات
وتعاني شينغيانغ، التي تشارك حدودها مع عدد من البلدان من بينها باكستان وأفغانستان، من اضطرابات عنيفة منذ فترة طويلة، حيث زعمت الصين أنها تدار من قبل حركة «إرهابية» منظمة تسعى لاستقلال المنطقة.
ودشَّنَت الصين حملة قمع أمنية ضخمة وفائقة التقنية، وتقول إن الحملة منعت أي أحداث عنف على مدار آخر عامين.
ولكن العديد من خبراء الإيغور وشينغيانغ يقولون إن حوادث العنف ترجع بشكل كبير إلى نوبات الغضب العفوية من القمع الثقافي والديني الذي تفرضه الصين، وإن بكين تلوّح بورقة الإرهاب لتبرير فرضها رقابة وقمع مشددين على المنطقة الغنية بالموارد.
وبالرغم من إنكارها وجود هذه المعسكرات في السابق، بدأت بكين تعترف بوجودها، ولكنها تصر على إنها «مراكز تعليم مهني» وإنها مهمة في مكافحة الميول الانفصالية والتطرّف الديني.
بدأت حملة علاقات عامة ضخمة منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، في محاولة لمواجهة الغضب العالمي ضد المعسكرات من خلال دعوة دبلوماسيين وصحفيين لزيارة هذه المراكز.