في عمق جبال أجا يوجد قصر طيني قديم، ينسب لكريم العرب “حاتم الطائي”، حيث يعتبر هذا القصر مزاراً سياحيا مهما، يقصده كل من يزور منطقة حائل.
ويعتبر حاتم الطائي رمز للكرم والسماحة عند العرب ومضرب الأمثال في ذلك، حتى صار يطلق على كل من يشتهر بالكرم بأنه يشبه” حاتما الطائي” في كرمه.
وعاش حاتم الطائي في حائل (شبه الجزيرة العربية) ، وتوفي في عام 578 ميلادية.
ومن أغرب القصص المأثورة عنه في كرمه أنه مرّ بأسير فسأله عن قبيلته وحاله، ثم فكّ وثاقه، وأطلق الأسير، وعندما جاء من أسره أخبرهم أنه من قام بإطلاق سراحه، وافعلوا ما بدا لكم فأنا مكانه.
كما روي أنه قيل لأحد قياصرة الروم ، بعد أن بلغته أخبار جود حاتم فاستغربها ، حيث بلغه أن لحاتم فرسا من كرام الخيل العزيزة عنده فأرسل إليه بعض حجّابه يطلبون الفرس.
فلما دخل الحاجب دار حاتم استقبله أحسن استقبال ورحب به وهو لايعلم أنه حاجب القيصر.
وكانت المواشى في المرعى فلم يجد إليها سبيلا لأجل ذبح أحدها وضيافته، فنحر الفرس وأضرم النار ثم دخل إلى ضيفه يحادثه فأعلمه أنه رسول القيصر قد حضر يستميحه الفرس فساء ذلك حاتم وقال :هل أعلمتني قبل الآن فإنى قد نحرتها لك إذا لم أجد جزورا غيرها فعجب الرسول من سخائه وقال: والله لقد رأينا منك أكثر مما سمعنا .
وقد سئل حاتم الطائي: يا حاتم هل غلبك أحد في الكرم ؟
قال: نعم ، غلبني غلام يتيم من طي ، نزلت بفنائه وكان له عشرة أرؤس من الغنم ، فعمد إلى رأس منها فذبحه ، وأصلح من لحمه ، وقدم إلي وكان فيما قدم إلي الدماغ فتناولت منه فاستطبته .
فقلت : طيب والله ، فخرج من بين يدي وجعل يذبح رأساً رأساً ويقدم لي الدماغ وأنا لا أعلم ، فلما خرجت لأرحل ، وجدت حول بيته دماً عظيماً وإذا هو قد ذبح الغنم بأسره .
فقلت له : لم فعلت ذلك؟
فقال: يا سبحان الله تستطيب شيئاً أملكه فأبخل عليك به ، إن ذلك لسُبة على العرب قبيحة !
قيل يا حاتم : فما الذي عوضته ؟
قال: ثلاثمائة ناقة حمراء وخمسمائة رأس من الغنم
فقيل: إذاً أنت أكرم منه
فقال: بل هو أكرم ، لأنه جاء بكل ما يملك وإنما جدت بقليل من كثير .