بالخرائط «مثلث بشتيل» بديلاً لـ «محطة مصر» لـ قطارات الصعيد

تعمل وزارة النقل على تنفيذ مشروع يهدف إلى إنشاء محطة قطارات في منطقة بشتيل، شمالي الجيزة، لتكون بديلة لمحطة مصر برمسيس، بغرض تخفيف الزحام في منطقة وسط القاهرة، حيث ستتوقف القطارات القادمة من الصعيد في هذه المحطة.

وقد أعلن الدكتور هشام عرفات، وزير النقل، التعاقد على إنشاء المرحلة الأولى من المشروع بتكلفة إجمالية قدرها 350 مليون جنيه، على مساحة 154600 م2 أي حوالي 36 فدانًا، وذلك من خلال تحقيق أهداف الاستخدام المزدوج للموقع الكبير في نشاطين أساسيين، وهما: الخدمات اللازمة لهيئة سكك حديد مصر فى ورشتين معدنيتين لرفع وصيانة الجرارات وإنشاء وحدة الغسيل الآلي، وربط مجمع الخدمات بالسكة الطوالي وخزانات وقود لتمويل الجرارات وتنفيذ شبكة صرف صحي وأعمال شبكة الكهرباء والمحولات (كمرحلة أولى)، والمشروع الاستثماري تجاري – إداري، ومحطتا قطارات مستقبلية (المرحلة الثانية).

وقال المهندس أشرف رسلان، رئيس هيئة السكة الحديد، إن المرحلة الأولى للمشروع هي عبارة عن ورشة كاملة لصيانة الجرارات والعربات فى منطقة مثلث بشتيل بين منطقتى بولاق الدكرور وإمبابة، وبالتحديد فى المثلث الواقع بين مناطق ميت عقبة وأرض اللواء ومطار إمبابة، ويتم رؤيتها بشكل كامل من أعلى كوبرى المحور، وتعاقدنا مع شركة “النيل” العامة لإنشاء الطرق والكبارى فى 1 يناير 2019؛ لتنفيذ المشروع على مرحلتين: “ورشة وحوش أو محطة الركاب التبادلية”، بعد عامين من الآن، وبعد انتهاء العمل من الورشة، نقترح أن تكون المحطة الجديدة بديلة لمحطة مصر، على أن تكون مخصصة لانتهاء قطارات الوجه القبلى لتخفيف الأحمال عن محطة رمسيس والجيزة، ولاستيعاب 500 ألف مواطن مسافر بين القاهرة والوجه القبلى”.

وأضاف لـ”المصريون”: “المحطة ستكون مجاورة لخط السكة الحديد المباشر للقاهرة أسوان، وهى أرض ملك هيئة السكة الحديد، وسيتم استغلال الورشة فى حفظ صفقة الجرارات والعربات خلال أشهر، من أجل تخفيف الضغط عن ورش الشرابية الخاصة بالفرز والصيانة”.

وأشار إلى أن “المحطة ستكون ملاصقة للورشة مباشرةً بعد 5سنوات من الآن، لافتًا إلى أن المحطة الجديدة ستكون بعيدة عن محطة إمبابة الخاصة بمدن منطقة المناشى كالخطاطبة، وكفر داود، وقليوب.

وتابع: “المحطة الجديدة ستكون بجوار خط مترو الأنفاق الخط الثالث، الخاص بمنطقة إمبابة والكيت كات، وسيكون هناك خط ربط بينهما مثل منطقة شبرا الخيمة، فيها ربط بين مترو الأنفاق وبين محطة القطارات، على أن تكون محطة متكاملة حتى يستطيع الراكب النزول من القطار، ويتوجه إلى محطة مترو الخط الثالث، ومنها ينتقل إلى محطات المترو المختلفة بالقاهرة الكبرى”.

وأشار إلى أنه “تم عمل رسم كامل للمنطقة، وتم البدء فى المرحلة الأولى لإنشاء الورشة وشركة “النيل” عاينت الموقع، وستقوم باستلامه خلال أسابيع، تمهيدًا لبدء العمل فيه”.

ونفى رئيس هيئة السكة الحديد، إزالة عقارات سكنية بالمنطقة؛ لأن أرض الهيئة التى سيتم إنشاء المحطة عليها بعيدة تمامًا عن المنطقة السكنية والتجمعات بمثلث بشتيل، بل ومحاطة بأسوار خرسانية فصلتها عن الشوارع العمومية والعقارات السكنية، ولا توجد أى عقبات أمام البدء فى الإنشاء”.

وأوضح أنه “يوجد تنسيق كبير بين محافظتى الجيزة والقاهرة، وكذلك الأحياء المرتبطة بمشروع المحطة التبادلية؛ حيث تم استخراج التصاريح الإنشائية للهيئة للعمل بسرعة كبيرة للانتهاء من المشروع فى الموعد المحدد”.

واستكمل قائلًا: “وزارة النقل حددت ميزانية أولية لإنشاء الورشة 350 مليون جنيه، لكن المحطة حتى الآن لم يتم التعاقد عليها مع الشركة”.

وأعرب النائب محمد بدوى الدسوقى، عضو لجنة النقل بالبرلمان عن ترحيبه بالمشروع، قائلاً: “المحطة التبادلية ستفيد المواطنين، واللجنة تشجع وزارة النقل على تنفيذها”.

وأضاف أن “أعضاء المجلس يطالبون الوزارة دائمًا بالتوسع فى إنشاء المحطات؛ من أجل زيادة الخطوط وجلب مزيدٍ من العربات والجرارات الحديثة؛ لتحديث أسطول الهيئة؛ لأن شبكة السكة الحديد مسافتها 5400كيلومتر، ولم يتم التوسع فيها منذ إنشائها فى عهد الجمهورية العربية المتحدة، حيث كنا وفتئذٍ 25 مليون نسمة، بينما الآن نحن تجاوزنا 100 مليون نسمة”.

وتابع: “ضغوط الأحمال في الوقت الحالي تعطل صيانة العربات والجرارات فى مواعيدها، وبالتالى يتسبب ذلك في تعطلها، وتأخر المواطنين عن قضاء مصالحهم، لأن الهيئة تضطر لتشغيل العربات والجرارات بدون صيانة، وبسبب الضغوط تقع حوادث مؤسفة، ومن خلال إنشاء محطات جديدة سيتم رفع الضغط عن المحطات الموجودة الرئيسية، وعمل الصيانة على أعلى مستوى، ونستورد عربات جديدة لاستيعاب أعداد الركاب، وللحد من الحوادث والكوارث”.

وأوضح أن “تطوير السكة الحديد يحتاج إلى ميزانية لا تقل عن 250 مليار جنيه، ومن الممكن أن يتم ذلك على مدار خمس سنوات، من خلال تخصيص 50 مليارًا من ميزانية الدولة سنويًا، أو من خلال الحصول على تمويل أجنبى استثمارى، أو اكتتاب شعبى أو عن طريق قروض تتحملها الدولة، أو بمشاركة القطاع الخاص”.

وقال اللواء أحمد الخشب، عضو لجنة النقل بمجلس النواب، إن مشروع المحطة بمنطقة بشتيل سيقلل من الضغط عن محطة مصر برمسيس.

وأضاف لـ”المصريون”: “المشروع سيسهل عملية السفر للمواطنين وتخفيف الزحام الحالي، إلى جانب سهولة الأعمال الإدارية من حجز للتذاكر، والتخفيف من حدة الازدحام فى محطتى رمسيس والجيزة، وسيساعد ذلك على توفير الوقت بشكل كبير”.

أهالى بشتيل ومطار إمبابة

وبالتواصل مع الأهالى فى منطقتى بشتيل ومطار إمبابة؛ لمعرفة آرائهم حول إنشاء المحطة التبادلية بجوارهم، قال أحمد صالح، يعمل موظفًا، إن “المشروع ممتاز بالتأكيد، وسيفيد المواطنين خاصة من لهم أصول فى جنوب مصر ومحافظات الصعيد، فستسهل عليهم عملية السفر وحجز التذاكر، بدلًا مما ما يعانيه الركاب حاليًا فى محطة رمسيس، بسبب الازدحام الشديد؛ نتيجة الأعداد الهائلة من الركاب”.

ويقول “الحاج مسعد”، صاحب كشك بقالة بمطار إمبابة، إنه “على الرغم من أن المحطة ستكون مفيدة لركاب الصعيد، وتقرب المسافات كثيرًا، لكنها ستكون مصدر إزعاج شديد للأهالى القاطنين فى هذا المثلث الذى ستُنشأ عليه المحطة الجديدة، ومن ناحية أخرى ستكون مصدر رزق واسعًا لكل البائعين الأرزقية المتواجدين فى المنطقة”.

وأكد “محمد سليمان”، أن “الدولة تسعى لإحداث تطوير في قطاع السكك الحديدية، وقد لمست التجديد الفعلى فى محطة قطارات رمسيس فى تنظيمها، وتخصيصها أماكن محددة لحجز تذاكر القطارات، ودائمًا ما أتردد على المحطة للسفر من وإلى القاهرة، حيث إنني من الزقازيق”.

ويقول عاصم متولى، إن “المحطة الجديدة تهدف إلى استيعاب أعداد المسافرين، حيث الآلاف يترددون على محطة مصر برمسيس يوميًا، وهذا يتسبب فى تكدس شديد على الأرصفة وبالخارج فى الشوارع وداخل محطة مترو الأنفاق”.

وعلق قائلاً: “منطقة بشتيل ستدخل التاريخ بسبب هذه المحطة وستشتهر”.

وتقول “الحاجة مديحة”، صاحبة متجر ألبان فى منطقة بشتيل: “أصولى من محافظة أسوان ودائمًا ما أسافر إلى هناك لحضور المناسبات في أفراح أو عزاء، وللاطمئنان على أسرتى الكبيرة هناك، ولكن أعانى بشدة، نظرًا لأنني مريضة روماتيزم، من صعود السلم فى محطة رمسيس، بالتأكيد مع إنشاء المحطة الجديدة ستكون مريحة جدًا لنا ولأهالى إمبابة وكل مربع بشتيل والمهندسين”

وتابعت: “لكن لا نريد رفع أسعار التذاكر لأن الوضع غير مناسب، فأنا معتادة السفر وعانيت مرارًا من الارتفاعات المتكررة فى سعر التذاكر، وذلك على الرغم من أنى أركب المميز وليس المكيف وأركبه نادرًا”.

شاهد أيضاً

“الإمبراطور الأبيض”.. مقاتلة الجيل السادس الصينية المصممة للهيمنة على السماء والفضاء

تشهد المنافسة بين الصين والولايات المتحدة تصعيداً ملحوظاً في العديد من المجالات، من أبرزها التسابق …