أعلنت وزارة المياه والري والكهرباء الإثيوبية عن افتتاح سد «غيدابو» للري، الأسبوع المقبل، بتكلفة 1.1 مليار بر إثيوبي، بما يعادل 29 مليون دولار.
وقالت وزارة المياه الإثيوبية، إن السد تبلغ سعته التخزينية 62.5 مليون متر مكعب، ويقع بين ولايتي «جنوب إثيوبيا، وأوروميا»، ويغطي ري 13 ألفًا و425 هكتارًا من الأراضي الزراعية بشكلٍ كامل، حسب ما ذكرت وكالة الأنباء الإثيوبية «إينا».
وأضافت، أن السد سيستفيد منه أكثر من 10 ألاف مزارع إثيوبي، ويوفر 192 فرصة عمل للشباب، كما تم توفير 1072 وظيفة ما بين دائمة ومؤقتة خلال فترة إنشائه.
وتوقعت الوزارة، جذب استثمارات زراعية لتلك المنطقة عقب افتتاحه، مشيرة إلى أنه تم تمديد تاريخ الانتهاء من المشروع بسبب تغييرات فنية في تصميم السد.
ويبلغ ارتفاع سد «غيدابو» للري 25.8 متر، وطوله 335 متر، وفق وكالة الأنباء الإثيوبية «إينا».
إلى ذلك، قال خبراء ري مصريون، إن سد «غيدابو»، لن يؤثر على مصر بأي شكل من الأشكال، لا سيما أنه سد صغير للغاية، فضلًا عن كون سعته التخزينية تمثل ثلث كمية التصريف اليومي للسد العالي والبالغة 200 مليون متر مكعب.
الدكتور عباس شراقي، رئيس قسم الموارد الطبيعية بمعهد الدراسات الإفريقية بجامعة القاهرة، قال إن «إثيوبيا تمتلك عشرات السدود من هذا النوع، والسد الجديد لن يؤثر سلبًا على مصر بأي شكل من الأشكال، لا سيما أنه يقع على أحد الأحواض البعيدة عن نهر النيل».
وفي تصريح إلى «المصريون»، أوضح «شراقي»، أن «إثيوبيا لديها 12 حوضًا تقريبًا للأنهار، منها ثلاثة: النيل الأزرق والسوباط وعطبرة تقع على نهر النيل، بينما ولذلك فإن إقامة أي سد بعيد عن الأحواض الثلاثة لن يؤثر، على خلاف لو تم إنشاء سد على هؤلاء الثلاثة، ففي الغالب سيكون له تأثيره”.
أستاذ الموارد المائية، أشار إلى أن سعة السد البالغة 62.5 مليون متر مكعب تمثل ثلث التصريف اليومي للسد العالي والذي تبلغ 200 مليون متر مكعب، متابعًا: «السد العالي يصرف يوميًا 200 مليون متر مكعب، وبالتالي السعة الإجمالية لهذا السد لا شيء، فالسد العالي يصرفها في عدة ساعات».
واعتبر أن «هذا النوع من السدود هو الأنسب لإثيوبيا وكذلك هو الحل الأفضل للدول الجبلية التي لا يصلح فيها سد كبير مثل «سد النهضة، عن طريق إنشاء سد لكل محافظة أو يخدم مجموعة من القرى»، لافتًا إلى أن الهدف من السد هو زراعة نحو 33 ألف فدان،
من جهته، قال الدكتور حسام رضا، خبير الموارد المائية، إن «إثيوبيا صار لديها شره في بناء السدود، على الرغم من أنه من المفترض أن تنتبه أن ذلك ليس في صالحها، وأن سد النهضة إشارة لها لكي تتريث في بناء سدود جديدة».
وأضاف لـ«المصريون»، أن «مصر لن تتأثر على الإطلاق جراء تدشين السد الجديد، لأن سعته لا تمثل شيئًا، بعكس ما إذا كانت 62,5 مليار متر مكعب».
وتوقع أن «يكون ذلك السد بغرض توفير المياه لسكان المنطقة المقام فيها السد»، مشيرًا إلى أن تلك الكمية من المياه الصعب استخدامها في الري، ومن ثم فإن الراجح استخدامها للشرب.
خبير الموارد المائية قال إن «خطورة سد النهضة، تكمن في أنه لم يبن على نظام هندسي سليم، ولذلك فإن معدلات انهياره مرتفعه، وإذا أتمت إثيوبيا السد ونجحت في ذلك، فإن هناك مشكلات كثيرة ستواجهها، أي في النهاية لن يفلح»، على حد قوله.