صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية ماذا سيحدث للشرق الأوسط بعد الفوز للديمقراطيين بالكونجرس؟

تحت عنوان “كيف تتغير السياسة الأمريكية إذا فاز الديمقراطيون بمجلس النواب؟”، ذكرت صحيفة “هآرتس” العبرية، توقعاتها تجاه مستقبل الشرق الأوسط بعد فوز الديمقراطيين بالكونجرس، لافتة إلى أن الاحتمال الأكبر أنهم سيحاولون تشديد السياسة الأمريكية تجاه السعودية وروسيا وكوريا الشمالية.

وقالت مصادر بالكونجرس، إن الديمقراطيين بعد فوزهم بأغلبية الأصوات في مجلس النواب، سيحاولون تشديد السياسة الأمريكية تجاه السعودية وروسيا وكوريا الشمالية مع الحفاظ على الوضع الراهن في المناطق الساخنة مثل الصين وإيران.

وفي ليلة الثلاثاء، فاز الديمقراطيون بالأغلبية على مجلس النواب من الجمهوريين للمرة الأولى منذ عام 2011، وهذا يعني أنهم يستطيعون فرض سياساتهم الخاصة، وزيادة دورهم في كتابة التشريعات ما يمثل تحديًا كبيرًا للرئيس الجمهوري دونالد ترامب.

لكن بما أنهم يجب أن يعملوا مع مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون لتمرير أي مشاريع قوانين، فإن أكبر تأثير للأغلبية الديمقراطية سيكون الإشراف، والقدرة على استدعاء جلسات الاستماع، وإذا لزم الأمر، استدعاء الشهود، وهم يرأسون لجان مثل الشئون الخارجية، والخدمات المسلحة، والمخابرات.

ورصدت الصحيفة الإسرائيلية، أبرز التغييرات التي من الممكن أن تحدث على السياسة الخارجية الأمريكية في حالة فوز الديمقراطيين بمجلس النواب في الانتخابات المقبلة، بالنسبة لإسرائيل.

قال تشاك شومر، عضو مجلس الشيوخ عن ولاية نيويورك وزعيم الأقلية، لـ “جويش إنسايدر”: “الديمقراطيون في مجلس الشيوخ مؤيدون بشدة لإسرائيل وسوف يظلون على هذا النحو”. وكان شومر يرد على الانتقادات بأن موجة جديدة من الديمقراطيين المعادين لإسرائيل تستعد لدخول الكونجرس.

اضطرت إلهان عمر، التي ستكون واحدة من أول امرأتين أمريكيتين مسلمتين تدخلان الكونجرس في خريف هذا العام، إلى رفض الاتهامات بأن تغريدة عام 2012 التي تتهم إسرائيل “بأفعال شريرة” ترقى إلى معاداة السامية، ونددت مرارًا وتكرارًا بإسرائيل بسبب نظام الفصل العنصري.

بينما رشيدة طليب من ولاية ميتشيجان، وهي المرأة الأمريكية المسلمة الأخرى، خاضت صراعاً سياسيًا بسبب إسرائيل منذ فوزها في الانتخابات التمهيدية الديمقراطية في الكونجرس، وخسرت تليب تأييد منظمة “جي-ستريت” بسبب رفضها لحل الدولتين.

ومع ذلك، يبدو من غير المحتمل أن يتغير الكثير في العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، حيث كان الرئيس الأمريكي الديمقراطي باراك أوباما حليفًا قويًا لإسرائيل، وزاد من المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل خلال فترة وجوده في السلطة، وكان مسؤولًا عن الكثير من التمويل الذي ساعد في إنشاء الدرع الصاروخي للقبة الحديدية الإسرائيلية.

أما بالنسبة للسعودية

زاد الغضب المتصاعد من وفاة الصحفي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية بإسطنبول، من إحباط نواب الكونجرس من السعودية، بسبب موت مدنيين في الحرب في اليمن وحقوق الإنسان أيضًا.

ومن المتوقع أن يصوت مجلس نواب بقيادة الديمقراطيين على قانون يمنع صفقات السلاح للرياض، وسيجعل من الصعب على ترامب الفوز بموافقة الكونجرس على اتفاق للطاقة النووية مع المملكة، واتخاذ تدبير لوقف تزويد الولايات المتحدة لطائرات التحالف العربي بالوقود والدعم في حربه في اليمن، وفق قول الصحيفة .

وبشأن علاقة أمريكا المستقبلية مع روسيا

يخطط الديمقراطيون لإجراء تحقيقات تتعلق بروسيا، مثل التحقيق في العلاقات التجارية وتضارب المصالح بين ترامب وروسيا، ولكن من الناحية السياسية، فإن مجلسًا يقوده الحزب الديمقراطي سيضغط لمعاقبة روسيا على تدخلها في الانتخابات والأنشطة الأمريكية بما في ذلك عدوانها ضد أوكرانيا والتورط في الحرب الأهلية السورية.

ويقول إيلان جولدنبرج، مساعد سابق في الكونجرس ومسؤول حالي في وزارة الخارجية الأمريكية في مركز الأمن الأمريكي الجديد: “سيضطر ترامب لقبول سياسات ليس متحمسًا لها”.

وتعهد أعضاء الكونجرس أيضًا بالضغط واستخدام سلطة الاستدعاء عند الضرورة، للحصول على معلومات حول قمة ترامب الصيف الماضي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وكان البيت الأبيض أصدر بعض التفاصيل حول الاجتماع.

بينما بالنسبة للعلاقات مع كوريا الشمالية

يقول الديمقراطيون إنهم مصممون على الحصول على مزيد من المعلومات حول الاجتماعات التي يعقدها ترامب ووزير الخارجية مايك بومبيو مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون ، حيث يشعرون بالقلق من أن ترامب حريص على تقديم التنازلات، التي من شأنها أن تمنح “كيم” الكثير.

وعن إيران

كان الديمقراطيون غاضبين بسبب انسحاب ترامب من الاتفاق النووي مع إيران الذي توصلت إليه إدارة الرئيس الديمقراطي باراك أوباما في عام 2015. ولكن لا يوجد ما يمكنهم فعله لتغيير السياسة طالما ظل الرئيس في البيت الأبيض ينتمي للحزب الجمهوري.

ويشعر المشرعون أيضًا بالقلق من أن يصبحوا ودودين للغاية تجاه إيران، خاصة إذا أخذنا في الاعتبار عدائية الحكومة الإسرائيلية تجاه طهران، وفي الوقت الذي يعمل فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشكل متزايد مع الجمهوريين الأمريكيين، تبقى العلاقات القوية مع إسرائيل أولوية قصوى لكلا الطرفين الديمقراطيين والجمهوريين.

شاهد أيضاً

النمسا – حلول رقمية مبتكرة لتقليل انبعاثات قطاع التنقل

دشنت النمسا برنامجا جديدا للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة في مجال التنقل، يركز على تحقيق …