مدرسة خاصة لتعليم ذووي الاحتياجات الخاصة، تنتصب على بعد 100 كم تقريبا جنوب غربي القاهرة، فاتحة أبوابها للأمل والحياة.
أطفال صغار وفتيان وشبان وجدوا في المكان طريقهم نحو التعليم والتدريب على تلبية احتياجاتهم الخاصة، وتنمية مواهبهم أو صقلها.
والمدرسة دشنتها سيدة هولندية الجنسية برفقة زوجها المصري الذي أجبره عمله في تصدير الفخار وأجهزة التدفئة إلى الخارج، على الانتقال إلى قرية فانوس بمحافظة الفيوم على بعد 100 كم جنوب غربي القاهرة، والعيش هناك.
وإثر زواجه من هولندية، قرر يوسف وزوجته كارولينا، التي تعلمت العربية خلال إقامتها بمصر، استغلال دراستها للإعاقات الذهنية، فبدأت بتعليم الأطفال المعاقين طرق التعامل مع من حولهم.
وفي الواقع، فإن الحكاية برمتها تعود إلى عام 2004، حين اشترى الزوجان قطعة أرض، وشيّدا عليها مدرسة لذوي الإعاقات، قبل أن تمد السفارة الهولندية بالقاهرة يد العون لهما من خلال منحة مادية لتمويل التوسعة، وافتتاحها بصورتها الحالية بعد عامين من ذلك التاريخ، وفق حديث كارولينا وزوجها يوسف للأناضول.
وفي زاوية أحد فصول المدرسة، يجلس طفل ممسكا بلعبة “مكعبات” لتنمية القدرات، يساعده أحد المدرسين في تركيبها.
بينما تجلس فتاة صغيرة على منضدة، وعلى شفتيها ابتسامة لا تفارقهما، وكأنها تتحدى إعاقتها بمجموعة الألوان التي كانت تخط من خلالها رسوما فنية على صدر صفحة تعلوها شمس مشرقة.
يبدأ اليوم الدراسي في المدرسة من الثامنة صباحا ويتواصل حتى الواحدة ظهرا بالتوقيت المحلي، وتعمل بمناهج تعليم الرياضيات ، واللغات تقسم على ثلاث مراحل يوميًا يتخللها فصل للألعاب.
وحاليا، تضم المدرسة 45 طفلا من ذوي الاحتياجات الخاصة، بخلاف 20 على قائمة الانتظار، ويتم إدراج طفلين كل فترة نظرا للجهد الكبير الذي تتطلبه العناية بهذه الفئة من الأطفال.
أما المقابل، فرمزي لا يتعدى 800 جنيه (ما يعادل نحو 45 دولارًا تقريبًا) لكل طفل سنويًا.
وبخصوص طرق التعلم، يتم تدريب الأطفال وتعليمهم على مهارات التواصل، بجانب تدريبهم على تناول الطعام بطريقة سليمة، ومحاولة مساعدتهم على التواصل مع الآخرين.
كما يجري تعليمهم مهارات كيفية دخول دورات المياه، والتفريق بين الألوان والصفات وحفظ أشكال الأطعمة والفواكه والخضروات بجانب محاولات لتعديل السلوك.
وتقدم المدرسة الخاصة خدماتها للأطفال الذين تتراوح أعمارهم من 4 إلى 20 عامًا، وأغلب المتواجدين حاليًا أشقاء تعرضوا للإعاقة لأسباب عدة.
كما تسعى المدرسة إلى تعليم الفتيات كيفية الضيافة وطهي الأكلات وتحضير الأطباق البسيطة مثل السلطات والبطاطس، وإعداد مشروب الشاي وكيفية شراء الخضروات بمفردهن.
فيما تقدم المدرسة وسائل تعليم للأولاد تساعدهم على كيفية الربح من خلال مشاريع بسيطة، مثل تربية الدواجن وبيع البيض والعمل في صناعة الفخار التي تشتهر بها محافظة الفيوم.
ونظرا لجودة التعليم والتدريب الذي تقدمه المدرسة، أصبحت طالبات من خريجاتها مساعدات للمدرسين فيها، كما يعمل أحد الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة في تقديم المشروبات للمدرسين، بخلاف عمل آخرين برفقة أقارب لهم بعدة مهن أخرى.
وتسعى المدرسة، إلى أن يكون الطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة “ضيفا خفيفا” على بيته، خاصة إذا ما كان فاقدًا لأحد والديه، وفق كارولين ويوسف.