ثمة اعتقاد شائع أنها عادات غير صحية، لكن العلم وجد أنها صحية. هذه 11 عادة نتجنبها، غير أنها مفيدة
إذا كنت من محبّي القيلولة أو من الأشخاص الذين لا يلتزمون بتمارين رياضيّة ساعتين في اليوم، أو إذا كنت تستمتع بتناول الأطعمة الدسمة، فثمّة دراسات تدعم خياراتك. إذًا، ليس من العار بين الحين والحين أن تأخذ قيلولة ممتعة على أريكتك بدلًا من أن تقصد الصالة الرياضية.
وحتى لا نزيد من مستوى الإحساس بالذنب الجماعيّ لدينا، لنلق نظرةً على موقف البحوث والدراسات حيال مجموعة من العادات التي يُزعم أنّها غير صحيّة، من تناول مشروبات الطاقة إلى الاستمتاع بتناول عجّة على وجبة الفطور. إليك ما يجب معرفته قبل أن تلوم نفسك.
عدم تناول وجبة الإفطار
خلافًا لكل المعلومات السابقة، وجبة الإفطار ليست إلزامية. فقد شاع اعتقاد أن عدم تناول الوجبة الأولى في اليوم يؤدّي إلى زيادة الوزن، غير أن دراسات متعددة أشارت أخيرًا إلى أن العكس صحيح، وأنّ الصوم، أو تجنّب تناول وجبات من حين إلى آخر يساعد بعض الناس على خسارة الوزن.
تُعرف هذه الخطط الغذائيّة بالصوم المتقطّع، أشهرها الامتناع عن تناول الطعام 16 ساعة ثمّ تناول الطعام ثماني ساعات. خلصت دراسات مهمة إلى أن الصوم المتقطّع طريقة موثوق فيها لخسارة الوزن بقدر الأنظمة الغذائيّة التقليديّة.
وفقًا لتجارب أُجريت على الحيوانات، تبيّن أنّ هذا الصوم قد يقلّص أيضًا فرص الإصابة ببعض أنواع مرض السرطان، وقد يطيل الحياة. لكن ينبغي اختبار هذه التجارب على البشر أيضًا.
احتساء القهوة
أصدر أحد قضاة ولاية كاليفورنيا حكمًا يقضي بأنّ على ستاربكس والمتاجر الأخرى التي تبيع القهوة وضع تحذيرات مرتبطة بمرض السرطان على منتجاتها.
على الرغم من هذا الإعلان المخيف، يشير بعض البحوث العلميّة إلى أن احتساء القهوة بانتظام يخفّض من مخاطر الإصابة بالسرطان، وله فوائد صحيّة أخرى مثل الوقاية من مرض السكّري وتعزيز صحّة القلب.
مع ذلك، يوصي الأطبّاء بالاكتفاء باحتساء ما يصل إلى 400 ملغ في اليوم، أو ما يعادل 3 إلى 4 أكواب من القهوة المقطّرة.
تناول البيض
تمّ التشهير بالبيض سنوات متعددة، وهو منتج حيواني يحتوي على كميّة عالية من الكوليسترول والدهون والبروتين وعدّة فيتامينات ومعادن أساسيّة. لكن تبيّن أنّه من المأكولات الصحيّة جدًّا. من غير الضروري التخلّص من صفار البيض للتخفيف من السعرات الحراريّة والدهون والكوليسترول. فالبيضة الكاملة غنيّة بالفيتامينات والمعادن الأساسيّة، مثل الفيتامين ب 12 والفوسفور، التي لا يمكن إيجادها في أطعمة كثيرة. كما أنّها غنيّة بالبروتينات المغذيّة للعضلات والدهون التي تساعد على الإحساس بالشبع، وبالتالي من غير المتوقّع الإفراط في تناولها.
الانغماس في الأطعمة الغنيّة بالدهون
في أواخر القرن الماضي، حاول الملايين من الأميركيّين خسارة الوزن، فلجأوا إلى نظام غذائيّ منخفض الدهون يحتوي على كميّة عالية من النشويّات. واستبدلوا المنتجات “الخالية من الدهون” بالمنتجات “العاديّة” وكبحوا استمتاعهم بالأطعمة الغنيّة والدسمة، لكن لم يفلحوا في الوصول إلى مبتغاهم.
ثم أجريت تجربة في ثماني سنوات على حوالى 50,000 امرأة، حيث اتّبع نصفهنّ تقريبًا نظامًا غذائيًا منخفض الدهون. فتبيّن أن ذلك لم يقلّل من خطر إصابتهنّ بسرطان الثدي أو سرطان القولون والمستقيم أو أمراض القلب. كما لم يفقدن الكثير من الوزن هذا إن فقدن أيًّا منه. وتظهر التوصيات الجديدة بأنّ التناول المعتدل للدهون الصحيّة، كتلك التي تأتي من المكسّرات والسمك والأفوكادو، مفيد جدًا.
استخدام وسائل التواصل الاجتماعيّ
تمّ تصوير الاستخدام المتكرّر لوسائل التواصل الاجتماعيّ على أنّه مضرّ بالصحّة. لكن تبيّن أن هذه الفكرة لا ترتكز إلى معايير سليمة، حيث تشير الأغلبية العظمى من الأدلّة إلى أن هواتفنا الذكيّة ليست مضرّة بالإجمال، في بعض الحالات قد تكون نافعة.
في العام الماضي، في دراسة نشرتها مجلّة العلوم النفسيّة عن آثار الوقت الذي يتمّ إمضاؤه أمام الشاشة، تناولت أكثر من 120,000 مراهق بريطانيّ، وجد الباحثون أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعيّ لم يكن مضرًّا لدى الأغلبية العظمى من المراهقين. في الواقع، كان مفيدًا في بعض الأحيان في أمور مثل الشعور بالاتصال بشكل أكبر والحصول على الدعم النفسيّ من الأقران.
في هذا السياق، كتب الباحثون في المقالة “أشارت الأدلّة إلى أن استخدام التكنولوجيا الرقميّة باعتدال ليس أمرًا مضرًا في جوهره، ويمكن أن يكون مفيدًا في عالم مترابط”.
احتساء مشروب الطاقة
ليس مشروب رد بول (على الأقلّ النوع الخالي من السكّر منه) مضرًا بالكامل. فإضافة إلى أنّه لا يحتوي على السكر، وليس فيه إلاّ 10 سعرات حراريّة، فهو أيضًا لا يتألّف سوى من 80 ملغ من الكافيين، أي ما يعادل تقريبًا ثلث كميّة الكافيين الموجودة في كوب كبير من القهوة المقطّرة من ستاربكس.
أمأ بالنسبة إلى مكوّناته الأخرى، ولا سيما الفيتامين ب والتورين، فقد وجدت الدراسات العلميّة بأنّها آمنة.
شغيل نظام إرسال التنبيهات
في أحد المؤتمرات التي أجرتها غوغل، كشفت الشركة عن مجموعة من المزايا الموجّهة نحو الحدّ ممّا يُسمّى بـ”الإدمان على التكنولوجيا”. ومن بين هذه المزايا ميزة لحجب التنبيهات التي تسبّب القلق لدى الكثيرين وتحدّ من إنتاجيّتهم.
لكن، عندما حاول الباحثون حلّ مشكلة القلق عبر خفت صوت التنبيهات بالكامل (كما فعلوا في دراسة أخيرة)، أدّى ذلك إلى شعور الناس بقلق أكبر.
الحلّ الأفضل كان بإرسال التنبيهات في مجموعات، بدلًا من وصولها في الزمن الحقيقي، حيث شعر الناس بنسبة إجهاد أقلّ وكانوا أكثر سعادة من الأشخاص الذين وصلت إليهم التنبيهات بشكل اعتيادي أو لم تصل إليهم على الإطلاق.
التخلّي عن ممارسة التمارين الرياضيّة وقتًا طويلًا
لست بحاجة إلى التعرّق ساعات في الصالة الرياضيّة كي تحافظ على رشاقتك. تشير الدراسات إلى أن التمارين الرياضيّة المختصرة ذات الجهد العالي مثل التمارين الرياضيّة مدّة 7 دقائق قد تكون أكثر إفادة من أجل تنمية العضلات وحماية القلب من بعض الأشكال الأخرى من التمارين الرياضيّة. تُعرف هذه الأنواع من التمارين الرياضيّة بالتدريبات المتقطّعة ذات الكثافة العالية HIIT.
أشار كريس جوردان، عالم الوظائف الفيزيائيّة في التمارين الرياضيّة الذي أنشأ تمارين جونسون أند جونسون الرياضيّة الرسميّة لسبع دقائق، إلى أنّه يمكن للتدريبات المتقطّعة العالية الكثافة أن تؤمّن الفوائد نفسها (أو حتى فوائد أكثر) في وقت أقل، مقارنة مع التدريبات الرياضيّة التقليديّة التي تدوم وقتًا أطول وذات الكثافة المتوسطة.
تناول الغلوتين
إذا كنت قد تناولت يومًا شريحة من البيتزا الطريّة أو استمتعت بكعكة بيغل مطاطيّة كوجبة خفيفة، فالفضل في ذلك يعود إلى الغلوتين: فهذه المادّة تعطي العجينة تركيبتها المرنة. لا يعتبر الغلوتين غير صحيّ إلاّ إذا كنت تعاني من حالة صحيّة نادرة تُسمّى بمرض الاضطرابات الهضمية.
بعض الأشخاص إلى أن معدّلات مرض الاضطرابات الهضمية قد تكون في تزايد، غير أن دراسة أخيرة نشرتها مجلّة الرابطة الطبيّة الأميركيّة وجدت بيانات تدحض هذه الفكرة تمامًا. أمّا بالنسبة إلى الذين يقولون إنّهم لا يعانون من مرض الاضطرابات الهضمية لكنّهم حسّاسون تجاه الغلوتين، فقد أشارت دراسة صغيرة صادرة عن جامعة موناش في عام 2013 إلى أن هذا الأمر قد لا يكون صحيحًا، إذ تبيّن أن التفاعلات الهضميّة للمشاركين في الدراسة لم يكن لها أيّ علاقة بتناولهم لمادّة الغلوتين.
بدلًا من ذلك، فإنّ شعور النفخة والانزعاج الذي يختبره الكثير من الناس بعد أكل الغلوتين، والاختفاء الفجائي لتلك العوارض بعد التوقّف عن تناول هذه المادّة، قد يكون متعلّقًا بالتوقّف عن تناول المأكولات غير الصحيّة والمجهّزة والمصنّعة مسبقًا ويصادف أن الكثير منها يحتوي على الغلوتين.
أخذ قيلولة
ليس بالضرورة أن يكون الأشخاص الذين يأخذون قيلولة كسولين. تشير بعض الدراسات إلى أن هذه العادة قد ترتبط في الواقع بفوائد صحيّة كبيرة، لاسيّما إذا كان المرء محرومًا من النوم.
في دراسة صغيرة نُشرت في مجلّة العقل والسلوك والمناعة (Brain, Behavior and Immunity) قارن فيها الباحثون بين تأثيرات قيلولة مدّة 30 دقيقة وتأثيرات 10 ساعات من النوم لدى الأشخاص الذين كانوا محرومين من النوم بشكل متعمّد، وجدوا أن فترتي الاستراحة ساعدتا في إعادة المؤشّرات الحيويّة المرتبطة بالمناعة (التي كانت قد انخفضت بعد انعدام النوم) إلى معدّلاتها الطبيعيّة.
يقول روبرت ستيكغولد، الباحث في الأمور المرتبطة بالنوم في جامعة هارفرد، إن القيلولة قد تساعد بعض الأشخاص على حلّ المشكلات عند تضاؤل طاقتهم وتركيزهم.