فادي موصللي – لأجئ سوري يروي تجربته بالحصول على الجنسية الألمانية

يُعتبر  الحصول على الجنسية الألمانية مفتاحاً لكثير من الأبواب أمام  آلاف اللاجئين السوريين الذين وصلوا  إلى ألمانيا. وتتيح لهم الجنسية الكثير من الفرص في العمل وحرية التحرك والتنقل، والسفر إلى 165 دولة، دون حاجة للحصول على فيزا، بموجب جواز السفر الألماني الذي يحتل المرتبة الثانية عالمياً.

 لكن هذه الغاية تصطدم بالشروط الكثيرة، التي يجب على المتقدم لنيل الجنسية الإيفاء بها. فكيف تبدأ رحلة الحصول على الجنسية الألمانية؟

للإجابة على هذا السؤال والخوض في تفاصيل تلك الرحلة من ألفها إلى يائها، أجرى “مراسل شبكة رمضان الإخبارية” حواراً مع  الناشط السوري، فادي موصللي، الذي حصل على الجنسية الألمانية مؤخراً، وبعد ست سنوات من لجوءه إلى ألمانيا. 

موصللي الذي ينحدر من حي الشاغور الدمشقي، بدأ حديثه لـ “اقتصاد” قائلاً: “لجأت إلى ألمانيا واكتسبت صفة لاجئ أواخر عام 2012، وحصلت على إقامة لمدة ثلاث سنوات في مقاطعة شمال الراين، وبدأت بتعلم اللغة الألمانية في المنزل قبل التحاقي   بدورة الاندماج التي تركز على تعلم الألمانية والحصول على مستوى B1، وهو الحد الأدنى المطلوب للاندماج في المجتمع  ودخول سوق العمل في ألمانيا”.

يتابع موصللي: “كما شاركت في عدد من الأعمال التطوعية مع عدد من المنظمات والجمعيات التي تعنى بمساعدة اللاجئين من النواحي القانونية والإجتماعية كالصليب الأحمر والكاريتاس، الأمر الذي مكنني من الإطلاع على كافة القوانين والقرارات  المتعلقة باللجوء وتطوراتها، وتكريس وقتي كاملاً لمساعدة اللاجئين السوريين والعراقيين من خلال تقديم المعلومات القانونية الصحيحة لهم عبر صفحتي الشخصية في فيسبوك، أو من خلال مرافقة العديد من اللاجئين إلى محاكم اللجوء ومكاتب المحامين ودوائر الهجرة ومساعدتهم في الترجمة وشرح القوانين الألمانية لهم”.  

يستطرد موصللي: “بانضمامي لصفوف الحزب الاشتراكي SPD قبل عام، أصبح لدي مساحة أكثر للتحرك والحديث عن مشاكل اللاجئين السوريين والعراقيين في ألمانيا وعرضها على زعماء الأحزاب والسياسيين ومناقشتها في بعض المؤتمرات السياسية التي تمكنت من حضورها، وخصوصاً مشكلة لم الشمل لأصحاب الحماية الفرعية الثانوية وما دار حولها من سجالات سياسية وحزبية في ألمانيا في الفترة الأخيرة”.

“أما بالنسبة لحصولي على الجنسية الألمانية”، تابع  موصللي قائلاً: “بعد انتهاء إقامة اللجوء التي كنت أحملها حصلت على الإقامة الدائمة أو المفتوحة بعد استيفاء الشروط اللازمة لها حينها، وهي وجود عقد عمل يؤمن مصدر للعيش ومستوى B1 للغة الألمانية، مع العلم أن تلك الشروط أصبحت أصعب حالياً من ناحية العمل أو الدراسة الجامعية ومستوى اللغة، إلا أنها ليست مستحيلة أمام إرادة وتصميم اللاجئين السوريين الذين أثبتوا كفاءتهم في كافة مجالات الحياة  في ألمانيا”.

“وبحصولي على الإقامة الدائمة تقدمت بطلب للحصول على الجنسية الألمانية في نهاية شهر آذار من هذا العام، وكان لي ما أردت حيث حصلت عليها في شهر حزيران، وذلك بعد استيفائي كافة الشروط الأخرى مثل وجود عقد عمل ومصدر للدخل ومعرفة كافية في اللغة الألمانية إضافة إلى اختبار التجنيس بنجاح، وعدم إدانة المتقدم بالطلب، بارتكاب أي جريمة، والاعتراف بالنظام الأساسي الديموقراطي الحر للدستور الألماني”. 

ودعا موصللي اللاجئين من خلال تجربته وخصوصاً، القدامى، وأصحاب الحماية الثانوية منهم، إلى عدم اليأس وفقدان الأمل والابتعاد عن الإشاعات المتداولة حول إعادة اللاجئين السوريين وترحيلهم إلى بلدهم أو ما يصدر من قرارات حكومية أكثر شدة وصرامة في التعامل مع اللاجئين، لما لها من أثر نفسي سلبي في حياتهم اليومية، وتحد من قدرتهم على العمل ومتابعة دراسة اللغة والاندماج في المجتمع.

وختم موصللي الذي مايزال يتمتع بالجنسية السورية بالرغم من اكتسابه الجنسية الألمانية بموجب القانون، أنه سيبقى متمسكاً بأصوله السورية الدمشقية ومستمراً بمساعدة أبناء بلده وغيرهم من اللاجئين وتقديم المعلومات القانونية من خلال صفحات التواصل الاجتماعي وطرح مشاكلهم في المؤتمرات والاجتماعات وأمام وسائل الإعلام  الألمانية.

شروط الحصول على الجنسية الألمانية

يُذكر أن القانون الألماني وبحسب ما ورد في موقع المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين، يفرض عدة شروط لاكتساب الجنسية الألمانية أبرزها هي: 

“يحق لك الحصول على الجنسية إذا تم استيفاء الشروط التالية:

1- حق الإقامة غير المحدود في وقت التجنس، أو البطاقة الزرقاء للاتحاد الأوروبي أو تصريح الإقامة المؤقت الذي قد يخدم غرض الإقامة الدائمة.
2- اجتياز اختبار التجنيس (معرفة النظام القانوني والاجتماعي وكذلك ظروف المعيشة في ألمانيا).
3- إقامة عادية وقانونية في ألمانيا لمدة ثماني سنوات (يمكن تقصير هذه الفترة إلى سبع سنوات بعد إكمال دورة التكامل بنجاح، وحتى ست سنوات لخدمات التكامل الخاصة).
4- العيش المستقل (بما في ذلك أفراد الأسرة المعالين) دون مساعدة اجتماعية واستحقاقات البطالة.
5- معرفة كافية باللغة الألمانية.
6- عدم الإدانة بارتكاب جريمة.
7- الالتزام بالدستور الديمقراطي الليبرالي للقانون الأساسي لجمهورية ألمانيا الاتحادية.
8-  من حيث المبدأ، فقدان أو التخلي عن المواطنة القديمة (هناك استثناءات على ذلك لبعض الدول). 

فادي موصللي مع رئيسة حزب الخضر بألمانيا

وفي حال لم يتم استيفاء أحد هذه الشروط، فلا يحق للمتقدم الحصول على الجنسية. ومع ذلك، فإن ما يسمى بالمواطنة التقديرية ممكنة. بمعنى أن سلطة التجنيس يمكن أن توافق على التجنيس إذا كان هناك مصلحة عامة في التجنيس ويتم استيفاء بعض المتطلبات الدنيا.

تجنيس الأطفال  

بالإضافة إلى جنسية الوالدين، يكتسب طفل أحد الوالدين الأجانب الجنسية الألمانية عند ولادته في ألمانيا إذا كان أحد الوالدين يعيش بصورة قانونية في ألمانيا، لمدة ثماني سنوات ولديه حق دائم في الإقامة. لكن بعد بلوغ الطفل سن 21  عاماً، عليه  أن يختار بين الجنسية الألمانية والأجنبية (التزام الخيار)، إلا إذا نشأ في ألمانيا أو كان يحمل جنسية دولة أخرى من دول الاتحاد الأوروبي فقط أو سويسرا إلى جانب الدولة الألمانية.

شاهد أيضاً

“الإمبراطور الأبيض”.. مقاتلة الجيل السادس الصينية المصممة للهيمنة على السماء والفضاء

تشهد المنافسة بين الصين والولايات المتحدة تصعيداً ملحوظاً في العديد من المجالات، من أبرزها التسابق …