نشرت الصحف النمساوية الصادرة اليوم الأربعاء الموافق 21 من نوفمبر 2018 ، عن نية الحكومة النمساوية، فرض حظر الحجاب للبنات في رياض الأطفال والمدارس الإبتدائية.
وقال وزير التربية هاينز فاسمان، إن مسودة القانون ستكون جاهزة مع حلول الصيف، مضيفًا أن هذه الخطوة ستكون رمزية بغضّ النظر عن التلميذات اللواتي سيتأثرن بهذا القانون مع غرامة 440 يورو غرامة لكل طفلة تخالف القانون، حسبما نشرت صحيفة النمسا اليوم
وروّج لفكرة الحظر نهاية الأسبوع الماضي نائب المستشار النمساوي هاينز- كريستيان شتراخه، من حزب الحرية اليميني ، الذي قال إن الفتيات «تحت سن العاشرة يجب حمايتهن ليكون بمقدورهن الاندماج والتطور بحرية».
وأبدى المستشار سيباستيان كورتز، من حزب الشعب يمين الوسط دعمه للفكرة، وقال لإذاعة محلية: «نريد أن تحظى كل الفتيات في النمسا بفرص متساوية»، مشيرًا إلى أنه يريد تجنب نمو مجتمعات متوازية.
وأفادت جريدة «النمسا اليوم» أن لا وزير التربية ولا خبراء متعددين كانوا قادرين على تقديم عدد محدد للفتيات اللواتي يرتدين الحجاب في الرياض والمدارس الإبتدائية عندما سألتهم عن ذلك.
وكان النقاش حول مسألتي الهجرة والهوية محوريًا في الحملات الانتخابية خلال انتخابات العام الماضي في النمسا التي أدت إلى فوز كورتز بالمستشارية بعد أن وافق على الدخول في إئتلاف مع حزب الحرية اليميني .
كما أعرب مسلمو النمسا وعدد عدد من الجمعيات المدنية، عن استيائهم من مقترح حظر الحجاب في المدارس الابتدائية ورياض الأطفال، بالرغم من ندرة الأطفال الذين يحملون الحجاب فى هذا السن ، معتبرين أن حظر الحجاب ضمن النظام التعليمي، يخالف حقوق الإنسان الأساسية وفي مقدمتها حرية الدين.
ووقد صرح إبراهيم أولغون، رئيس الهيئة الإسلامية، التابعة لرئاسة الوزراء النمساوية فى تصريح خص به شبكة رمضان الإخبارية ، إن القانون المقترح غير مقبول إطلاقا، مؤكدا أن المسلمين في النمسا باتوا يشعرون بالقلق إزاء حريتهم الدينية.
وأكد أولغون أنه “لا يمكن لأحد استخدام أطفالنا كأدوات لسياساته”، مضيفا “مثلما لا يتم استخدام القبعة اليهودية، أو الصلبان المسيحية، كأدوات سياسية، يجب ألا يتم استخدام الحجاب أيضا”.
وقال الأمين العام لاتحاد مسلمي فيينا، هارون إرجياس، “من الصعب فهم محاولات إقرار حظر الحجاب تحت بند تأمين المساواة والحرية”.
ولفت إرجياس إلى أن حكومة التحالف اليميني التي تشكلت قبل نحو 100 يوم، تعرضت لانتقادات كثيرة عقب سياساتها الخاطئة، خاصة بشأن قرار تعديل الضرائب، وأنها تسعى من خلال مقترح حظر الحجاب التقليل من حدة تلك الانتقادات.
وأشار إلى أن رئيس الوزراء ونائبه، امتنعا عن الإجابة على سؤال حول أعداد الطالبات المحجبات في المدارس الابتدائية ورياض الأطفال، لافتا إلى أنهما يهدفان إلى إثارة قضايا غير موجودة للتغطية على المشاكل الحقيقية بالبلاد.
وأفادت سونيا الزعفراني، رئيسة منظمة المساواة ومكافحة التمييز بالتعليم، أن الحجاب لا يشكل عقبة أمام اندماج الطالبات بنظام التعليم، مشددة على أن مقترح حظر الحجاب يتعارض مع الدستور النمساوي.
وكشفت الزعفراني أن الحكومة تدّعي باستمرار أن الفتيات يُجبرن على ارتداء الحجاب، مؤكدة على أن هذه الادّعاءات ليست مبنية على دراسات وإحصائيات واضحة، إنما بناء على وجهات نظر أشخاص لديهم أحكام مسبقة تجاه الحجاب.
شاهد أيضاً
“الإمبراطور الأبيض”.. مقاتلة الجيل السادس الصينية المصممة للهيمنة على السماء والفضاء
تشهد المنافسة بين الصين والولايات المتحدة تصعيداً ملحوظاً في العديد من المجالات، من أبرزها التسابق …