بالصور والفيديو النمسا تحتفل بعيدها الوطني 63 وسط مخاوف من الهجرة والانقسام الاوروبي
أحتفلت النمسا اليوم الجمعة الموافق 26 من أكتوبر بمرور 63 عاماّ على توقيع ” معاهدة الدولة ” فى قصر البلفيدير بوسط فيينا، التي وافقت بموجبها الدول الاربع الحليفة التي هزمت المانيا النازية أبان الحرب العالمية الثانية على أن تستعيد النمسا سيادتها كاملة على أراضيها ، واعلان حيادها الذي اصبح عيدا وطنيا تحتفل به كل عام.
والمعروف أن الدستور النمساوى يحتوى على مواد دستورية بتبني النمسا لمبدا الحياد الكامل والدائم
وفي مثل هذه اليوم من كل عام تشهد النمسا العديد من الاحتفالات والفعاليات التي تستغلها الاحزاب والتجمعات المختلفة للتعبير عن مواقفها
ويكتسب الاحتفال بهذه المناسبة هذا العام أهمية خاصة مع مرور ذكرى مئة عام على اعلان الجمهورية الاولى في عام 2018 في وقت يبدي فيه السياسيون قلقا ومخاوف من احتمالات تجدد تدفق موجات المهاجرين بسبب عدم اتفاق القادة الأوروبيين على سياسة موحدة لحماية حدود أوروبا الخارجية
ركز حزب الأحرار اليميني فى كلمتة بهذة المناسبة ، بقيادة كرستيان إشتراخة المشارك في الحكومة عبر وزارة الداخلية على مواصلة نهجه المتشدد وعزمه على غلق الحدود والتضيق على اللاجئين والتركيز على حصر الخدمات الحكومية بالمواطنين النمساويين فقط.
في المقابل تميل احزاب المعارضة وفي مقدمها الحزب الاشتراكي الديمقراطى وحزب ” NEOS” وقائمة بيلتز المعروف بمواقفه الإنسانية على ضرورة تعزيز الوحدة الوطنية والوقوف ضد سياسة الحكومة التي يصفونها بأنها تؤدي الى احداث شرخ داخل المجتمع بسبب التفريق بين النمساويين وباقي المقيمين الأجانب.
ووكعدة كل عام يفتح البرلمان والقصر الجمهورى والوزارات الابواب امام المواطنين في ما يعرف ب “يوم الباب المفتوح” حيث يستقبل كبار المسؤولين ابتداء من رئيس النمسا فان دير بيلين الى المستشار المحافظ سيباستيان كورتس والوزراء المواطنين كل في مكتبه.
يشار إلى أن معاهدة الدولة منحت النمسا استقلالها حيث قام بتوقيعها في قصر البلفيدير التاريخي في قلب العاصمة فيينا في الـ 15 من شهر مايو عام 1955 وزراء خارجية الدول الحليفة الأربع وهي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والاتحاد السوفييتي انذاك علاوة على وزير خارجية النمسا ليوبولد فيجل ( حزب الشعب) الفائز فى الأنتخابات الأخيرة ، الذي اعلن من شرفة قصر البلفيدير أمام عشرات الالاف من النمساويين كلمته الشهيرة التي مازالت تتردد على كل لسان ” النمسا أصبحت حرة”
يذكر ان قوات الحلفاء احتلت النمسا عام 1945 بعد دحر قوات المانيا النازية التي جعلت من النمسا احدى جبهاتها الرئيسة بعد أن ضمها هتلر الى الرايخ الالماني الثالث في عام 1938 بحجة أنها جزء من المانيا أعيد الحاقه بالوطن الام .
واثنى الرئيس النمساوي ألكسندر فان دير بللن فى كلمتة للشعب النمساوى بهذة المناسبة على تاريخ النمسا والتسامح والإخاء بين جميع طوائف المجتمع النمساوى والنظر إلى أحتياجات الغير والتركيز على قبول الأخر مهما كان لونة أو وضعة الإجتماعى
ويقيم الجيش النمساوي استعراضا عسكريا في ساحة الابطال وسط العاصمة على بعد امتار من قصر الرئاسة ومبنى رئاسة الوزراء بهدف تسليط الضوء على الخدمات التي يضطلع بها الجيش في فترات الحرب والكوارث والسلم.
ويستعرض الجيش النمساوي بهذه المناسبة كذلك مختلف المهمات التي يقوم بها في داخل البلاد مثل المشاركة في عمليات حماية البيئة وفي الخارج بخاصة تلك المتعلقة بالمشاركة في عمليات حفظ السلام وفي العمليات الانسانية اثناء الكوارث الطبيعية وغيرها.
وعلى النطاق السياسي الرسمي سيقوم رئيس النمسا بوضع اكليل من الزهور على أرواح أبطال النمسا الذين سقطوا في الحربين العالميتين الأولى والثانية ثم يلقي كلمة متلفزة في النشرة المسائية الرئيسية موجهة الى الامة يتعرض فيها لأهم المواضيع القائمة على الصعيدين الداخلي والخارجي.
واثبتت النمسا التي مضى على عضويتها في الاتحاد الاوروبي اكثر من 23 عاما جدارتها وفعالية دورها في التكتل الاوروبي الذي ترأسه للمرة الثالثة آخرها اثناء النصف الثاني من العام الحالي.