بالصور والفيديو الماجستير في الـ19 والدكتوراه في الـ22 قصة عبقري الرياضيات المصري الذي أبهر الفرنسيين

7 سنوات كانت كفيلة بتغيير حياة عمر عثمان السيد ، بعد أن لعب القدر دوره واستطاع السفر إلى فرنسا، ليكمل دراسته هناك، حصل عمر على الماجستير عند سن 19 عاماً، ثم الدكتوراه في عمر 22 عاماً. ورغم أن القوانين في مصر وقفت حاجزاً بينه وبين تحقيق حلمه، لكن عمر لم ييأس واستطاع كسر حاجز هذه القوانين، وحصل على الدكتوراه من فرنسا.

وقد علق الدكتور هاني الحسيني، أستاذ الرياضيات بكلية العلوم جامعة القاهرة، الذي كان ضمن مَنْ تبنوا موهبة عمر، على صفحته بفيسبوك، قائلاً:  «عمر عثمان السيد 22 عاماً حصل بالأمس على درجة الدكتوراه في الرياضيات من جامعة «باريس ديدرو». لجنة المناقشة كانت فيها 7 من كبار أساتذة الرياضيات منهم واحد حاصل على ميدالية فيلدز».

وذكر الحسيني أنه «للأسف عمر لم يحصل في مصر إلا على الشهادة الإعدادية، وبالتالي لن يُذكر في سيرته الذاتية، أي تعليم حصل عليه في مصر».

عبقري الرياضيات المصري مع أسرته / شبكات اجتماعية

ولنتعرف أكثر على هذا عبقري الرياضيات المصري هذا، كان حوار مع والده؛ نظراً لانشغال عمر في الوقت الحالي، فلنقترب أكثر نبوغه وتفوقه، حتى تمكنه من الحصول على الدكتوراه.

كيف كانت البداية؟

يسرد الوالد عثمان السيد في حواره قصة تفوُّق عمر، قائلاً: «ظهر نبوغ عمر في الصف الخامس الابتدائي، وكان مشهوراً بين أصدقائه بتفوقه في مادة الرياضيات».

وأضاف أنه بعد التحاق عمر بالصف الأول الإعدادي «أرسلت لي المدرسة دعوةً لحضور ندوة، وهناك فوجئت بعمر يُلقي محاضرة، وسط انبهار أساتذة المدرسة، وبعض من موجهي مادة الرياضيات»، وأشار إلى أنهم «اقترحوا عليّ الذهاب بعمر إلى الجامعة الألمانية لاستكمال دراسته بها؛ لأن مستواه هو مستوى طالب جامعي، وليس طالب إعدادي».

من طالب في الصف الأول الإعدادي إلى الجامعة.. كيف كانت الرحلة؟

يقصّ والد عمر أنه على الفور ذهب للجامعة الألمانية، وهناك قدم طلباً بها، ومن ثم اتصل به دكتور وفيق لطف الله، أستاذ مساعد الرياضيات بالجامعة، «الذي أخبره بأنه شاهد فيديو لعمر أثناء إلقاء المحاضرة وهو في الصف الأول الإعدادي، كما سبق وذكر والده، وطلب مقابلة عمر».

يستمر والد عمر في سرد القصة قائلاً: «هناك أجرى له امتحاناً خاصاً بطلبة الفرقة الأولى بكلية الهندسة، واجتازه عمر بنجاح، ليقرر بعدها دكتور وفيق السماح له بحضور المحاضرات مع طلبة كلية الهندسة، وتوفير وسيلة مواصلات له لتوصيله إلى الجامعة، بجانب دراسته في المدرسة أيضاً، والتي استمر فيها حتى انتهائه من الصف الأول الثانوي».

https://youtu.be/8naFG7DEdNI

ويوضح والده طبيعة الدراسة في الجامعة، فيذكر أن عمر كان يدرس هناك بشكل غير رسمي بسبب عدم حصوله على شهادة الثانوية العامة. ويذكر والده أنه أثناء دراسة ابنه بالجامعة الألمانية التحق أيضاً بالدراسة في جامعة القاهرة، وهناك تعرَّف على دكتور هاني الحسيني، والدكتورة ليلى سويف، ودكتورة نفرتيتي عبداللطيف، ودكتور أحمد الجندي، الذين انبهروا بموهبته في مجال الرياضيات وقدموا الدعم له، وبدأ الانتظام في الحضور إلى الكلية لمدة يومين في الأسبوع، بجانب حضوره في الجامعة الألمانية، وبعد انتقال دكتور وفيق إلى الجامعة الأميركية ذهب عمر معه، وهناك أكمل دراستها لمدة ثلاث سنوات بشكل غير رسمي أيضاً، لينطلق بعدها للدراسة في فرنسا».

رحلة المشقة من القاهرة إلى فرنسا

«كانت اللوائح والقوانين تقف حاجزاً بين عمر وتحقيق حلمه في السفر للدراسة بالخارج».. هكذا قال والده لـ«عربي بوست» تعليقاً على المعاناة التي حدثت لعمر، خاصة بعد رفض وزير التربية والتعليم يسري الجمل، ومن ثم وزير التعليم العالي هاني هلال، ثم وزير التربية والتعليم التالي أحمد زكي بدر،إصدار شهادة تثبت حصوله على البكالوريوس من الجامعة الأميركية وجامعة القاهرة، بسبب عدم حصوله على الثانوية العامة بعد.

 وأضاف والده أن «عمر لم ييأس، وبدأ في مراسلة إحدى الجامعات في بريطانيا لتكملة الدراسة فيها للحصول على الماجستير، لكن الأمر لم ينجح بسبب عدم وجود أوراق تثبت حصوله على الثانوية العامة أو البكالوريوس. لكن القدر لعب دوره، ففي فترة الصيف عندما تم قبوله في مدرسة صيفية بفرنسا، وذهب للدراسة هناك، ليتعرف أثناء الدراسة على دكتورة فرنسية ساعدته في الالتحاق بالدراسة في المدرسة العليا للأساتذة École Normale Supérieure ، وطلبت منه الذهاب للسفارة الفرنسية في مصر، وهناك وجد جواز السفر والتأشيرة، واشترطت عليه أنه لاستكمال الدراسة عليه اجتياز اختبار حتى يتم قبوله في الجامعة».

ويتابع والده: «اجتاز عمر الاختبار، وتم قبول في الجامعة، إذ وقع الاختيار عليه من بين أفضل 10 طلاب في علم الرياضيات من مختلف دول العالم، للدراسة مع أفضل 40 طالباً في فرنسا، ولم تطلب الجامعة شهادة البكالوريوس أو الثانوية العامة للدراسة، بل تم قبوله نظراً لتفوقه، وهناك حصل على البكالوريوس في عام واحد، وفي عمر 19 عاماً حصل على الماجستير، وبعدها بدأ التدريس للطلبة في الجامعة».

ما خطة عمر المستقبلية بعد حصوله على الدكتوراه؟

في عمر الـ 22 عاماً حصل عمر على الدكتوراه، في تخصص الهندسة اللاتبادلية من جامعة باريس ديدرو، ليصبح أصغر طالب مصري يحصل عليها.

يقول والده أيضاّ إن عمر قبل حصوله على الدكتوراه حصل على الجنسية الفرنسية، وبعدها حصل على الدكتوراه، «من المؤسف بعد ذلك أن يقال دكتور عمر فرنسي من أبوين مصريين! ويشير  إلى أنه قرر الإقامة في فرنسا، والاستمرار في طريق البحث العلمي هناك».

عمر خلال إحدى المحاضرات / شبكات اجتماعية

ماذا قدمت مصر لعمر بعد حصوله على الدكتوراه في عمر 22 عاماً؟

يؤكد والده  أنه بعد حصول عمر على الدكتوراه لم تقدم وزارة التعليم العالي أو وزارة التربية والتعليم أو أي مسؤول في الحكومة أي شيء له، ولا يوجد أحد يعرف مَنْ هو عمر، على الرغم من إقامته في فرنسا منذ 7 سنوات».

وأشار إلى أن السفارة المصرية في فرنسا لم تقدم أي شيء لعمر، ولم تساعده، «كان دور السفارة فقط ترجمة بعض الأوراق الخاصة بعمر مثل ترجمة شهادة البكالوريوس والدكتوراه، ويتم ذلك نظير مقابل مادي يقدمه عمر لهم، دون الاهتمام بمن هو عمر أو ماذا يفعل هناك؟».

ويتعجب والده عن سبب عدم الاهتمام بعمر، ويتساءل: «هل هناك اهتمامات أخرى غير الاهتمام بعبقرية مثل عمر؟! لماذا لم تقدم دعوة لعمر لحضور منتدى شباب العالم الذي أقيم في نوفمبر 2017، هل عمر ليس قدوة ونموذجاً يحتذي به الشباب؟». ويوضح قائلاً إن هذا «دليل على جهلهم بعمر وتفوّقه».

شاهد أيضاً

“الإمبراطور الأبيض”.. مقاتلة الجيل السادس الصينية المصممة للهيمنة على السماء والفضاء

تشهد المنافسة بين الصين والولايات المتحدة تصعيداً ملحوظاً في العديد من المجالات، من أبرزها التسابق …