تطبيق الشريعة وسط أوروبا بحلول 2030 والفصل بين النساء والرجال وتقديم الأكل الحلال.. هذه طموحات حزب الإسلام البلجيكي

مع حلول العام 2030، يهدف حزب الإسلام ، في بلجيكا، إلى إنشاء دولة إسلامية خالصة 100%، كـ»عهد النبى صلى الله علية وسلم و تطبيق الشريعة وسط أوروبا ، بحسب رضوان أحروش، العضو المشارك في تأسيس الحزب.

أحروش وإخوانه يحلمون برؤية بلجيكا وقد تم فيها الفصل بين الجنسين في الحافلات، وتقديم الأكل الحلال في مقاصف المدارس، وتخلو فيها القوائم الانتخابية قدر الإمكان من النساء.

وكالة الأنباء الألمانية التي قابلت أحروش، أوردت أن هذه التصريحات لفتت الأنظار في بلجيكا، قبل الانتخابات البلدية التي جرت يوم الأحد 14 أكتوبر ، وفشل فيها الحزب في الحصول على مقاعد. فكتبت مجلة «Causeur» الفرنسية، أن أجندة الحزب تقوم على «استبدال كل القوانين المدنية والجنائية بالشريعة.

نقطة آخر السطر». وعلى خلاف ذلك، يؤكد قادة حزب الإسلام على أن الدولة الإسلامية التي يرومونها ينبغي أن تتوافق مع القانون البلجيكي. وكان حزب الإسلام قد دخل المجلس البلدي في حيَّي أندرلخت ومولنبيك للمرة الأولى في العام 2012.

واشتهر حي مولنبيك بعد هجمات باريس الإرهابية في العام 2015، التي أودت بحياة 130 شخصاً، بكونه محل إقامة الجهاديين، إذ ينحدر صلاح عبدالسلام، الذي شارك فيها بحسب التحقيقات، من هذا الحي.

حزب الإسلام اشتهر بعد حديث ساسة مناوئين عنه

وخاض حزب الإسلام الانتخابات البلدية في حيّي مولنبيك وبروكسل-المدينة يوم الأحد. أما أحروش الذي كان عضواً في مجلس بلدية حي أندرلخت، فقد رُفضت قائمته لدخول الانتخابات، لعدم امتلاكه التوقيعات الكافية للمشاركة، بحسب إدارة الحي، في الوقت الذي يرى هو نفسه ضحيةَ دسيسة، ويقول إنه اتَّخذ الإجراءات القانونية للطعن ضدَّ قرار حرمانه من خوض الانتخابات، معتبراً أنه يجب اعتبار انتخابات هذا الحي لاغية.

اشتهر حي مولنبيك بعد هجمات باريس الإرهابية في العام 2015 / Social media

ولا يواجه أحروش المتاعب على الصعيد السياسي فحسب، بل أنهت شركة المواصلات «STIB/MIVB» عقد العمل معه، علماً أنه عمل 25 عاماً سائقَ حافلات.

وقالت متحدثة باسم الشركة، إنهم يحترمون بالطبع حرية التعبير، لكنهم لا يستطيعون تقبل أفكار حزب الإسلام لأسباب متعلقة بالتفرقة.

فيما أعلن هو بعد إنهاء عقد عمله على صفحته بموقع فيسبوك أن «الكفاح يتواصل»، متحدثاً عن تخصيص وقته بأكمله لـ»التحرير الإسلامي لشعبه العزيز». وندَّد وزير الدولة لشؤون اللجوء والهجرة تيو فرانكين، اليميني الشعبوي المنتمي للتحالف الفلمنكي الجديد، بأفكار حزب الإسلام ، فوصف فصل النساء عن الرجال في المواصلات بأن: «هذه ليست أوروبا، بل بصقة على أوروبا».

وقال رئيس كتلة التحالف الفلمنكي الجديد في البرلمان، بيتر دي روفر، إن «تطبيق الشريعة يعني أنه لن تكون هناك نقاشات بعد الآن». وفيما إذا كان حزب الإسلام يشكل خطورة حقيقية على الدولة البلجيكية، بيَّن الأستاذ في الشؤون السياسية بجامعة بروكسل الحرة، داف سيناردت، لوكالة الأنباء الألمانية، أنه من الواضح أن أيديولجيتهم تستند على نمط من «إسلام راديكالي وأصولي»، وأن اقتراحاتهم تنتهك القيم والحقوق البلجيكية.

وأشار إلى أن الحزب بات مشهوراً فجأة؛ لأن الآخرين عبروا عن معارضتهم له علناً، مستدركاً بالقول إن الحزب صغير نسبياً، وليس لديه أفق للنجاح.

دعوات لحظر الحزب

ويبلغ عدد أعضاء حزب الإسلام 313 فقط، بحسب بيانات الحزب. وسبق أن طالب العديد من الساسة بحظره فوراً، بسبب تعارض أهدافه مع الديمقراطية وحقوق الإنسان والدستور.

ولا يرى سيناردت أن حظره يعد خياراً، لافتاً إلى أنه لم يسبق أن تم حظر حزب في البلاد من قبل.

وكانت شبكة يورو نيوز قد نقلت عن رئيس حزب الإسلام عبدالحي البقالي طاهري، دفاعه عن فكرة الفصل بين الجنسين بالقول: «فكرة فصل النساء عن الرجال في وسائل النقل العمومية، ولدت من خلال نساء تعرضن للمضايقات، وكنَّ يشعرن بأنهن عرضة لسوء المعاملة، من قبل أشخاص قليلي الأدب، ومن المنحرفين، يجب أن أقول لك، إنني أرى أن هذا المشروع تم إنجازه في اليابان، وهو يعمل بشكل جيد، حيث توجد عربات مخصصة للنساء، وبخاصة خلال ساعات الذروة».

وقال حسني عبيدي، مدير مركز الدراسات حول العالم العربي والمتوسط في جامعة جنيف للشبكة، إن «هذا الحزب يشبه إلى حدٍّ ما تنامي التطلعات الشعبوية والخطابات القومية، التي تنادي بها أحزاب سياسية، من أقصى اليمين أو أقصى اليسار.

لا يمكننا المضي قدماً في حظر حزب سياسي حتى لو كان هذا الحزب يدافع عن أفكار متطرفة؛ لأن الفضاء السياسي رحب للغاية، وفيه مساحة كافية لجميع هذه الأحزاب».

وتتساءل المدافعة عن حقوق المرأة داريا سافاي: أين سينتهي الأمر برؤى حزب الإسلام ، إن كان سيبدأ الأمر بالفصل بين الرجل والمرأة في الحافلة، مؤكدة أن الحزب يريد تطبيق الشريعة في البلاد، ما يجعل النساء مواطنين من الدرجة الثانية.

وتبيِّن أنها كناشطة كافحت ضد الإسلاموية في بلادها إيران سابقاً، ولم تكن تعتقد بعد هروبها من هناك أنه سيتوجب عليها بعد أعوام مقاومة ذلك في أوروبا مجدداً.  

ويبدو أن أحروش يطبق منذ الآن ما يصبو إليه حزب الإسلام ، فامتنع مثلاً عن مصافحة سافاي، والمفوضة الحكومية زوهال ديمير في لقاء تلفزيوني، ولم يكن ينظر إليهما حتى خلال النقاش.

والمتطرفون يستغلون أفكاره

وعلى شبكات التواصل الاجتماعي في ألمانيا، كان للخبر وقع حسن لدى مناصري نظرية المؤامرة، بأن هناك «أسلمة» خفية لأوروبا، فيما وبَّخ الكثيرون أصحاب التعليقات الذين قالوا إن هذا يثبت ما يقولونه دوماً، مشيرين إلى أن الأمر يتعلق بحزب صغير لا يتجاوز عدد أعضائه الـ313، ولا ينبغي تصوير الأمر على أن هناك ما يشبه انتقالاً للسلطة وسيطرة للمسلمين على القارة.

وأبدى بعض المعلقين على صفحة موقع مجلة «شتيرن» على فيسبوك، عدم تفهمهم للسماح لمثل هذا الحزب بالمشاركة في الانتخابات، رغم معارضته بشدة لدولة القانون.

ودعا البعض أعضاءَ حزب الإسلام للتوجه إلى الصحراء في المملكة العربية السعودية، للعيش على النحو الذي كان عليه الرسول محمد.

وانتقدت معلقة تدعى كاتيا، كون أعضاء الحزب يمتلكون آراء كتلك السائدة في القرون الوسطى، لكنهم يستمتعون في نفس الوقت بوسائل الراحة في الغرب.

وتساءل معلق يدعى أندرو: ما الضير في هذا الأمر، مشيراً إلى أن «حزب بايرن» يدعو منذ العام 1946 إلى انفصال ولاية بافاريا عن ألمانيا، وإنشاء دولة بايرن، الأمر الذي لم يحدث بالطبع. يشار إلى أن عدد المسلمين في بلجيكا يبلغ قرابة 800 ألف، من سكان البلاد البالغ عددهم 11 مليوناً.

شاهد أيضاً

“الإمبراطور الأبيض”.. مقاتلة الجيل السادس الصينية المصممة للهيمنة على السماء والفضاء

تشهد المنافسة بين الصين والولايات المتحدة تصعيداً ملحوظاً في العديد من المجالات، من أبرزها التسابق …