تطبيقات ومواقع لمساعدة المهاجرين في البحث عن مفقوديهم حول العالم

 

في أوروبا تم تسجيل أكبر من 100 ألف مفقود على طريق الهجرة، بلّغ عنهم ذووهم من المهاجرين الذين وصلوا إلى أوروبا. فما هي الطرق التي تساعد المهاجرين في البحث عن ذويهم؟

عندما بدأت الحرب وعمليات الاختطاف من قبل الميليشيات في الصومال، قرر عبدي، وهو اسم مستعار، (77 عاما) الهرب. فترك عمله في شركة تجارية مقرها في كينيا، وانتقل إلى أكبر مخيم للاجئين في العالم، في داداب بكينيا، ثم نُقل من هناك إلى مخيم كاكوما.

فر عبدي برفقة 24 من أفراد عائلته وأبناء عمومته، لكنهم تفرقوا عن بعضهم بعد الخروج من الصومال. حاول عبدي البحث عن أفراد عائلته الضائعين لكن دون جدوى، لذلك لم يقتنع في البداية عندما أخبره أحد المتطوعين في المخيم بأن منصة “ريفيونيت/ REFUNITE” من الممكن ان تساعده على إعادة لم شمل عائلته.

يا صديقي، لقد جربت وكالات كثيرة للبحث عن عائلتي، ولجأت للعديد من المنظمات غير الحكومية، ولم ينفع شيء”، هذا ما قاله عبدي لمتطوع منصة “ريفيونيت/ REFUNITE”  في البداية، ويضيف في اتصال هاتفي مع DW “في البداية لم أهتم، ولم أتوقع التوصل إلى أي نتيجة، لكني فوجئت بعد عدة أيام برسالةٍ من منصة “ريفيونيت/ REFUNITE” على هاتفي، كانت من شقيقي”: ومنذ ذلك الوقت ساعدت منصة “ريفيونيت/ REFUNITE” عبدي بالتواصل مع عدد من أفراد عائلته المفقودين.

“لم شمل الأحبة”

في اليوم العالمي للمفقودين الذي يصادف الثلاثين من آب/ أغسطس، أعلن الصليب الأحمر أنه يبحث عن نحو 100 ألف فرد فُقدوا جراء حروب أو تهجير أو فرار في أنحاء العالم، وهذا أعلى عدد يتم تسجيله للمفقودين منذ أكثر من عشرة أعوام، بينما تتوقع اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن يكون عدد الحالات غير المسجلة أعلى من ذلك بكثير.

وتؤكد المفوضية السامية لشؤون اللاجئين أن هناك ما يقارب 65.3 مليون نازح قسريا في جميع أنحاء العالم، ومن بينهم أكثر من 50 بالمائة من أفريقيا والشرق الأوسط، وأن عددا منهم يفصلون عن عائلاتهم أثناء الفرار وينتهي بها المطاف في أجزاء مختلفة من العالم.

 تسعى منصة “ريفيونيت / REFUNITE” على مساعدة المفقودين وذويهم، وتتمثل مهمتها في “إعادة ربط العائلات في جميع أنحاء العالم بأحبائهم المفقودين”، من خلال الهاتف المحمول أو باستخدام الرسائل القصيرة، أو عبر نظام اتصالات ثنائي الاتجاه USSD، أو من خلال أحد خطوط المساعدة المجانية.

رئيسة الإتصالات في المنظمة أيدا جينغ، تشرح لـ DW “تساعد منصة “ريفيونيت/ REFUNITE” اللاجئين وعائلاتهم في البحث والاتصال والتواصل. حيث تم تأسيس المنبر في عام 2008 من قبل رجلي أعمال دانماركيين هما الشقيقان ديفيد وكريستوفر ميكلسن، اللذين ساعدا لاجئا أفغانيا في العثور على أقاربه المفقودين، وفي النهاية قاما بتصميم النسخة الأولى من المنصة بدعم من إريكسون لمساعدة النازحين على مستوى العالم”. يعمل التطبيق على الهواتف الذكية، ولكن يمكن الوصول إليه أيضا من خلال الرسائل النصية والخطوط الساخنة في بعض البلدان.

آلية عمل المنصة

تقول جينغ إن “أكثر من 600 ألف شخص سجلوا أسماءهم على المنصة، التي تعمل حتى بدون الحاجة إلى الإنترنت، على سبيل المثال في مخيم داداب للاجئين في كينيا، حيث يمكن للمهاجرين الوصول إلى المنصة من خلال هاتف بسيط يستخدم نظام USSD، وهو نظام اتصالات ثنائي الاتجاه يحظى بشعبية كبيرة في شرق أفريقيا، حيث تعمل منصة “ريفيونيت /REFUNITE مع شبكة عالمية من شركات المحمول لتوفير الوصول المجاني إلى النظام”.

في بلدان مثل العراق والصومال وكينيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، يستطيع النازحون البحث عن أفراد أسرهم المفقودين والتواصل معهم عبر الرسائل النصية القصيرة أو USSD، ثم تبحث المنظمة غير الحكومية عن تطابق في قاعدة بياناتها، ويمكن أيضا الوصول إلى النظام الأساسي عبر الويب من أي مكان في العالم. وتعاونت منصة “ريفيونيت/ REFUNITE” في العديد من البلدان في أفريقيا مع فيسبوك/ Facebook لتقديم قاعدة بيانات مجانية لمستخدميها، بحسب جينغ.

التحديات

أما أبرز التحديات التي تواجه عمل منصة “ريفيونيت/ REFUNITE”، فتتمثل في جعلها بمتناول الأميين الذين لا يعرفون الكتابة والقراءة، في بلدان مثل باكستان والصومال وجمهورية الكونغو الديمقراطية، بينما تكمن التحديات في مناطق أخرى في التكاليف المرتفعة للحصول على البيانات، خاصة وأن المهاجرين يحتاجون إلى توفير أموالهم لتلبية احتياجات أكثر أهمية مثل الطعام. ويؤكد القائمون على المنصة أنه يتم العمل الآن على تطوير نظام الاستجابة الصوتية التفاعلية (IVR) والذي سيسمح لمن لا يجيدون القراءة والكتابة بالبحث عن أحبائهم المفقودين.

تجارب أخرى

أطلقت منظمة الهجرة الدولية IOM مشروع “مفقود/ MISSING” لتتبع أثر المهاجرين المفقودين، الذين لقوا حتفهم أو فقدوا خلال رحلة الهجرة، بينما يركز الموقع على توثيق أسماء المهاجرين الذن توفوا بالفعل أثناء رحلة هروبهم وأسباب وفاتهم وتواريخها، وبالتالي يسمح للذين يبحثون عن أقاربهم التأكد من عدم وجودهم ضمن لوائح الوفيات. لكن الموقع لا يوثق أسماء الذين توفوا بعد الوصول إلى بر الأمان.

“تعقب الأثر”

في بداية عام 2014 أطلقت اللجنة الدولية للصليب الأحمر تطبيق “تتبع الأثر/ Trace the Face”، الخاص بالبحث عن المفقودين، والذي يعرف أيضا باسم قاعدة البيانات الأوروبية للبحث عن المفقودين. ويعتبر هذا التطبيق أداة تستخدمها 19 جمعية وطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر في جميع أنحاء أوروبا، لزيادة فعالية خدمات البحث عن المفقودين فيما يتعلق بالنازحين في أوروبا.

ويمكن التطبيق الأفراد من أن يسجلوا طلبا في قاعدة البيانات ويتحققوا مما إذا كان الشخص المبحوث عنه قد سجل أيضا بحثا في بلد آخر يتم استخدام التطبيق فيه أيضا، وبحسب الموقع الرسمي للجنة الدولية للصليب الأحمر فإن هذا النظام “يسهل الاتصالات بين فردين من أفراد الأسرة في بلدين مختلفين في أوروبا إذا كانا يبحثان عن بعضهما”.

وتهدف قاعدة البيانات إلى تيسير تتبع طلبات البحث عن المفقودين من أشخاص كانوا موجودين في الاتحاد الأوروبي ويبحثون عن أقاربهم وأحبابهم الذين قد يكونون أيضا في أوروبا. وتؤكد اللجنة الدولية أن المعلومات المتاحة في قاعدة البيانات لا تتاح سوى  للجمعيات الوطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، مما يضمن للمهاجرين التسجيل دون خوف من أن تطّلع على معلوماتهم هيئات أو مؤسسات أخرى.

ويتضمن النظام محرك بحث صوتي لتجنب حالات الخطأ في وصل الأسماء ببعضها بسبب الأخطاء الإملائية في الأسماء، وستدمج بيانات تطبيق الصليب الأحمر الخاص بالبحث عن المفقودين مع بيانات خدمة “ابحث عن الوجه”. ويمكن للشخص تحميل صورته على الموقع أو البحث ضمن قائمة الصورة ثم التواصل مع القائمين على التطبيق للوصل بينه وبين الشخص الذي يتم العثور عليه.

شاهد أيضاً

بالفيديو – “خطة رواندا” البريطانية لترحيل الاجئين تتحول إلى بديل ملهم للأوروبيين

ترغب النمسا جاهدة في الترويج على نطاق واسع لسياسة جديدة للاجئين في الاتحاد الأوروبي، حيث …