شكة دبوس … هديتي للمحروسة.. “أبو فاس”.. ربما


فيينا – محمد عزام
ذهبت للتسكع نهار يوم سبت في زنقات سوق “البراغيت” (الناش ماركت).. وهو سوق يعرفه كل من يقطن مثلي أو يزور زيارة عابرة العاصمة النمسوية “فيينا”.. لم أكن أنتوي ـ ذاك النهار ـ شراء شيء محدد.. يكفي بطيخة تركي.. وبالطبع لن يمنعني موقفي الثابت من “أردوغان” من دفع ثمنها والبقشيش بأريحية زائدة “للبرودر” العثماني الواقف على رأس “الشادر”.. لكن قبل أن أصل إليه “تكعبلت” في فرشة لـ”زول” سوداني، عليها كل أنواع البخور وأعواد الصندل وفصوص الحبهان وخلافه.. وأهم ما كان على الفرشة زجاجات “أبو فاس” ذلك الدهان العجيب الذي أجمع كل من جربوه أن مفعوله ناجع في حرق الدهون وفقدان الوزن الزائد وتخفيف الصداع.. وفوائد أخرى نمتنع عن الإفصاح عنها حتى لا نسهم في تفاقم الانفجار السكاني..
دفعت بطيب خاطر كل مافي الجيب من “آيروهات” للزول ثمناً لكرتونة “أبو فاس”.. وامتنعت عن شراء بطيخة “البرودر” التركي امتثالا لسياسة ترشيد الإنفاق التي لا تجيدها حكومة عمنا المهندس شريف إسماعيل رئيس وزراء المحروسة.. وحتى لا أضطر للاقتراض من صندوق النقد الدولي الذي سوف يفرض علي حتماً تعويم “آيروهاتي” كما فرض على إسماعيل تعويم جنيهاته..
قلة عقل.. ماذا أفعل بكل هذا “الأبو فاس”.. زجاجة واحدة أو اثنتان كفاية.. لمجابهة ألم المفاصل عند شيخ هرم ـ الذي هو أنا ـ طيب وباقي الكرتونة.. بسيطة.. نهدي من يحتاج بإلحاح هذا النوع من الدهان.. جلست أسجل الأسماء والمظاهر والأعمار فكانت “حوسة” ما بعدها حوسة.. القائمة طويلة.. قلت لنفسي.. عليك أن تحدد يا ولد معايير من يستحق الهدية.. وحتى لا تضيع “الطاسة” اكتفيت بمعيار السن ـ الهَرمون مثلي أولى بالمعروف ـ بالطبع رئيس الوزراء الكندى “جاستن ترودو” (43 سنة) سينظر لي مستنكراً لو فكرت بقلة عقل أن أهديه زجاجة.. لكن رئيس الوزراء المصري شريف اسماعيل” (61 سنة).. سوف “يبوس الرأس والقدم ويشكر الغنم” على رأي كوكب الشرق (بتصرف لا يجور على المعنى).. وربما تراوده نفسه اقتناص كل مافي كرتونتنا.. وربما أكثر.. يوطن النفس على تدبير زيارة عمل عاجلة لفيينا بحثا عن زولنا السوداني ليستولي على كل كمية “الأبو فاس” التي على الفرشة.. وضحكت لك الأيام يا زول.. فرصة لن تعوض.. المهندس إسماعيل سوف يعقد معك شراكة “ميري” وعقد احتكار لتوريد “أبو فاس” لعموم القطر المصري.. المشكل أن ليس إسماعيل وحده من سوف يسعى لعقد الشراكة هذا.. سوف يكون في مقدمة طابور الساعين.. السيد سامح شكري، وزير خارجية مصر (64 سنة) وسوف يستغل معرفته الجيدة بأسواق فيينا (كان سفيراً بها) ليكون هو الفائز بالصفقة وليس إسماعيل.. تيمنا بالقول المأثور: “نفسي نفسي.. وما يحتاجه البيت يحرم على الجامع”.. وربما يلجأ معاليه حتى يضمن الفوز بالصفقة لوساطة “سباستيان كورتس” وزير خارجية النمسا (30 سنة) وهو مطمئن (شكري) أن (كورتس) سوف يتوسط دون أن يفكر في المنافسة فلا زالت مفاصله بخير.. بحكم السن..
حكم السن.. إذاً.. هو مربط الفرس.. والمفتاح الذي لا تعرف حكوماتنا الرشيدة المتعاقبة على إدارة شؤون المحروسة أهميته..
دقق معي في رجال الصف الأول.. وزراء وسفراء ومديري عموم.. وحتى آخر القائمة.. كلهم وحتى لا نعمم جلهم في حاجة ماسة “لأبو فاس” ليصلب مفاصلهم.. ويأتي اختيارهم في وفق القاعدة الذهبية المغشوشة: “الدهن في العتايق”.. دون تدقيق أو تمحيص.. وفي الأغلب التعامي عن شارة ظاهرة ملصوقة على قعر “زلعة السمن” مكتوب عليها بخط الرقعة:
“المنتج منتهي الصلاحية.. لا يصلح للاستخدام الآدمي” ..
ملحوظة لهواة النميمة:
العبد لله أيضاً واقف في طابور “المنتج منتهي الصلاحية”..
بالتزامن مع جسور
www.jusur.net

شاهد أيضاً

“الإمبراطور الأبيض”.. مقاتلة الجيل السادس الصينية المصممة للهيمنة على السماء والفضاء

تشهد المنافسة بين الصين والولايات المتحدة تصعيداً ملحوظاً في العديد من المجالات، من أبرزها التسابق …