أحداث كبرى في أوقات مختلفة وأماكن متفرقة من العالم، بعض منها دموية وأخرى تاريخية تصادف ذكراها اليوم الثلاثاء، 11 سبتمبر 2018، منها ما غير وجه العالم.
ترصد في التقرير التالي، أبرز تلك الأحداث التي وقعت على مدى 40 عامًا مضى:
أحداث 11 سبتمبر
قبل 17 عامًا من الآن، وفي صباح يوم 11 سبتمبر من 2001، بدأت مرحلة جديدة من التاريخ، بعدما قاد 19 رجلًا 4 طائرات مدنية أمريكية وصدموا بها برجي مركز التجارة العالمي ومبنى وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) ومزرعة في بنسلفانيا.
وفي الحادث، قامت طائرتا نقل مدنية تم اختطافهما بالتوجه تجاه برجي مركز التجارة العالمي بنيويورك والاصطدام بهما مسببة دمارًا كبيرًا فيهما ما أدى إلى انهيار البرجين بعد ساعة من الاصطدام مُخلفين وراءهم 2973 قتيل بالإضافة إلى آلاف الجرحى والمصابين نتيجة استنشاق دخان الحرائق والأبخرة السامة التي تصاعدت عقب الانفجار ما عُرف عالميًا بعد ذلك بأحداث 11 سبتمبر.
كانت تلك العملية التي عُرفت باسم “هجمات الحادي عشر من سبتمبر” نقطة تاريخية فارقة؛ فعالم ما قبل 11 سبتمبر ليس كما عالم ما بعد 11 سبتمبر.
تغيرت حكومات واقتلعت أنظمة ولا تزال تداعيات الهجمات التي تبناها تنظيم القاعدة وأسماها “عملية الطائرات” أو “غزوة منهاتن”، ماثلة، وليس أدل على ذلك أكثر من أفغانستان والعراق وما جرى فيهما تحت لافتة “الحرب على الإرهاب” التي أعلنها الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن.
لم يتعاف العالم من آثار تلك الهجمات رغم خروج بوش وبعده باراك أوباما من البيت الأبيض، ومقتل أسامة بن لادن زعيم ومؤسس القاعدة واختفاء خلفه أيمن الظواهري.
الهجوم على الحرم المكي
يعتبر حادث اقتحام الحرم المكي الذي خطط له “جهيمان العتيبي” عام 1400 هـ، هو الأكثر إيلاما في ذاكرة العالم الإسلامي.
العجيب أن حادث اقتحام الحرم المكي تصادف بعد مرور 40 عامًا، مع 11 سبتمبر، حيث وقع حادث اقتحام الحرم في أول المحرم عام 1400 هجرية، ليتفق مع أكبر حادث عالمي في العقود الأخيرة وهو 11 سبتمبر الذي أطاح ببرجي التجارة في نيويورك.
حادثة الحرم المكي بدأت أحداثها فجر يوم 1 محرم 1400 الموافق 20 نوفمبر 1979، حين استولى أكثر من 200 مسلح على الحرم المكي وهو من مقدسات المسلمين، مدعين ظهور المهدي المنتظر، وذلك إبان عهد الملك خالد بن عبد العزيز.
وتم التجهيز للعملية بإحضار سيارتين مجهزتين لنقل مياه، كانت واحدة مخصصة لنقل الأسلحة والأخرى بالتمر، ويرجع سبب اللجوء لذلك وجود بدروم فى الحرم به بئر يشرب منه أهل مكة، فكان من المعتاد وقوف السيارات تنتظر دورها فى ملء الخزانات.
وأدخل السلاح إلى الحرم على ثلاث مراحل، المرحلة الأولى: بدخول المجموعة الأولى بسلاحها الفردى الذى حملته معها من الخارج، أو حصلت عليه من السلاح الذى تم تخزينه مسبقًا فى الخلوات ببدروم الحرم.
أما المرحلة الثانية: فى نفس التوقيت الزمنى تدخل سيارات نقل المياه.
وكانت المرحلة الثالثة بدخول الجنائز الوهمية بداخلها الأسلحة محمولة على أعناق أعضاء الجماعة المشاركين فى الاقتحام.
هزت العملية العالم الإسلامي برمته، فمن حيث موعدها فقد وقعت مع فجر أول يوم في القرن الهجري الجديد، ومن حيث عنفها فقد تسببت بسفك للدماء في باحة الحرم المكي، وأودت بحياة بعض رجال الأمن والكثير من المسلحين المتحصنين داخل الحرم.
رأس السنة الهجرية
رأس السنة الهجرية هو اليوم الذي ينتظر فيه المسلمين اليوم الأول من شهر المحرم، وهو بداية التقويم الإسلامي، كما تعتبر رأس السنة الهجرية أجازة رسمية في عدد من البلدان الإسلامية.
وأعلنت الدول الإسلامية أن اليوم الثلاثاء هو غرة شهر محرم، وبداية العام الهجري الجديد 1440 هجرية.
كان بداية اعتماد التاريخ الهجري في سنة 17 هـ، حيث اعتمد الخليفة عمر بن الخطاب التأريخ بداية من غرة شهر محرم من العام الأول للهجرة النبوية، ومما ذُكر في سبب اعتماد عمر للتاريخ أن أبا موسى كتب إلى عمر أنه يأتينا منك كتب ليس لها تاريخ، فجمع عمر الناس، فقال بعضهم: «أرخ بالمبعث»، وبعضهم: «أرخ بالهجرة»، فقال عمر: «الهجرة فرقت بين الحق والباطل»، فأرخوا بها، فلما اتفقوا قال بعضهم: «ابدءوا برمضان»، فقال عمر: «بل بالمحرم فإنه منصرف الناس من حجهم»، فاتفقوا عليه.
رأس السنة العبرية
كما يحتفل اليهود مع المسلمون اليوم الثلاثاء، برأس السنة الهجرية والعبرية الجديدتين، في ظاهرة غير عادية تتكرر كل 30 سنة، ولمدة 3 سنوات.
وتستمر احتفالات اليهود بعيد رأس السنة العبرية الجديدة 5775 يوما، وتقام خلال هذه المناسبة في المعابد صلوات وشعائر خاصة، أبرزها النفخ في قرن الكبش.
وتفسر هذه الظاهرة (تزامن رأس السنة الهجرية والعبرية في يوم واحد) بأن أوجه الشبه بين التقويم العبري والهجري كبيرة، لأنهما يعتمدان على دوران القمر وليس الشمس كما هو الحال في التقويم الميلادي، والمعروف باسم التقويم الغريغورياني نسبة لمن اخترعه الراهب غريغوريوس.
والفرق الوحيد بين التقويمين الهجري والعبري، أن الأخير يضيف شهرا واحدا مرة كل أربع سنوات، هذا الشهر يدعى ادار، وهذا التقويم يتلاءم وفصول السنة، خلافا للتقويم الهجري الذي لا يتلاءم مع دوران الشمس، ويحتوي ما بين 354-355 يوما في السنة.
رأس السنة الفرعونية
كما يحتفل المصريون اليوم برأس السنة الفرعونية في 11 سبتمبر من كل عام، فيعد اليوم بداية العام الفرعوني الجديد 6260، التقويم الأقدم في التاريخ يسمى بـ «أبو التقاويم»، على الرغم من وجود حوالي 14 تقويما بالعالم.
ارتبطت رأس السنة المصرية القديمة وهي أول يوم في السنة الجديدة بموسم الحصاد، وكان بداية التقويم المصري سنة 4241 قبل الميلاد، حيث لاحظ الأجداد حينها وجود ظاهرة فلكية غريبة لا تتكرر إلا مرة واحدة في السنة، وهذه الظاهرة كانت ظهور نجم غريب مع الشمس في يوم 11 سبتمبر ويختفي في نفس اليوم ولا يتكرر ظهره إلا في نفس اليوم العام التالي، وهو نجم “الشعرى اليمانية” أو بالهيروغليفية “سبدت”.
رأس السنة القبطية
رأس السنة القبطية أو النيروز القبطي هو أول أيام السنة المصرية من شهر توت الموافق 11 سبتمبر وكان الأقباط مصر يحيونه، ويعني النوروز بالقبطية الأنهار وبالفارسية يعني اليوم الجديد وبالسريانية يعني العيد.
عيد النيروز، هو عيد رأس السنة المصرية و يعتبر أول يوم في السنة الزراعية الجديدة، و يالتالى يوافق أول شهر توت و هو أول شهور السنة القبطية.
كان الفلاح المصرى القديم يتبع التقويم القبطى المعروف الان في زراعته، و لأهمية الزراعة عند القدماء المصريين اختاروا أول توت كبداية للسنة المصرية لأنه يوافق اكتمال موسم فيضان النيل. و هو الموسم الذى يعم فيه الخير و البركة على الجميع و تزداد فيه خصوبة الأرض و تتضاعف المحاصيل.
ومع عصر الامبراطور دقلديانوس -و هو أقسى عصور الاضطهاد ضد المسيحية- أحتفظ المصريين بمواقيت وشهور سنينهم التي يعتمد الفلاح عليها في الزراعة مع تغيير عداد السنين وتصفيره لجعله السنة الأولي لحكم دقلديانوس =282 ميلادية = 1 قبطية = 4525 توتية (فرعونية)، ومن هنا أرتبط النيروز بعيد الشهداء عند المسيحيين.
وكان في تلك الأيام البعيدة يخرج المسيحيين في هذا التوقيت إلي الأماكن التي دفنوا فيها أجساد الشهداء مخبئة ليذكروهم.