أثار رئيس الباراغواي الجديد، ماريو عبده بينيتيز، غضب الحكومة الإسرائيلية، الأربعاء، بإعلانه نقل سفارة بلده، التي تم فتحها في مايو الماضي فى القدس، إلى تل أبيب مرة أخرى، حيث تتمركز معظم البعثات الدبلوماسية، ما دفع البيت الأبيض للدخول على الخط.
وأعلن البيت الأبيض، الخميس 6 سبتمبر 2018، أن نائب الرئيس الأميركي مايك بنس حثَّ باراغواي على إعادة النظر في قرارها بنقل سفارتها في إسرائيل من القدس إلى تل أبيب.
حديث البيت الأبيض مع عبده
واثار إعلان رئيس الباراغواي أثار استياء الحكومة الأميركية أيضاً التي نقلت سفارتها من تل أبيب إلى القدس في مايو/أيار، وتأمل في أن تحذو دول أخرى حذوها.
وقال البيت الأبيض، في حديثه عن اتصال بين بنس وبينيتيز، إن نائب الرئيس الأميركي «شجع بقوة» رئيس الباراغواي على مواصلة التزام بلاده «السابق بنقل السفارة (إلى القدس)، اعترافاً بالعلاقة التاريخية التي حافظت عليها البلاد مع كل من إسرائيل والولايات المتحدة».
وأضاف أن «الرئيس عبده بينيتيز شدد على الشراكة الدائمة مع إسرائيل»، موضحاً أن بنس ورئيس البارغواي «اتفقا على العمل من أجل حل شامل ودائم للنزاع بين إسرائيل والفلسطينيين».
ولم يتضمن البيان أي تفاصيل عن رد عبده بينيتيز على طلب بنس بشأن نقل السفارة. وكانت الباراغواي البلد الثالث الذي ينقل في مايو/أيار سفارته إلى القدس بعد الولايات المتحدة وغواتيمالا خلافاً للإجماع الدولي بإبقاء السفارات خارج القدس التي تشكل أحد أهم ملفات النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني.
إنجاز دبلوماسي فلسطيني مهم
وتولى عبده الرئاسة الشهر الماضي، وهو ينتمي لنفس الحزب المحافظ الذي ينتمي إليه سلفه هوراسيو كارتيس، الذي افتتح سفارة بلاده الجديدة في القدس في مايو.
وقال الفلسطينيون إن وزير الخارجية رياض المالكي التقى مع عبده قبل أسبوعين، وأشادوا بعدول باراغواي عن موقفها ووصفوه بأنه «إنجاز دبلوماسي فلسطيني مهم وجديد».
وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية، في بيان: «بذل الوزير المالكي الجهد الكبير في هذا الصدد خلال لقائه بالرئيس الجديد الذي أوعز لوزير خارجيته بترتيب الأمور مع الوزير المالكي».
وسرعان ما ردت إسرائيل، وأصدر مكتب رئيس الوزراء بياناً بالإنكليزية جاء به: «إسرائيل تنظر بانزعاج بالغ لقرار باراغواي الغريب الذي سيلقي بظلاله على العلاقات الثنائية».
الحكومة الإسرائيلية مستاءة
وتعهدت حكومة الباراغواي، في البيان الذي أعلنت فيه عودة السفارة إلى تل أبيب، بـ «المساهمة في تكثيف الجهود الدبلوماسية الإقليمية والدولية بهدف التوصل إلى سلام شامل وعادل ودائم في الشرق الأوسط».
وتعليقاً على خطوة الباراغواي، ندَّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بـ «قرار مخيّب للأمل» و «على درجة كبيرة من الخطورة» و «يُلحق أضراراً بالعلاقات الثنائية بين البلدين».
من جهته، تحادث وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الخميس، مع رئيس غواتيمالا جيمي موراليس. وكانت الولايات المتحدة نقلت سفارتها من تل أبيب إلى القدس في 14 مايو لتحقق بذلك أحد وعود الحملة الانتخابية للرئيس دونالد ترمب.