بعد 28 عاما من ولادته في مستشفى بكاليفورنيا، عاد للعمل به وهو رجل في الـ 28 من عمره طبعا، ليلتقي بالممرضة التي أشرفت على ولادته التي لم تنسه طوال هذه السنين.
وذكريات هذا المولود الذي صار طبيبًا ليعمل بالمستشفى نفسه الذي احتضن بداياته، متعلقة لدى الممرضة بكونه ولد مبكرًا قبل الموعد المحدد له، وقد عملت المرأة على الإشراف عليه إلى أن استطاع أن يعبر مرحلة الخطر.
ونشر مستشفى “لوسيلي باكارد” للأطفال في جامعة ستانفورد، في حسابه على فيسبوك هذه القصة، وذكر أن الممرضة “فيلما وونغ” قامت بالاهتمام بالطفل واسمه “براندون سيمناتور”، وما زالت قصته تعشعش بذاكرتها في المستشفى الواقع بمدينة سان خوسيه.
الخطر القديم
جاء مولد سيمناتور في 29 أسبوعًا فقط من الحمل، وكانت حياته معرضة للخطر، وحيث أشرفت الممرضة وونغ على رعايته في عام 1990 وهو الآن طبيب أعصاب للأطفال مقيم، في السنة الثانية له، بمستشفى لوسيلي باكارد.
وقد كان وزنه ساعة مولده أقل من رطلين، ما عرضه لمزيد من المضاعفات والخطر.
وقد كتب في البوست المنشور بفيسوك: “قرابة ثلاثين سنة، ولا تزال فيلما تتذكر هذا الطفل أثناء جولتها في المستشفى وعملها وقتذاك. فيا لها من ذاكرة مدهشة”.
وقالت وونغ البالغة من العمر 54 عامًا لصحيفة “ميركوري نيوز” المحلية، إنها شاهدت شخصًا يزور المستشفى مع مرضى ولم يكن اسمه مسجلًا بالفايلات، فسألته عن هويته، لتعتقد أن اسمه قد بدأ مألوفًا.
ومن ثم ضغطت على يده لتقول له إنه قد ولد في نفس المستشفى، وسألته إن كان والده يعمل ضابط شرطة.
وأعقب ذلك حالة من الصمت والذهول، ليقابلها الشاب بسؤال: “هل أنت فيلما؟”.
ويبدو أنه يتذكر أيضا اسم الممرضة التي أنقذت حياته من خلال قصص العائلة.
40 عاماً مع التمريض
وقد أمضت السيدة فيلما وونغ حوالي أربعين سنة من عمرها تعمل في حقل الأطفال حديثي الولادة.
وتقول عن سيمناتور إنه رغم مرور السنين ما زال يحتفظ بذات عينيه القاتمتين وتعابير الوجه المنتبهة.
وتقول وونغ إنها تحب عملها وليس لديها خطط للتقاعد.
وقالت إن تحقق مثل هذه الفرصة في الحياة بأن تقابل طفلًا قامت على رعايته ذات يوم، يجعل العمل أفضل ويمنحها المزيد من الحيوية للاستمرار.
ووصفت ما حدث بأنه مكافأة لها في إطار عملها كممرضة أن ترى ثمرتها.
تعليقات الناس والطبيب الشاب
استقطب حساب فيسبوك” الخاص بالمستشفى أكثر من 700 تعليق، حيث كتب مئات الآباء وأخصائيو الرعاية الصحية مشيدين بمهارة وونغ والتفاني الذي تمتعت به.
وكتبت إحدى السيدات اسمها مونيكا رودريغيز تشيد بها قائلة: “كانت فيلما الممرضة الرئيسية لابنتي، أنا ببساطة أحبها. لديها مكانة خاصة جدا في قلوبنا!”.
من جهته، علق الشاب الطبيب سيمناتور لصحيفة “ميركوري نيوز” أنه لا يعرف على وجه اليقين ما إذا كانت الأسابيع القاسية التي مر بها وهو رضيع، قد لعبت دورًا في قراره بأن يصبح معالجًا أم لا، لكنه على أي حال معجب بوونغ.
ووصف لقاءه بالممرضة وونغ بـ”السيريالي”، وقال عنها: “إنها تهتم بمرضاها، وليس أوضح من ذلك أن تتذكر أحد الذين رعتهم بعد مرور قرابة ثلاثة عقود”.
أقراء المقال من مصدرة باللغة الإنجليزية بالضغط هنا