أصبح المجتمع الألمانى فى حالة من الانقسام الحاد مؤخرًا، بعد أن نجح اليمين المتطرف فى أن يغذي تأجيج مشاعر الخوف من المسلمين في ألمانيا مستغلاً سلسلة من الحوادث المرتبطة بالمهاجرين
فهل تستطيع ألمانيا البقاء على قيد الحياة مع الإسلام”، هذا سؤال طرح مرة أخرى في قلب الخطاب العام للبلاد وسط الاحتجاجات العنيفة التي أعقبت تقارير حول مقتل ألماني على أيدي اثنين من اللاجئين المسلمين، ونشر كتاب جديد بعنوان “الاستيلاء العدواني، كيف يعيق الإسلام التقدم ويهدد المجتمع”، وفق زعمها.
يوم السبت الماضى، خرج نحو 11 ألف شخص، ثمانية آلاف منهم من اليمينيين المتطرفين وحوالي 3000 من النازيين، حسب تقديرات الشرطة، إلى شوارع مدينة كيمنتس بشرق ألمانيا، حيث وقعت عملية القتل، أسفر عنها جرح ثمانية عشر شخصًا، بما في ذلك مراسل التليفزيون بعد إسقاطه عمدًا على سلالم متحركة.
فمثل هذه الاشتباكات، أو حتى الجدل حول الإسلام ليس بشىء الجديد في ألمانيا، لكنه بيد أن مصادمات الأسبوع الماضي تكشف مدى هيمنة قضية تدفق اللاجئين على المشهد السياسي الألماني منذ 2015 وتأجيج الدعم لحزب “البديل من أجل ألمانيا”.
فهل الحكومة الألمانية فشلت في إبقاء اليمين المتطرف تحت المراقبة والحد من انتشاره بالرغم من عقود من المحاولة ؟.
ومن جهة أخرى، يجب على ألمانيا أن تحتفل بعصرها الاقتصادي الذهبي، فقد بلغ معدل البطالة أدنى مستوياته منذ إعادة توحيد ألمانيا وسط النمو الاقتصادي القوى.
كما أن الدين العام للبلاد في طريقه إلى التراجع عن 60% من الناتج المحلي الإجمالي هذا العام، ما يعني أن برلين ستفي بـ”معايير ماستريخت” لأول مرة منذ حوالي 20 سنة.
وبالرغم من الرخاء المتزايد في ألمانيا، لكن مجتمعها يعاني من الاحتقان جراء التداعيات السلبية لاستيعاب أكثر من مليون لاجئ منذ 2015 وحتى الأن .
وفي السياق ذاته، ادعى الكاتب والسياسي المعادي للإسلام، تيلو سارازين، وصاحب كتاب “الاستيلاء العدواني”، المذكور سابقًا، في وصفه للإسلام بأنه “أيديولوجية عنف متنكر في زى الدين”، كما أنه زعم أن إذا لم تتخذ أوروبا إجراءات سريعة لوقف الهجرة الإسلامية إلى الاتحاد الأوروبي، فإن المجتمع الأوروبي سوف يدمر في نهاية المطاف من قبل الإسلام، وفق ادعائه.
ويشار إلى أن كتاب “الاستيلاء العدواني”، والذي طرح في الأسواق لأول مرة الأسبوع الماضي حقق المرتبة الأولى على قائمة أكثر الكتب مبيعًا في “أمازون” الألمانية.
وفي حين أن ألمانيا لا تزال دولة آمنة للغاية وفقًا للمعايير الدولية، كان هناك تقريبًا العديد من جرائم القتل في كل من ألمانيا العام الماضي 731، كما هو الحال في شيكاغو الأمريكية، فإن مجموعة كبيرة من الجرائم العنيفة التي يرتكبها اللاجئون تزعزع الأمة.
في العام الماضي، كان اللاجئون المشتبه بهم يمثلون حوالي 15% من جرائم القتل في ألمانيا، وفقا للإحصاءات الرسمية، على الرغم من أنهم يمثلون 2% فقط من السكان.
واختتمت الصحيفة، تقريرها، بأن وسط هجمات النازيين الجدد في كيمنتس، والتي كانت جزءًا من ألمانيا الشرقية، نجح تحالف ميركل في توجيه الجدل بعيدًا عن عنف اللاجئين إلى مخاطر اليمين المتطرف، لكن إلى الآن، وإذا اعتبرنا الأشهر القليلة الماضية هي مؤشر، فيوضح لنا أن هذا التكتيك لم ينجح لفترة طويلة.