حسن شحاتة صاحب أهم مجدإفريقي لمنتخب مصر ينتهى به الحال فى نادى درجة ثالثة بفيينا


بعد رحلة رائعة، قاد فيها حسن شحاتة الذي يلقّب بـ «المعلم» منتخب مصر للتتويج بلقب أمم إفريقيا ثلاث مرات متتالية في 2006 و2008 و2010، وكان قاب قوسين أو أدنى من بلوغ كأس العالم 2010، صارت التجارب الفاشلة الصديق الدائم لأحد أهم مدربي مصر.
تم الإعلان مؤخراً عن تعيين شحاتة مستشاراً فنياً لنادي ماورڤيرك الفييناوى الذي ينافس بدوري الدرجة الثالثة بالنمسا، والمملوك للمصري مصطفى النمر؛ ليعود من جديد للعمل بعدما رحل عن نادي بتروجت بالدوري المصري في نهاية أبريل الماضي.
نهاية مؤلمة لمجد كبير
7 سنوات تقريباً قضاها حسن شحاتة على رأس الإدارة الفنية لمنتخب مصر، كانت نهايتها مؤلمة بعد الفشل في التأهل لبطولة أمم إفريقيا التي كانت مصر تسيطر على لقبها في 3 دورات متتالية، حتى حان وقت رحيله في 6 يونيو 2011، لكن المفاجأة كانت في الطريقة.
وكشف شحاتة عن طريقة رحيله عن منتخب مصر في مقابلة مع برنامج «أنا وأنا» الذي عُرض على قناة «أون» المصرية في أبريل ، بقوله: «وصلتني تهديدات، قيل أنت غير مرغوب فيك.
هذه التهديدات تلقيتها بعد النكسة، أنتم تطلقون عليها الثورة لكم مطلق الحرية هي بالنسبة لي نكسة، أخبرني سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة بعد التعادل مع جنوب إفريقيا هاتفياً بضرورة مقابلته؛ لأن شخصيات قيادية تطلب رحيلي عن المنتخب، لأنني كنت من الفلول، فرحلت مجبراً».
الغريب كان تحفُّظ شحاتة على ذكر الشخصيات التي أجبرته على ترك منتخب مصر في مقابلته التليفزيونية عام 2018، وهو الذي صرح بأن المشير محمد حسين طنطاوي الذي كان وقتها رئيساً للمجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي كان يقود البلاد حينها، طلب من سمير زاهر ضرورة رحيله؛ لأنه لم يعد مرغوباً فيه، خلال مقابلة مع قناة صدى البلد عام 2014 مع المذيع أحمد موسى.
العودة إلى الزمالك
بعد رحيله عن المنتخب، عاد «المعلم» إلى ناديه الأم الزمالك، وقام النادي بسلسلة تعاقدات كبرى بناء على طلبه، لكن الفريق تلقى صدمة كبرى بخسارة كأس مصر على يد إنبي بهدفين لهدف.
وفي بطولة الدوري توقفت البطولة بعد مجزرة بورسعيد التي سقط فيها 72 مشجعاً عقب مباراة المصري والأهلي في مطلع فبراير 2012، ليقضي عاماً مع الفريق دون بصمة تذكَر، بعدما قاده 24 مباراة، فاز في 16 مباراة، وخسر 6 وتعادل في مباراتين، وظل فقط في الذاكرة مشادته الشهيرة مع نجم الفريق شيكابالا.
صدمة قطرية ومبررات بالتآمر
استُقبل حسن شحاتة استقبال الفاتحين لدى وصوله الدوحة لتولّي قيادة فريق العربي في أكتوبر الأول 2012، لكنه لم يكد يسعد بهذا الاستقبال حتى تمت إقالته بعدها بشهرين، بعد فشله في تحقيق أي فوز، إذ قاد الفريق في 6 مباريات، خسر 4 منها وتعادل في مباراتين.
وأطلق حسن شحاتة تصريحات مثيرة للجدل تعليقاً على إقالته من العربي القطري، فوجه اتهامات علنية بالتآمر للاعبين الأجانب بعد علمهم برغبته في الاستغناء عنهم. وزاد الجدل بتصريح لقناة النهار في فبراير 2015، قال فيه: «تعاقدوا معي واستقبلوني استقبال الفاتحين، بعد ذلك تمت إقالتي، لماذا؟! عرفت الإجابة بعد ذلك فأنا أحد رموز مصر، اللاعبون باعوني. الإداريون باعوني، حمدت الله على إقالتي».
أزمة مغربية واتهامات بالهروب
تجربة فشلت قبل أن تبدأ كانت لحسن شحاتة مع نادي ميونيخ 1860 الألماني كمستشار فني، استمرت قرابة شهر ونصف وانتهت دون ذكر تفاصيل. لكن شحاتة قبل عرضاً من الدفاع الحسني الجديدي المغربي في يونيو 2014، وبعد أن خاض مع الفريق 8 مباريات فاز في 3 وخسر مثلها وتعادل في مباراتين، قرر العودة وتولى تدريب المقاولون العرب.
وقال عن ذلك لقناة «الحياة» في يناير 2017: «اتهموني بالهروب من تدريب الدفاع الحسني الجديدي. النادي ظل 3 أشهر لا يدفع لي راتبي ومكافآتي، النادي يعلم أنني غادرت ولن أعود فطلبت تذكرة عودة دون رجوع، كان معي المساعد -يقصد طارق مصطفى- وبعد عودتنا أرسلوا له تذاكر للعودة لقيادة الفريق، وقلت له هناك لعبة قذرة تمت معي ومعك، هناك من يريد الإساءة لي كي لا يتم طرح اسمي ضمن المرشحين لقيادة المنتخب».
تجارب محلية عديدة بنهاية حزينة
لم يتعلم حسن شحاتة من تجاربه السابقة فخاض عدة تجارب في الدوري المصري، مثل المقاولون العرب الذي كان بوابته نحو المجد التدريبي في بداية الألفية عندما حقق معه لقبي كأس مصر والسوبر.
لكن الأمور اختلفت في الولاية الثانية التي امتدت لعام قاد فيه الفريق في 37 مباراة، فاز في 15 وخسر 13 مباراة وتعادل في 9 مباريات، قبل أن يرحل عن الفريق لسوء النتائج في نوفمبر 2015، بعد ذلك قاد طلائع الجيش لمدة شهرين في 2016 ورحل دون أن يقود الفريق في أي مباراة رسمية.
وواصل المعلم التجارب الفاشلة مع بتروجت، الذي قاده لمدة 100 يوم من يناير الثاني 2017 حتى أبريل من العام ذاته، قاده في 10 مباريات، خسر في 4، وتعادل في 3 مباريات، وحقق الفوز في مثلها.
وبرّر حسن شحاتة قيامه بخوض تجارب مع أندية لا تتناسب مع تاريخه التدريبي بالقول لقناة الحياة في يناير/كانون الثاني 2017: «لست محتاجاً مالياً، لكن دائماً لديّ رغبة في بناء فرق ولاعبين؛ لذلك أقوم بقيادة فرق صغيرة».

شاهد أيضاً

“الإمبراطور الأبيض”.. مقاتلة الجيل السادس الصينية المصممة للهيمنة على السماء والفضاء

تشهد المنافسة بين الصين والولايات المتحدة تصعيداً ملحوظاً في العديد من المجالات، من أبرزها التسابق …