قال رئيس وزراء أثيوبيا أبي أحمد، إن سد النهضة الذي تقيمه بلاده على مجرى نهر النيل، والذي يثير مخاوف مصرية من التأثير على حصة المياه في دول المصب, يواجه مشكلات عديدة من حيث تصميم السد, بجانب التأخر في تنفيذ الجوانب الكهروميكانيكية للسد من جانب هيئة المعادن والهندسة المتعاقد معها.
وأضاف في تصريحات صحفية، أن شركة “ساليني” الإيطالية تقوم بإتمام الجزء الخاص بها من المشروع في الوقت المحدد، وهي الآن تطالب بمبالغ ضخمة بسبب التأخير من جانب هيئة المعادن والهندسة.
وأشار إلى أن “بناء سد النهضة الكبير كان قد تم تخطيطه للانتهاء في خمس سنوات ولكن لم نتمكن من ذلك بسبب إدارة فاشلة للمشروع وخاصة بسبب تدخل شركة ميتيك “شركة تابعة لقوة الدفاع الإثيوبية”.
وأوضح أن الشركة وإداراتها لم تكن عندها خبرة ولا معرفة للعمل في مثل هذه المشروعات الكبيرة.
وذكر “أبي أحمد”، أنه بعد مجيئه إلى السلطة أسس لجنة لمتابعة سير العمل في السد وتشير تقارير اللجنة إلى أن شركة ميتيك لم تنفذ الاتفاقية بشكل مطلوب.
وفي تصريح “، قال الدكتور حسام رضا الخبير بالموارد المائية، إن “عدم بناء سد النهضة يأتي في صالح دول المصب, لأنه في حالة اكتمال بنائه سوف يسبب العديد من المشاكل المائية خاصة في مصر”.
وأضاف الخبير المائي, أنه من المرجح أن عدم اكتمال بناء السد يرجع إلى عوامل عدة، منها انسحاب الشركة الايطالية بسبب توقف التمويل، أو أن أثيوبيا لجأت للاقتراض من صندوق النقد الدولي لكنها لم تتمكن من الحصول على قرض, لعدم وجود تصميمات هندسية للسد”.
وأوضح أنه “في وقت سابق كانت هناك تصريحات تشير إلى أن بناء السد غير مطابق للمعاير والتصميمات الهندسية وهذا تحقق بعد تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي، وتم اكتشافه بعد اغتيال مدير مشروع سد النهضة منذ أسابيع بـن البناء الهندسي للسد غير مكتمل, بجانب أنه لا يوجد عوامل أمن وأمان في حالة اكتمال البناء”.
وأشار رضا إلى أنه “في حال عدم اكتمال بناء السد ستأتي الفيضانات كما كانت تأتي من قبل”, لافتًا إلى أنه “من الممكن أن تحصل كارثة في حالة ملء السد وانهياره، ما يتسبب غرق السودان وإلحاق الضرر بدول المصب نتيجة تدفق المياه”.
ورجح رضا أن “أثيوبيا قد تلجأ إلى استكمال بناء السد بالمعايير الأمريكية ولكن بتكلفة أعلى, وبالتالي ستكون الآثار أقل ضررًا على دول المصب”.
من جانبه، قال الدكتور عباس شراقى، رئيس قسم الموارد الطبيعية بمركز الدراسات الأفريقية بجامعة القاهرة، إن “هذا الكلام غير دقيق، لأن إثيوبيا لديها خبرات واسعة في بناء السدود بدليل الكم الهائل من السدود لديها، حتى وإن كانت ليست بحجم سد النهضة”.
وأضاف “إثيوبيا استطاعت أن تنهى بناء سد تيكيزى على نهر عطبرة عام 2009 بسعة 9 مليار متر مكعب، وسد جيبى 3 على نهر أومو في 2016 بحجم 12 مليار متر مكعب”.
وتابع: “لا أعتقد أنه يتوقف مشروع سد النهضة لأن الحكومة الإثيوبية لن تتحمل غضب الشعب في هذه الحالة”.
وتوقع أن “ثورة الشعب الإثيوبي مقبلة لا محالة حتى بعد اكتمال بناء السد، حينما يكتشف الشعب أن السد بلا فوائد كما وعدته الحكومة”.
وتوقع رئيس قسم الموارد الطبيعية بمركز الدراسات الأفريقية بجامعة القاهرة، أن “يستغرق المشروع وقتًا أطول من 3 سنوات على الأقل، الأمر الذي سيتسبب في تكاليف أعلى”.
وأشار إلى أن “المتبقي من أعمال سد النهضة الجزء الهام في اكتمال السد الرئيسي وتركيب التوربينات الستة عشر، وتكملة بوابات مرور المياه الجانبية وكذلك تكملة السد المكمل بطول 5 كم في فترة زمنية لا تقل عن عامين من الآن إذا ما سارت الأمور بشكل طبيعي”.
من جانبه، شدد الدكتور أحمد شحاتة، أستاذ الجغرافيا في معهد الدراسات الأفريقية على ضرورة عدم الالتفات إلى تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي، خاصة وأن بعض التقارير الصحفية بمصر ذهبت بعيدًا باعتبار أن سد النهضة قد لا يرى النور.
وقال شحاتة “: “مشروع السد سيكتمل اليوم أو غدًا”، مشيرًا إلى “ضرورة تركيز الدبلوماسية المصرية على المسار السياسي والمفاوضات بين الدول الثلاث المعنية بالسد مصر والسودان وإثيوبيا، والتمسك بأن تكون فترة ملء السد 10 سنوات”.
وكتب إبراهيم نوار، مستشار الشؤون السياسية بالأمم المتحدة عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، تحت عنوان “تأخير في تنفيذ أعمال سد النهضة الإثيوبي”، قائلاً “إن أعمال تنفيذ سد النهضة الإثيوبي التي بدأت في العام 2011 باتت الآن متأخرة عن الجدول الزمني”.
وأشار إلى أن “أعمال تنفيذ السد كان من المقرر أن تتم خلال 5 سنوات, وحتى ألان لم يكتمل بناء السد، ولم يتم الانتهاء من الإنشاءات الهندسية والمعدنية وبالتالي لم يبدأ العمل في تركيب وتشغيل التوربينات”.
وأوضح أنه قد لاحظ أن عددًا من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي يتداولون رسالة مغزاها أن سد النهضة الإثيوبي “قد لا يرى النور”، وأظن أن هذه رسالة تحمل قدرًا كبيرًا من المبالغة، فالسد الذي تبلغ تكاليفه الاستثمارية 5 مليارات دولار هو فعلاً على وشك الانتهاء, نعم هناك تأخير في التنفيذ، لكنه لن يتوقف, ومن المرجح أن تنتهي أعمال بناء السد في النصف الثاني من العام المقبل 2019”.