«جمهورية شخلل عشان تعدى» يا بلدينا متتعبناش – بلطجة بالقانون

Parkplatz-Geld

 

“شخلل عشان تعدى”, “يا بلدينا متتعبناش”، “انجز”، جمل شاهدناها فى أدوار سينمائية, وكلمات كثيرة دائمًا ما نسمعها أثناء استقلالنا سيارات الأجرة “الميكروباص” على الطرق المختلفة سواء كانت داخل القاهرة أم خارجها فى جميع المحافظات؛ نتيجة فرض إتاوات ما يُسمى بـ”كارتة المواقف” على السائقين؛ من قبل أشخاص “سوابق إجرامية”، ومعروف عنهم ممارسة البلطجة على أصحاب السيارات، عن طريق فرض إتاوات عليهم من “حرافيش الطريق”؛ نظير عبورهم على الطريق أو مقابل تحميل ركاب من داخل المواقف، وتكون بفرض 5 جنيهات على كل سيارة تعمل داخل المحافظة, و20 جنيهًا على التى تسافر إلى المحافظة المجاورة، و50 جنيهًا على المحافظات البعيدة، وإلا العبث بالسيارة، أو تعنيف السائقين الرافضين تلك الممارسات، والذين يشاهدهم المواطن، أشخاص لا يتجاوز عددهم شخصين أو ثلاثة أو 5 أشخاص, ولكنهم يتحكمون فى العديد من السائقين، ويرون أن هذه الأموال حق مشروع لهم ورثوها، ولا يمكن الجدال فى قضية جمعها أو مشروعية تحصيلها، ولا يُسمح بالنقاش فى تفاصيل انتسابهم لأى جهة وكلتهم بها.

إنها “جمهورية الكارتة” التى ينتشر أفرادها من المسجلين وأصحاب السوابق فى العديد من مواقف سيارات تحميل الركاب العشوائية، يطلقون على أنفسهم مصطلح “سايس المواقف”، ينتشرون بصورة كبيرة فى محافظتي الجيزة والقاهرة، وبعض مراكز المحافظات، تطاردهم أجهزة الأمن كل يوم لكن سرعان ما يعودون إلى نشاطهم مرة أخرى، بعضهم يحمل “عصاة” أو “آلة حديدية” لترهيب السائقين المتمردين على الدفع، يجمعون الرسوم دون سند ورقى أو إيصال دفع.

وفى هذا التقرير نستعرض ، بعض آراء السائقين المغلوبين على أمرهم، والمغصوبين على دفع تلك الإتاوات لأصحاب السوابق الإجرامية, مناشدين وزارة الداخلية، شن حملات مكبرة على المواقف الكبرى خاصة مواقف الأقاليم.

سائقون: تقدمنا بالعديد من البلاغات ضدهم ولكن

من جانبه قال السائقون الرافضون لتلك الأعمال من قبل فرض ما يسمونهم “بلطجية”، إتاوات على عدد من السائقين تحت مسمى “كارتة مواقف”.

السائقون قالوا إنه فى داخل المواقف يمكنك أن تتعرض للإهانة، أو التعدى عليك بأبشع الألفاظ، إن فكرت “كسائق” فى طلب “إيصال” بالمبلغ الذى يطالب هذا “الشخص” بجمعه، أو أن تتوصل للجهة التى منحت هذا “البلطجي” جمع هذه الأموال, بل الغريب أن معظمهم يمارس نشاطه المشبوه بجوار الارتكازات المرورية التى تقف بالشوارع والميادين.

أحد السائقين: توجهنا بشكاوى للحى ولقسم الشرطة دون فائدة

فى البداية قال “أيمن.أ”، من إحدى محافظات الوجه البحرى، ويعمل سائقًا علي “ميكروباص” خط “المرج – السلام”, إن معظم العناصر التى تقوم بجمع رسوم “الكارتة”، سبق وأن تم حبسهم على ذمة قضايا بلطجة ومشاجرات ومخدرات، كما يختفون كلما نزلت حملة أمنية للقبض عليهم، فى الوقت الذى يوهمونا بأنهم مكلّفون رسميًا بجمع هذه الرسوم من قبل الحى.

وأضاف “أيمن”، أنه سبق وأن تقدمنا بالعديد من الشكاوى لرئيس الحى وقسم الشرطة، والتى تفيد بتضررنا من هذه العناصر الخارجة عن القانون، والحقيقة فى كل مرة تقوم قوة من أفراد القسم بشن حملة على الموقف؛ لكن سرعان ما تختفى هذه العناصر، مشيرًا إلى أنه سبق وأن تم القبض على أحدهم أكثر من مرة، ويتم إحالته للنيابة العامة، لكن سرعان ما يتم إخلاء سبيله.

سائق: لا نعترض على «الكارتة» إن عادت بفائدة على الدولة ولكن مشكلتنا مع من يحصلونها

من جانبه قال “أحمد.م”، أحد سائقى الموقف العشوائى أسفل كوبرى منطقة الإسعاف بوسط القاهرة، إنه لا أحد يعترض على عملية جمع “الكارتة” من سائقى سيارات الأجرة، إن كانت فى مصلحة الوطن والمواطن، أو إن كان سيتم إنفاق متحصلاتها على تطوير الطرق ورفع كفاءتها، لكن وجه الاعتراض على البلطجة التى يتم فرضها من قبل هؤلاء فى عملية جمع هذه الرسوم، إضافة إلى عدم تكليفهم بشكل رسمى من قبل جهة تابعة للدولة.

وناشد السائق، الأجهزة الأمنية، سرعة التحرك للقضاء على هذه الظاهرة والتى تمثل خطرًا على السائق والراكب فى نفس الوقت، مشيرًا إلى أن معظمهم سبق اتهامه فى قضايا بلطجة ومخدرات، وهذا السلوك ينعكس بالسلب على طريقة معاملته.

هؤلاء يقاسموننا رزقنا بالقوة

كما قال “أشرف.ع”، أحد السائقين على خط موقف “العاشر – الهرم”، إن السائقين بالإجماع يعانون من تلك المسألة غير القانونية من أفراد نطلق عليهم “بلطجية” يقاسموننا رزقنا.

وتابع: أنه فى حالة رفضنا دفع أموال لهم يجبروننا على إنزال الركاب أو عدم التحرك بالسيارة، إلا بعد دفع “المعلوم”، وهذا ما يشعرننا بأننا لا قيمة لنا أمام الزبائن.

وناشد السائق، الأجهزة الأمنية، عمل حملات أمنية مكثفة والقبض على هؤلاء البلطجية، والذى أكد أن معظمهم عليه أحكام قضائية, موضحًا أن هناك من يديرهم من أمناء الشرطة الذين “يقسمون معهم” نهاية اليوم، فمعظمهم يتمركزون بجانب رجال المرور والأجهزة الأمنية، ولكن لا يتم القبض عليهم رغم ممارسة نشاطهم المشبوه بجانب أفراد الشرطة، ولا يتم القبض عليهم.

«الحديدى»: هذه الظاهرة ليست من اختصاص المرور

وفى نفس السياق قال حمدى الحديدى، مدير إدارة مرور القاهرة، إن هذه الظاهرة ليست من اختصاص المرور، ولكن تخص وزارة الداخلية ورجال المباحث، مؤكدًا أن هؤلاء الأشخاص الذين يقيمون بفرض الإتاوات على بعض السائقين، والحصول على الأموال بدون أى إيصالات  تثبت تحصيلها لأى جهة؛ تعد جريمة من قبل مرتكبيها وممارسة بلطجة على الآخرين.

وأضاف “الحديدى” أن ضابط المرور من اختصاصه الإبلاغ عن المخالفات المرورية والسائقين الذين يقومون بأعمال تخالف القانون والدستور، ولكن ليس مختصًا بمحاسبة البلطجية والمسجلين خطر على الطرق أو اتجاه السائقين من فارضى الإتاوات عليهم تحت اسم “الكارتة”.

وأشار إلى أن هناك مشروع قانون يناقشه البرلمان حاليًا لتقنين وضع “السايس”، وتنظيم عمل المواقف المعتمدة، والقضاء على العشوائية منها، لوقف مهزلة انتشار البلطجية، مطالبًا المواطنين بسرعة إبلاغ المحافظة عن أى شخص يمارس البلطجة عليهم داخل أى منطقة تتجمع بها سيارات الأجرة.

«نور الدين»: الأجهزة الأمنية تقوم بإلقاء القبض على كل من يخالف القانون

من جانبه قال اللواء محمد نور الدين، مساعد وزير الداخلية الأسبق, والخبير الأمنى حاليًا, إن الأجهزة الأمنية تعمل ليل نهار على ضبط الشارع المصرى، ودائمًا ما تفرض سيطرتها على الطرق والمحاور الرئيسية؛ حتى يشعر الجميع بالأمن والأمان.

وأضاف “نور الدين”، فى تصريح  أن الأجهزة الأمنية تقوم بإلقاء القبض على كل من يخالف القانون ويمارس البلطجة إذا كان على السائقين أو غيرهم.

وناشد الخبير الأمنى، جميع السائقين، التقدم ببلاغات ضد الخارجين عن القانون ممن يفرضون إتاوات على السائقين أو غيرهم؛ لكى يتم تقديمهم للعدالة.

«عبد الهادى»: لا تخص مجلس المدينة

من جانبه قال محمد عبد الهادى، سكرتير حى الزيتون، إن هذه الظاهرة منتشرة فى العديد من المناطق خاصة المناطق العشوائية، وهى ليس لها علاقة  بالحى “مجلس المدينة”، ولكنها تخص موقف “السيرفيس” المتواجد بالمحافظة، مضيفًا أن بعض الخارجين عن القانون، والبلطجية هم من يفعلون ذلك، ويقومون بفرض رسوم على السائقين دون إعطائهم أى إيصالات.

وأضاف “عبد الهادى” ، لا أحد يقدر على توقيفهم ومنع هؤلاء البلطجية من فعل ذلك غير ضباط المباحث والمرور؛ لكونهم  أصحاب “سوابق” ومسجلين  خطر، مشيرًا إلى أن مواقف “السيرفيس” فى بعض المناطق تقوم بأخذ نسبة من هؤلاء الأشخاص.

 

 

Check Also

“الإمبراطور الأبيض”.. مقاتلة الجيل السادس الصينية المصممة للهيمنة على السماء والفضاء

تشهد المنافسة بين الصين والولايات المتحدة تصعيداً ملحوظاً في العديد من المجالات، من أبرزها التسابق …