أعاد الكاتب الصحفي محمد طرابية، نشر حقائق جديدة عن أشد الاستجوابات تحت قبة البرلمان، والتي كان قد نشرها شيخ المحررين البرلمانيين محمد المصري، في كتابه، “البرلمان المصرى: 200 سنة تحت القبة”.
كان من أعنف تلك الاستجوابات، والذي كما يقول “المصري”، هز قبة البرلمان، استجواب المستشار عادل عيد النائب السكندرى، للشيخ متولى الشعراوي، وزير الأوقاف عام 1978، حول الفساد فى المجلس الأعلى للشئون الإسلامية والذى كان يرأسه توفيق عويضة أحد مراكز القوى فى ذلك الوقت.
وفى يوم 20 مارس 1978 شهدت القاعة وقائع الاستجواب الذى جاء فيه الشيخ الشعراوي وكان وزيرا للأوقاف ليؤكد هذا الفساد فى المجلس الأعلى.
ويقول “المصري”، إنه لأول مرة يرى وزيرا لا ينكر هذه الاتهامات، ويضع الكرة فى ملعب مجلس الشعب ولم يتنصل من الاتهامات التى قالها المستشار عادل عيد.
وقال الشعراوي: إن الجهاز المركزى للمحاسبات هو الذى يجب أن يذكر ويكرم لأن توفيق عويضة أوهم الناس أنه من مراكز القوى وهو ليس منهم. وقال: أين كانت البطولات التى تظهر اليوم؟.. أين كانت حين كان التعدى على الأموال والاختصاصات وكانت تراق دماء الأبرياء ويعتقل الشرفاء ويعتدى على العرض دون أن نسمع همسة تنكر منكرا يحدث أمام الناس جميعا.
ووضع الشيخ الشعراوى مجلس الشعب الذى كان يرأسه المهندس سيد مرعى أمام مسئوليته عندما قال: “ومن العجيب أننى أُستجوب أمام هذه المجلس وكنت أحب أن يوجد تقليد أن أستجوب أنا المجلس”.
ويذكر أن النواب من المعارضة والمستقلين والأغلبية كانوا يهتفون فى القاعة الله أكبر.. الله أكبر.. على هذه الحقائق التى كان يعلنها الشعراوى. وقد تطور هذا الاستجواب عندما اعترض عضو حزب الوفد الشيخ عاشور محمد نصرعلى كلام الشيخ الشعرأوى بأن الرئيس السادات لا يسأل عما يفعل؟.
وقال له الشيخ عاشور: اتق الله يارجل مفيش حد فوق المساءلة، ورد عليه الشيخ الشعرأوى اجلس أنا أعرف بالله منك.. إن الرجل الذى شجع هذه الشجاعات المختلفة يجب أن نقدر كل قراراته وكل ارائه تقديرا فى مستوى ما وضعه الله فى أيدى البشر.
وتطور الأمر فى اليوم التالى عندما احتج الشيخ عاشور على أعمال المجلس ووصف المجلس بأنه “مسرح مجلس الشعب”، وقرر رئيس الجلسة اخراجه من القاعة، وفى أثناء خروجه هتف بصوت عال يسقط أنور السادات مما أدى إلى تحويله إلى اللجنة التشريعية وتقرر إسقاط عضويته من المجلس فى الجلسة الصباحية التى عقدت فى 27 مارس 1978.