أصبح رعي الأغنام على القمامة مشهدًا معتادًا خاصة في الأماكن الشعبية, يلفت انتباه المارة ويدفع الكثيرين إلى التساؤل حول المخاطر الصحية لذبحها، وخاصة في موسم عيد الأضحى على صحة المصريين.
ويعتمد بعض رعاة الأغنام والتجار على القمامة مصدرًا غذائيًّا لتربية الأغنام التي يتم بيعها كأضحية العيد، وهو ما يمكن ملاحظته في مناطق مختلفة، وهي تتغذى على تلال القمامة.
وأخطر ما في الأمر أن هذه الأغنام تدخل بعد ذلك معدة المصريين في صورة لحوم، ما قد يؤدي إلى الإصابة بالتسمم الغذائي والفشل الكلوي وربما ينتهي بالسرطان.
على الرغم من ذلك يجري المواطنون وراء السعر الأقل دون النظر إلى الجودة أو مصدر ومكان تربية هذه المواشي فكل ما يشغل بالهم ويبحثون عنه السعر المتناول فقط.
للأضحية شروط معينة يجب الالتزام بها وعدم الإخلال بأي شرط، فقد أوصى النبي عليه الصلاة والسلام بألا تذبح الأضحية المعيبة، ناهيًا عن التضحية بـ”الجلالة” أو ركوبها وأكل لحمها وشرب لبنها.
والجلالة هي التي تأكل القاذورات، من الإبل والبقر والغنم والدجاج والأوز وغيره، كما حرم الله ذبح مثل هذه الأضحية في قوله تعالى بسورة المائدة: “حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ”.
وقال الدكتور محمود عمرو، طبيب بيطري, إن “المواشي التي تتغذى على النفايات لا تصلح للذبح، لأن النفايات التي تتغذى عليها المواشي تدخل في لحمها وترتكز بالأخص في الكبد والمخ, وبالتالي تكون الماشية غير صحية لأكلها, فضلاً عن شكلها المقزز”.
وشبه الطبيب البيطري، المواشي التي تتغذى على النفايات بالخنازير التي “لا يحل للمسلمين أكلها”, مشيرًا إلى أن الأمراض الخطيرة التي تنتج عنها تبدأ بالتسمم الغذائي والفشل الكلوي وربما لن تنتهي بالسرطان.
وقال الدكتور حافظ زينهم، طبيب بيطري، إن “تناول الأغنام للمخلفات ظاهرة خطيرة, وتناول لحومها قد يؤدي إلى التسمم؛ نظرًا لتلوث المخلفات التي تتغذى عليها”.
وأضاف لـ”المصريون”، أنه “من المفترض أن نحافظ أولًا على نظافة البيئة، وضرورة وجود رقابة لضمان عدم تواجد الأغنام في مناطق وجود المخلفات, ومحاسبة المخالفين الذين يقومون برعي أغنامهم على النفايات”.
وفي تصريح إلى “المصريون”، حذر الدكتور محمود مزروعة، أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر، من أنه “لا يحل شرعًا تناول لحوم حيوانات تغذت على القمامة”.
ووصف القمامة بأنها “نجسة وتحتوى على قاذورات، والعلماء يفرقون بين الدواجن والطيور التي تربت في المنازل، ونظيرتها التي تُركت بالشارع لتأكل النجاسة والقاذورات وتسمى “بالطيور المخلاة” ولا يحل أكلها.
وأشار أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر، إلى أنه “إذا كانت البهائم تأكل من النفايات دون معرفة ذلك، يمكن التجاوز إذا كان الأمر غير متعمد, أما ما يحدث من أن الراعي يأخذ الماشية إلى أماكن تجمع النفايات وهو يعلم أن بها أشياء نجسة تتغذى عليه فلا يجوز، لأن إطعام البهائم من النجاسة محرم شرعًا”.
وأوضح أن “من يقوم بإطعام بهائمه من أماكن بها نجاسة ثم يبيعها للمواطن على أنه قام بتربيتها على الأعلاف الطبيعية مخادع لغيره, والله نهانا عن ذلك”.