واجه وفد الفنانين والإعلاميين الذين سافروا إلى روسيا لتشجيع منتخب مصر خلال منافسات بطولة كأس العالم لكرة القدم، انتقادات على نطاق واسع، بسبب تحمل إحدى شركات الاتصالات الوطنية، تكاليف الرحلة على نفقتها الخاصة.
وعبر رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن غضبهم من قيام شركة “we – المصرية للاتصالات” بدعوة عدد من الفنانين للسفر إلى روسيا كدعاية لها ودعما للمنتخب المصري، خاصة وأن الأمر يأتي بالتزامن مع قرار الدولة رفع أسعار المحروقات، الذي ترتب عليه زيادة في “تعريفة” وسائل النقل والعديد من المتطلبات الأساسية للمواطن.
كما اتهم بعض المدونين الفنانين بزيارة الفندق الذي كان يقيم فيه لاعبو المنتخب المصري، وبتسببهم بخسارة منتخب الفراعنة أمام روسيا بهدف مقابل ثلاثة.
وبرزت دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي، لمطالبة الفنانين، بالتبرع بقيمة رحلة السفر لصالح المستشفيات والجمعيات الخيرية.
وطالب الناشط السياسي محمد سعر خير الله، الفنانين بالتبرع بقيمة الأموال مخصصة لهم من شركة الاتصالات المصرية We للسفر والإقامة بروسيا، لصالح مستشفى الأطفال “أبو الريش”، فور عودتهم إلى مصر.
وبرر دعوته بـ “الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منهم الشعب المصري، التي وصلت إلى حد وفاة أحد الأطفال لعدم مقدرة والده على دفع خمسين جنيهًا قيمة العلاج”.
وأضاف خير الله، أنه يعلم أن وفد الفنانين غير مطالب بالتبرع أو دفع الأموال للشركة مرة أخرى، إلا “أنه يجب عليهم كفنانين يمثلون القدوة للعديد من الشباب المصري، أن يقدموا المثل والقدور الحقيقية، خاصة وأن الأموال التي تكلفت بها شركة we لا تمثل مشكلة حقيقية لكل منهم، وليسوا بحاجة لها من الأساس، مع حقهم الكامل في هذا الأمر”.
وقال طارق الشناوي، الناقد الفني، إنه “ليس هناك مبرر لعملية النقد الكبيرة الموجهة لوفد الفنانين الذين سافروا إلى روسيا، لتشجيع منتخب مصر في كأس العالم، خاصة وأنه من حق كل مواطن مصري أن يشجع ويدعم منتحب بلاده، وهو أمر قام به جميع الفنانين في مختلف أنحاء العالم، إلا أن الضجة التي تفجرت في مصر سببها عدم توفيق المنتخب المصري، بعد يوم واحد فقط من سفرهم، ما جعل الجميع يعلق أسباب الهزيمة على سفرهم”.
وأضاف الشناوي، أن “الحديث المنتشر حول إرجاع الفنانين أموال الشركة الراعية والمتعلقة بالإقامة والسفر، هو أمر أبعد من الخيال وغير منطقي، خاصة وأن الشركة ربحية وتنافسية، ولا تقدم خدمة مجانية على سبيل المثال، حتى يقوم الفنانون بالتنازل عن مستحقاتهم لها، ولا يمكن لأي مصري في نفس الموقف أن يرفض عرضًا بالذهاب لروسيا لتشجيع منتخب بلاده في هذه الظروف”.
وشدد الشناوي على أنه “يجب الحفاظ على قوة مصر الناعمة، وعدم الانتقاص من قدرها، ولا يمكن أن يتم تحميل مجموعة بعينها مسئولية خسارة منتخب مصر، والذي يعرف المسئولون عنه والمتابعون للكرة في مصر، أنه لا يمكن أن يحقق نجاحات كبيرة في بطولة كاس العالم، والتي تضم منتخبات أقوى بكثير على جميع الأصعدة من المنتخب المصري، الذي لا يضم أسماء معروفة سوى محمد صلاح”.
كان أشرف زكي نقيب الممثلين أصدر بيانًا أعرب فيه عن استيائه من حملة الهجوم الشرسة التي استهدفت وفد الفنانين المصريين، الذين سافروا لدعم منتخب مصر في مونديال روسيا 2018.
وقال زكي في بيان صحفي: “تلقينا دعوة من إحدى القنوات التي ترعى المنتخب، ولم نسافر على حساب الدولة وفق ما ردد البعض عن عدم علم، وذلك ضمن وفد كبير ضم عددا من الإعلاميين والشخصيات العامة والبرلمانيين”.
وأضاف: “لم يتجاوز عددنا الـ10 فنانين، وفوجئنا بكثير من الادعاءات غير الصحيحة التي تم تداولها على مواقع التواصل، تفيد بزيارتنا للمنتخب الوطني في الملعب أو في مقر إقامته، وهو أمر عار تماما عن الصحة، حيث لم نذهب ولم نطلب حتى الذهاب للاعبي المنتخب في أي مكان، ولم نتواجد بالفندق الذي يقيمون فيه”.
وتابع: “فوجئنا بتداول صور تم التقاطها في مطار القاهرة على أنها في مقر إقامة اللاعبين ولم أفهم سببا لادعاء هذا الأمر واستغلاله للهجوم على الفنانين ومحاولة التقليل من قدرهم والنيل منهم”.
واستدرك: “من حق فناني مصر التواجد في حدث هام مثل المونديال لتشجيع المنتخب الوطني، مثلنا مثل أي فئة من جماهير مصر، وقد كانت هناك حالة من الاحتفاء بوجود أعضاء الوفد المصري من الفنانين وسط مدرجات المشجعين المصريين والعرب، وهو أمر معتاد وطبيعي، ولكن ليس من المقبول أن يتم التجاوز في حق الفنانين على مواقع التواصل واتهامهم بالباطل ودون وجه حق”.