كلما حل شهر رمضان المبارك حلت البركة والاطمئنان في قلوب المصريين ، وكذلك الحال مع المسلمين بالنمسا ؛ حيث يكون الشهر الكريم فرصة سنوية للتجمعات واللقاءات بين أبناء الجالية المصرية حول موائد الإفطار التي تعمر بها مدينة فيينا طوال شهر الصيام. ناهيك عن الأجواء الروحانية التي تهب نفحاتها على نفس المؤمن فتعمل على تصفية القلوب بين الجميع .
وتختص الجالية المصرية بعادات وتقاليد في شهر رمضان تميزها عن غيرها ، ففي هذا الشهر الكريم تتوالى الدعوات من أشخاص ومنتديات وروابط والتجمعات المصرية ، حتى أصبحت هذه الدعوات جزء لا يتجزأ من التقاليد والعادات المصرية فى كل عام خلال هذا الشهر الكريم.
ففي يوم السبت الموافق 2-6-2018 أقام الحاج جعفر فياض الشهير بالحاج جعفر الصعيدى مائدة إفطار رمضانية ، مائدة مختلفة عن الكثير من الموائد.. فهى مائدة دسمة فى مظهرها عميقة فى أجوائها ومعانيها لأنها مائدة جمعت كل أبناء الصعيد المقيمين فى فيينا والمدن المحيطة بها .
توافد المدعوون أقصد الصعايدة من الساعة الثامنة مساء إلى مقر اتحاد المصريين فى فيينا الذى يقع بوسط العاصمة فيينا ، وسط ترحيب من مضيفيهم الحاج جعفر وبعض الإخوة الصعايدة الأخرين .
ثم رفع أذان المغرب بصوت الحاج مصطفى عبدربة وكانت الصلاة فى غرفة أخرى جانبيه خصصت لذلك الغرض ثم تناول الصائمون حبات من التمر والماء أعقبها طعام الإفطار والصلاة كانت فرادى لضيق المكان .
إنها المائدة الصعيدية التى تعد من أكثر الموائد الشهية والدسمة فى فيينا، لما تحتويه من أطباق خاصة بأهالى الصعيد، وفى شهر رمضان الكريم خاصة يحتفظ الصعيد لنفسه بأكلات معينة تميزه عن مناطق أخرى فى مصر أو النمسا، منها «الخبز الصعيدى» و« الباميا» ووالملوخية الصعيدية واللحمة الضانى بجانب الفراخ المحمرة على الطريقة الصعيدية واالأرز المحوج والشربة عدس مع البهارات وداخلها لحمة ضانى ، ولكن أنا لم أجد «الكشك الصعيدى» من ضمن أكلات المائدة ، أفطر الحاضرون فى جو بهيج يغلفه الود والمحبة الصادقة إلى أبعد حد
أما الكشك الصعيدى هو يعتبر من الأكلات المعمرة التى تدوم عاما كاملا «مشونة» داخل صوامع مخصصة لهذا الغرض، فمع دخول الصيف يتأهب أهل قرى الصعيد وخاصة المنيا وأسيوط لذلك العمل السنوى الشاق والممتع الذى يعد مناسبة تجمع العائلة والجيران.. والذى يتكون من القمح المجروش واللبن، وأحياناّ يضاف ألية شرائح من العيش الشمسى المحمص الذى يخبز فى منازل أهل الصعيد، إلى جانب الجبن الضانى
أدركنا بفضل الله هذا الشهر الكريم ونسأله عز وجل أن يتم علينا وعلى كل الصعايدة وعلى بلدنا النمسا نعمة الأمن والأمان وكل عام وأنتم جميعاّ بخير وسلام .
الفيديو والصور بعدسة محمود عياد – أبوكريم