إعلان رسمى برفض كافة دعوات المصالحة مع جماعة الإخوان»، بهذه الكلمات، علق منشقون عن «الإخوان»، على تصريحات سامح شكرى، وزير الخارجية، حول عدم وجود نية لدى السلطة الحالية، للمصالحة مع الجماعة، وسط تأكيدات بأن المصالحة أمر مستبعد خلال تلك المرحلة الراهنة.
وفى تصريحات متلفزة له، قال وزير الخارجية، إنه «ليس هناك توجه للمصالحة مع من استباح دماء المصريين ورفع السلاح فى وجههم، وكذلك مع تنظيم غير شرعى، يقصى عن الحياة السياسية الغالبية العظمى من الشعب المصرى».
«شكرى» أضاف: «دائمًا يؤكد الرئيس السيسى أن مصر لكافة أبنائها طالما التزموا بالقانون والقواعد التى تجمعنا، وهذا هو المنهج الذى نسير عليه»، متابعًا: «أى جهود لأى مصالحة مع تنظيم غير شرعى ليست لها أى محل».
سامح عيد، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، قال إن فكرة المصالحة مع جماعة «الإخوان» كتنظيم، أمر مرفوض على المستوى الرسمى شكلًا ومضمونًا، وبالتالى من الطبيعى أن تأتى تصريحات وزير الخارجية على هذا النحو.
وخلال حديثه لـ«المصريون»، أضاف «عيد»، أنه فى الوقت الذى ترفض فيه بعض الأجنحة داخل السلطة إجراء أى نوع من المصالحة مع الجماعة أو غيرها، يريد آخرون تهدئة الأوضاع بشكل أو بآخر، لكن ذلك لا يمكن إعلانه.
الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، أوضح أن ذلك يشير إلى أن هناك أجنحة متعارضة داخل المطبخ السياسى الرسمى حول المصالحة مع الجماعة، منوهًا بأن الأمر ذاته يوجد داخل «الإخوان»، حيث يسعى البعض إلى المصالحة والتهدئة، بينما يرى آخرون أنه لا يمكن الإقدام على تلك الخطوة بأى شكل من الأشكال؛ لأنه من وجهة نظرهم، وقع عليهم ضرر بالغ من السلطة الحالية.
وأكمل: «التصريحات الرسمية لابد أن تكون على هذا النحو، لأن الإعلام الموالى يحرض دائمًا على الجماعة، كما أن الدماء التى تتساقط، يتم تعليقها فى رقبة الجماعة، سواء قامت هى بذلك أو جماعات أخرى، وبالتالى المجتمع والواقع غير مؤهل لهذا».
غير أن، الدكتور خالد الزعفرانى، القيادى السابق بالجماعة، والباحث فى شؤون الحركات الإسلامية، قال إن الذين أطلقوا دعوات المصالحة بين الجماعة والنظام، ليس لهم أرضيه داخل الجماعة أو السلطة الحاكمة، كما أن السلطات الرسمية لم تُبد منذ البداية أى رغبة فى إجراء أى مصالحة مع الجماعة، ومن ثم هذا رد طبيعى من«شكرى»، بل ومتوقع.
وأضاف «الزعفرانى»، لـ«المصريون»، أن كلا الجانبين ليس لديهم رغبة فى تنفيذ تلك الخطوة، منوهًا بأن السلطات الرسمية والجهات الأمنية لا يحبذان المصالحة، كما أن القيادات الفعلية التى بيدها القرار النهائى داخل الجماعة، لا تريد أيضًا مصالحة.
القيادى السابق بـ«الإخوان»، لفت إلى أن دعوات المصالحة نابعة من آراء واجتهادات شخصية، ولا تُعبر عن وجهة النظر الرسمية أو الجماعة، مضيفًا أن تصريحات وزير الخارجية، تعتبر تأكيدًا على رفض الموقف الرسمى للمصالحة.
وبرأى «الزعفرانى»، فإن حديثا إبراهيم منير، نائب المرشد العالـ«الإخوان»، ويوسف ندا، عن المصالحة، لا يُمكن حملها على محمل الجد، لا سيما أنها لم تصدر عن القيادات صاحبة القرار داخل الجماعة، أمثال المهندس خيرت الشاطر، أو الدكتور محمود حسين.
ومؤخرًا، دعت شخصيات عديدة؛ لإجراء مصالحة بين السلطة الحالية وجماعة الإخوان؛ لإنهاء الأزمة السياسية التى تعصف بالبلاد منذ 5 سنوات، وكان آخرهم الدكتور كمال الهلباوي، القيادى السابق بالجماعة، إذ قال إن مبادرته تهدف لما أسماه بـ «نشر للسلام المجتمعي» مع الجميع، وليس مع الإخوان فقط، وأنها تهدف لـ«الخير».
وأوضح أن مبادرته طرحها للمصالحة والإصلاح المجتمعى، والتعامل مع المعارضة جميعًا من شتى التوجهات، وأنه استثنى منها أهل العنف والإرهاب.