جامع قمامة: بكيت عندما رأيت جثة طفل داخل الصندوق.. وأخرى ترمى رضيعها خوفًا من الفضيحة
العلاقات المحرمة وتجارة الأعضاء البشرية وخطف الأطفال تتجمع داخل الصناديق
خبير أمنى: يجب وضع كاميرات مراقبة عند صناديق القمامة
نقيب الزبالين: الظاهرة انتشرت فى الفترة الأخيرة بسبب تجارة الأعضاء
“لا تتعجب إذا كنت تمر بجوار مقلب زبالة ورأيت كلبًا يحمل بين فكيه طفلًا ويسير به فى الشارع, أو رأيت حيوانًا ينهش فى أمعاء أو أجزاء إنسان ملقاة وسط أكوام الزبالة, أو وجدت طفلًا تحيط به الحشرات والقاذورات على جسمه، وهو على قيد الحياة بداخل تلك الأماكن”، فهو لن يكون أرحم وأحن من البشر على تلك الأطفال, فى الوقت الذى يتمنى فيه الأزواج وجود ابن لهم، يحمل اسمهم ويملأ عليهم حياتهم، نجد هناك ممن لا ضمير لهم، ولا قلب، ولا يعرفون للإنسانية معنى، يرمون أطفالهم داخل تلك الأماكن حتى لا يفتضح أمرهم؛ نتيجة ما حصدوا من نكاح السفاح، فمن مجهول إلى مجهول، وواقع سيئ ينتظر تلك الأطفال، وهناك من يستغلهم فى تجارة الأعضاء حتى أصبحت الأشلاء والأمعاء تلقى فى منتصف أكوام الزبالة.
وفى الآونة الأخيرة، أصبح لا يمر يوم إلا ونسمع أو نقرأ ونطالع بصورة شبه يومية، حوادث العثور على أطفال رضع فى الساعات الأولى من أعمارهم، وسط أكوام القمامة التى تحولت إلى مقابر للأطفال حديثى الولادة, سواء كانوا جثة هامدة، أو أحياء.
وفى هذا الإطار نرصد بعض حالات الأطفال الذين تم العثور عليهم سواء جثثًا أو أحياء.
جامع قمامة يعثر على جثة رضيع بمنشأة ناصر
محسن، جامع قمامة، يعمل فى هذا المجال منذ أكثر من عشرين عامًا، حيث كان ابن السنوات الست، يتنقل مع والده بين العمارات لجمع القمامة منها، واستمر فى هذه الوظيفة التى تحتكرها عائلته فى المنطقة.
مئات الأطنان من القمامة تتجمع يوميًا وتحوى فى داخلها آلاف الأشياء، لكن أن تضم جثة طفل، فالأمر ليس سهلًا على هذا الشاب الذى لم يتحمل الصدمة، ووقف مذهولًا حتى استجمع قواه، واستطاع تخليص الجثة قبل أن تصل لها أنياب الكلاب.
وقف “محسن” مثل التائه لا يعرف كيف يتصرف، لتنطلق صرخاته طالبة الاستغاثة، فى وقت مرور أسامة، ذلك الرجل الخمسينى الذى يمتلك محلًا لبيع بعض المنظفات فى المنطقة، حيث كان فى طريقه لافتتاح محله.
كاد الرجل يبكى عندما شاهد جثة الرضيع التى عثر عليها فى القمامة، لكنه تمالك نفسه، وأسرع إلى المقدم “على فيصل”، رئيس مباحث منشأة ناصر، لإبلاغه بالأمر حتى لا يكون “محسن” عرضة للمساءلة.
كانت أقوال جامع القمامة فى التحقيقات كفيلة بإثارة فضول رجال المباحث، حيث أكد أن الجثة لم تكن ضمن أكياس القمامة التى تم جمعها من المنازل، لكن مجهولًا قام بإلقائها، الأمر الذى يشير إلى أنه ربما تكون والدة الطفل من سيدات المنطقة.
العثور على جثة فتاة مقطعة أشلاء بجوار مدرسة فى فيصل
كانت قد عثرت الأجهزة الأمنية بالجيزة، على جثة فتاة مقطعة ملقاة فى القمامة بجوار مدرسة فى فيصل.
وجاءت بداية الواقعة عندما تلقى ضباط مباحث قسم شرطة بولاق الدكرور، بلاغًا من غرفة النجدة، بالعثور على جثة مقطعة ملقاة فى القمامة، وعلى الفور تم تشكيل قوة من مباحث القسم، وبالانتقال إلى مكان الواقعة، والفحص تبين وجود أجزاء من جسد فتاة مقطعة وملقاة فى القمامة.
إنقاذ رضيعة عثر عليها بين أكوام القمامة
غابت القيم الإنسانية والرحمة من قلب أم قررت التخلص من فلذة كبدها وإلقائها فى القمامة؛ هربًا من الفضيحة، عقب إنجابها رضيعة من ثمرة علاقتها غير الشرعية.
وفى التفاصيل، قامت المتهمة “سامية م”، 28 سنة، بإلقاء طفلتها بين أكوام القمامة فى مدينة طنطا التابعة لمحافظة الغربية، وفرت هاربة قبل أن يتمكن المارة من ضبطها.
وتمكنت الشرطة، من القبض على المتهمة بعد أن نجح عمال القمامة فى إنقاذ الطفلة قبل أن تنهشها الكلاب الضالة، ونقلها إلى المستشفى لإسعافها.
وبسؤال المتهمة اعترفت بالواقعة، وأقرت أنها أنجبت طفلتها من السفاح، وقررت التخلص منها؛ حتى لا تطاردها الفضيحة من جيرانها وأقاربها عند سؤالها عن والدها، والجميع يعرف أنها لم تتزوج.
وقد أحيلت المتهمة إلى النيابة العامة التى قررت حبسها على ذمة التحقيقات، وكلفت المباحث بإعداد تحرياتها فى الواقعة.
أم تلقى رضيعها لتخفى خطيئتها
وفى ديسمبر 2016 تجردت أم من إنسانيتها، وألقت رضيعها بالقمامة، والذى عثر عليه عامل نظافة أثناء تأدية عمله بمزلقان المساكن بمنطقة منشية ناصر فى القاهرة.
وتقدم العامل على أثر الواقعة ببلاغ، وبدورها قامت الأجهزة الأمنية بالبحث والتحرى، وتم القبض على والدة هذا الطفل، وهى “ربة منزل”، وقد تم اتهامها بإلقاء طفلها حديث الولادة فى مقلب القمامة، بعد ولادته مباشرة؛ لإخفاء علاقة غير شرعية مع والد الرضيع.
وقالت التحريات الجنائية، إن الرضيع لفظ أنفاسه الأخيرة وسط القمامة، كما كشفت التحريات عن أن أم الرضيع تدعى “آية”، وراء قتل رضيعها، حيث اعترفت بارتكابها الجريمة عقب مواجهتها.
وقالت الأم، إنها أقامت علاقة غير شرعية مع شخص نتج عنها حملها سفاحًا، وبعد ولادة الطفل تخلى عنها، كما أنه رفض الاعتراف بالرضيع، ما دفعها إلى التخلص منه.
عامل نظافة يعثر على رضيع داخل صندوق
عثر عامل نظافة بالفيوم على طفل رضيع، وهو على قيد الحياة، ملقى داخل صندوق جمع القمامة بحى الحواتم بمدينة الفيوم.
تلقى اللواء ناصر العبد، مدير أمن الفيوم، إخطارًا من العميد محمد شكرى، مأمور قسم شرطة الفيوم ثانٍ، بعثور أحد عمال النظافة على طفل لم يتعدَ عمره 4 ساعات على ولادته، وسط القمامة ومازال على قيد الحياة.
وانتقلت سيارة الشرطة، إلى مكان الحدث، وتم أخذ الطفل حيًا وإيداعه فى قسم الأطفال بمستشفى الفيوم العام لتوقيع الكشف الطبى عليه، كما تم تحرير محضر بالواقعة، وأحيل إلى النيابة العامة للتحقيق.
العثور على جثة طفل البعوض ينهش فى جسده
عند مطلع “كوبرى الخشب” فى منطقة بولاق الدكرور، عثر عامل على طفل رضيع مجرد من الملابس، وهو جثة هامدة، والبعوض ينهش فى جسده.
وبعد إبلاغ الشرطة جاءت سيارة إسعاف إلى موقع الحادث ولكنه كان قد فارق الحياة، وتم تحرير المحضر بهذه الواقعة، ولم يتبين من هى والدة هذا الطفل، وتم دفنه بعدما خرج من المستشفى.
كيس قمامة بداخله رضيع بالأقصر
داخل كيس قمامة أسود اللون، ملقى بجوار مدرسة الحرية “مبارك سابقًا”، بشارع التليفزيون فى محافظة الأقصر، عثر الأهالى فى مارس قبل الماضى على طفل رضيع.
وتوجهت سيارة إسعاف إلى محل الواقعة، بعدما تلقت بلاغًا من الأهالى، بالعثور على طفل رضيع فى كيس قمامة، فى الكشك المجاور للمدرسة، ونُقل الطفل إلى مستشفى الأقصر الدولى، لمتابعة حالته الصحية.
عامل زبالة: لم أعثر على شىء ولكنى أسمع عن تلك الأشياء
قال أحد نباشى الزبالة بالمرج، إننا معرضون لأن نلاقى أى شىء ولا نستبعد أن نلاقى أجزاء وأعضاء بشرية داخل أكياس أو كرتونة ملاقاة وسط القمامة.
وأضاف العامل أنا شخصيًا لم يعثر على أى شيء من هذه الأشياء الذى يسمع عنها، موضحًا أنه حدث فى إحدى مناطق المرج، وتم العثور على كرتونة بها جثة مقطوعة الرأس واليدين.
وأشار إلى أنه منذ ولادته وجد نفسه فى العمل بنبش الزبالة بجانب أسرته التى تعمل فى هذا المجال، منوهًا بأنه ترك الدراسة فى الفصل الثانى الابتدائى؛ لأنه كان غير موفق فيها, ولم أجد سوى العمل إلا فى هذا المجال، متمنيًا أن لا يجد مثل هذه الأشياء التى يسمع عنها.
«بسيونى»: لم أسمع بالعثور على طفل فى القمامة
ومن جانبه نفى اللواء مجدى بسيونى، مساعد وزير الداخلية الأسبق، انتشار ظاهرة العثور على الأطفال فى مناطق تجمع القمامة، موضحًا أنه لم يسمع بأن طفلًا تم العثور عليه داخل أكوام الزبالة, ولكن إذا تم العثور على جثة إنسان مذبوح داخل صندوق القمامة أو طفل يجب التوقف عن ذلك ومعالجة هذه الظاهرة.
وقال “بسيونى إنا عند العثور على طفل ملقى فى أحد صناديق القمامة؛ تقوم الأجهزة الأمنية بتصوير الجثة ووجه الطفل، ونقله إلى المشرحة، وإخطار النيابة والطب الشرعى؛ لمعرفته سبب الوفاة، والتعرف على الصفات الوراثية.
وتابع: أن الأجهزة الأمنية تقوم بعد ذلك بإخطار جميع مديريات الأمن بحالات الغياب فى المناطق التابعة لها، ويكون الإخطار مدفوعًا بالصور، موضحًا أنه “إذا شك فى الشكل المتقارب للضحية المعثور عليها يكون سهل التواصل للأهلية الطفل”.
وأوضح أنه بعد ذلك تبدأ عملية البحث عن الجناة، وتكون نقطة البداية هى المحيط الذى عثر عليه الطفل، مثل العيادات المشهور عنها ارتكاب هذه الجرائم أو وجود مسكن الجانى قريب من صندوق القمامة الذى تواجد فيه الطفل.
وشدد اللواء مجدى بسيونى، مساعد وزير الداخلية الأسبق، على ضرورة مراقبة مناطق تجمع القمامة؛ بوضع كاميرات مراقبة لسرعة القبض على مرتكبى الجرائم.
نقيب الزبالين: تجارة الأعضاء هى السبب
وفى نفس السياق قال شحاتة المقدس، نقيب الزبالين، إن ظاهرة العثور على الأطفال مذبوحة فى مناطق تجمع القمامة انتشرت بطريقة كبيرة؛ بسبب كثرة تجار الأعضاء البشرية، ويجب على الجهات الأمنية، ضرورة مواجهة هذه الظاهرة والقضاء عليها.
وأوضح شحاتة أنه بصفته نقيب الزبالين لم يصادف ولو مرة واحدة خلال فترة عمله، وجود أطفال فى القمامة ولكنه سمع عنها.
وتابع: “محصلش معايا قبل كده ولقيت طفل ولا طفلة فى الزبالة“.
وأوضح نقيب الزبالين, أنهم يعثرون على بعض المبالغ المالية, والمجوهرات، وفى هذه الحالة يقيمون بإخطار أجهزة الأمن، ويتم توصيلها لأصحابها.
وطالب “شحاتة”، أجهزة الأمن، بتوفير كاميرات المراقبة فى بعض مناطق تجمع القمامة، قائلًا: “يجب توفير كاميرات مراقبة فى كل منطقة يتم فيها تجمع القمامة لكى تتمكن أجهزة الأمن بعد ذلك من القبض على تجار الأعضاء البشرية فى حالة وجود أطفال فى القمامة”.
باحث اجتماعى: الفقر والجهل ساهما فى زيادة أطفال السفاح
قال الباحث الاجتماعى أحمد الشريف، إن الفقر والجهل، وقلة الدخول فى كثير من القرى؛ ساهمت فى زيادة أعداد “أطفال السفاح” التى بدأت تزيد عامًا بعد آخر.
وأكد أنه طالما هناك الفقر والجهل؛ فهناك ممارسات غير صحيحة تساهم فى انتشار “الأقراص المخدرة، والبانجو، والحشيش”، وبالتالى ظهور “أطفال السفاح”، لعدم وجود تحكم فى المجتمع الفقير، مطالبًا بتكثيف الحملات لضبط تجار المخدرات، وإيجاد بيئة صالحة للمناطق الفقيرة؛ للتصدى لتلك المشاكل الناتجة عنها.
هذا المحتوى نفلاّ عن جريدة المصريون الورقية