عقلك مثل ممر طويل إضاءته خافتة؛ قليلون هم من تسمح لهم بالتسكع معك في هذا الممر، وأقل منهم من تمنحهم فرصة دخول إحدى الغرف المتراصة على جانبي الممر، وكل ليلة – قبل النوم – تسير داخله شاعرًا بالفخر بما أنجزته في الحياة، وأحيانًا بالحسرة عندما تمر على الغرف التي لم تستطع السيطرة عليها كما تمنيت.
ولكن؛ هل ستسمح لأحد أن يدخل معك تلك الغرفة الوحيدة المهجورة في نهاية الممر؟ تلك الغرفة ذات الباب الحديدي وخيوط العنكبوت التي تحاوطه، ومع أن الباب موصد إلا أن ظلمة تلك الغرفة؛ يمكنك أن تستشعرها بقلبك من بعيد.
في هذا التقرير؛ سمح لنا بعض مدمني الجنس في المجتمع العربي؛ أن يأخذونا من أيدينا ليخبرونا عما يخبئونه في تلك الغرفة السرية طوال هذه الأعوام؛ من تجارب مؤلمة وصعبة وبعضها مُخجلة بالنسبة لهم، وضعوها في تلك الغرفة حتى ملأتها بالظلام والذي بدأ يتسلل بدوره إلى الغرف الأخرى السليمة في ممرات عقلهم، وربما لم يجدوا الشجاعة الكافية ليعلنوا عن شخصياتهم؛ ولكنهم قد اتخذوا خطوة كبيرة عندما اعترفوا لأنفسهم بما يمرون به.
القاهرة : بقلم أميرة الدسوقى
الطب النفسي يطلق عليه: «اضطراب النشاط الجنسي»
كيف تدرك أن الشيء الذي تحبه تحول إلى إدمان؟ الإجابة هي: عندما يبدأ في ترك آثاره السلبية على حياتك؛ فربما يكون الشخص مُحب لممارسة الجنس ويمارسه بشكل يومي ومتواصل مع شريك حياته دون أن يضر نفسه أو دون أن يشعر بالذنب، ولكن عندما يبدأ الهوس الجنسي ورغباته في التحكم بمصير الشخص بالدرجة التي تجعله هو نفسه يظن أنه بحاجة لمساعدة؛ وقتها يمكن للأمر أن يندرج تحت بند الإدمان.
«أنا لست مثلكم؛ إنني شبقة جنسيًا وأنا فخورة بهذا في نفسي» *مقولة من فيلم
تلك الزوجة الأمريكية التي تنام كل يوم بجوار زوجها؛ تجرح مشاعره دون أن تدرك؛ حتى أيقظها في يوم من النوم ليخبرها أنها تمارس الاستمناء أثناء نومها، وبيتر سادينجتون المعالج الجنسي كان مشرفًا على تلك الحالة، والتي اختارت هي وزوجها اللجوء للاستشارة النفسية؛ مؤكدين أن الأمر خارج عن إرادة تلك السيدة إذا كانت تمارسه لا إراديًا أثناء النوم.
وعلى الرغم من ذلك لم يُصنف الجنس بكونه أحد الأشياء التي يمكن للإنسان إدمانها نظرًا لغياب الأدلة التجريبية في هذا الأمر، واكتفت الجمعية بتنصيف تلك التصرفات على أنها «اضطراب النشاط الجنسي الزائد»، ولكن هذا أيضًا لم يمنع ظهور الجمعيات والمنظمات المستقلة التي تدعم الأشخاص الذين يعانون من هذا النوع من الإدمان مثل الجمعية التي أسسها المدمن المتعافي جوناثان.
الاجتهادات الشخصية لبعض الأطباء النفسيين والمعالجين أشارت إلى أن الأمر بعيد عن الأخلاقيات والقيم التي يؤمن بها مدمن الجنس، وإنما الأمر متعلق بأسباب نفسية وعصبية وأحيانًا جسدية أيضًا يصعب على الشخص التحكم فيها.
ولذلك من الصعب أن تمنح شخصًا لقب «مدمن» على الجنس وأنت متأكد تمامًا من هذا التعريف؛ فربما يكون مجرد شخص يمارس نشاطات جنسية تشعره بالسعادة وتمنحه بعض الراحة النفسية التي تساعده على إتمام أعماله المهنية، أو حتى شخص يظن ممارسة الاستمناء المستمرة تعتبر إدمانًا ويشعر بالذنب نظرًا للقيم الدينية أو عادات المجتمع المحيط به، والتي أخبرته على مدار عمره القصير أن الشعور بالرغبة قد يكون إثمًا.
ولكن عندما يرى الشخص أن ممارسته للجنس مرتبطة بالإحساس بالذنب أو ترتب عليها أمور أثرت تأثيرًا سلبيًا على حياته؛ في هذه الحالة نطلب من هذا الشخص أن يطلعنا على ما يعانيه من صراع في غرفته السرية المُظلمة ويشاركنا ما يمر بيه؛ وجعله يظن أنه قد يكون مدمنًا للجنس.
الغرفة الأولى.. كيف يمكن للهوس الجنسي أن يدمر حياة؟
صوت دقات يده على باب منزل أبيه الخشبي كدقات العصا على المسرح قبل بداية العرض؛ كان مُدركًا أن فتح الباب في تلك اللحظة كرفع الستار على أسوء وأقسى مشهد سيقدمه في حياته أمام الجميع. دعونا نطلق عليه اسم «غريب» وهو في العقد الثالث من عمره وحاصل على مؤهل متوسط.
انتقل غريب للمعيشة مع والده وزوجة والده بمحافظة أخرى؛ بعد أن أصبحت الحياة مستحيلة مع والدته في المكان الذي تربى فيه؛ ولكنه لن يفتقد والدته كثيرًا، فلم يمر شهر وشاركته الهروب من «العار» كما وصفه.
في غرفة غريب المظلمة فراش وحاسب آلى، الحاسب الآلي ليس لمشاهدة الأفلام الإباحية فقط؛ بل لإنتاجها أيضًا، والفراش هو موقع التصوير الخاص به، والبطلة الأخيرة لتلك الأفلام كانت زوجة عمه؛ والتي نشر الأفلام الخاصة بها على أحد المواقع الإباحية مصحوبة باسمها الحقيقي وعنوان منزلها؛ وهذا عندما طلبت منه أن يتوقفوا عن أفعالهم.
الغضب الذي شعر به وقتها كان أشبه بالـ«البركان» الذي أحرق قدرته على التفكير، في مجتمع مثل مجتمعه – يقول غريب – لن يجد بسهولة سيدة أخرى توافقه مشاركة تلك الغرفة المظلمة، ولذلك تحول التهديد من أجل الاستمرارية في اللقاءات الجنسية؛ إلى تنفيذ من أجل الانتقام.
كان يشاهد أفعاله مثله مثل الآخرين؛ شعر بالغضب من نفسه عندما أرسل الأفلام القصيرة لعمه وأبناء عمه، شعر بالجنون وجسده يتحرك في اتجاهات تدمر حياته للأبد ولكنه – كما أكد لنا – لم يكن لديه أي سيطرة على تصرفاته، ولهذا السبب جاءت إجابته بـ«نعم» عندما سألناه إذا كان يظن أنه مدمن للجنس.
أخبرنا غريب أن الوضع لم يتوقف عند هذا الحد من السوء؛ لأن عدم قدرته على السيطرة على رغباته الجنسية؛ ورطته في «فضيحة» أخرى – كما وصفها – بتلك المحافظة الجديدة والتي قد كوّن فيها والده سمعة طبية بالفعل؛ نبذته الأسرة وتجنبه المجتمع الصغير للمحافظة واضطر للزواج حتى يوهم المجتمع أن تصرفاته تغيرت.
ولكنه لا يزال يقضي أوقاتًا وحيدًا في تلك الغرفة المظلمة؛ مؤكدًا أنه ليس لديه الشجاعة للتحدث مع طبيب نفسي حول هذا الأمر أو عن التحرش الجنسي الذي تعرض له في سن صغيرة من سيدة تكبره بأعوام، ولكن أيضًا فكرة التخلي عن تلك الحياة السرية تصيبه بالفزع؛ وكأن إدمانه هو هويته التي يعرّف نفسه بها، ولكنه في نفس الوقت- كما أكد لنا – لم يعد يشعر بالمتعة أثناء ممارسته؛ هو فقط يشعر بالـ«حاجة» لممارسته.
«الأمر ليس له علاقة بالمتعة؛ إنه متعلق بالشعور بأي شيء آخر غير شعورك بالموت الداخلي» *الكاتب الأمريكي جاستن دونر
أن تكون مدمن جنس أمر، وأن تكون مدمن جنس في مجتمع عربي أمر آخر تمامًا. عاش مدمن الجنس المتعافي جوناثان دوجيرتي نفس التجربة ولكن الفارق الوحيد هو وجوده في مجتمع غربي، وفي مرحلة من حياة جوناثان شعر أنه مصاب بالفصام.
في النهار يعيش الحياة الطبيعية ويقوم بدوره في المجتمع ويحضر الدروس الدينية في الكنيسة ويظهر الإخلاص لزوجته، وفي الليل يتحوَّل إلى شخصٍ آخر على استعداد لممارسة الجنس مع أي امرأة، ولم يشعر بالحياة مرة أخرى إلا عندما بدأ في العلاج والتواصل مع آخرين يعانون من نفس الأزمة.
ولذلك وجّه جوناثان رسالة لكل شخص يرى في نفسه أعراض إدمان الجنس، وطلب منه أن يتقدم خطوة للأمام ويعترف بالمرض، ويؤكد جوناثان لهؤلاء أن تلك هي الخطوة الأصعب، وما بعد ذلك هي مراحل من التحرر واحترام الذات؛ وهي مشاعر تستحق خوض الخطوة الأولى مهما كانت صعبة وثقيلة على النفس.
شاهد لقاء باللغة الإنجليزية مع جوناثان من هُنا.
لم يكتفِ جوناثان بتوجيه رسائل من خلال حواراته الإعلامية فقط؛ ولكنه أسس منظمة لعلاج هذا النوع من الإدمان بالولايات المتحدة الأمريكية باسم «Gateway to freedom»، وهي مؤسسة تفتح بابها لكل من يحتاج للعلاج من إدمان الجنس.
الغرفة الثانية.. عندما لا تستطيع أن تقول «لا» لمن يؤذيك!
تلك الغرفة تخص امرأة في العشرينات درست هندسة الحواسب الآلية وتعمل بإحدى الشركات المرموقة وتعتقد أنها مدمنة للجنس. حياتها تختلف عن حياة غريب كثيرًا؛ فهي تعيش في عاصمة إحدى البلاد العربية، ويتوفر لها المال الوفير من أسرتها، تعيش مفردها ولها صداقات من كل نوع؛ تحيا حياة تشبه الحياة الغربية في مجتمع عربي، سرها الصغير بدأ بالفضول تجاه الأفلام الإباحية، ومن ثم تطور إلى فضول على أرض الواقع.
تلك الغرفة في نهاية الممر لم تبدأ مُظلمة بالمرة، بل بدأت بأضواء النوادي الليلة، والشموع التي احترقت خلال ليال طويلة من الاستكشاف والمتعة، ولكن بعد سنوات من الانطلاق؛ ظهرت النقطة السواد الأولى حينما علمت أنها مصابة بمرض جنسي منقول عن أحد شركائها في تلك الغرفة السرية، والذي كان يعلم بإصابته للمرض ومع ذلك لم يحذرها ولم يهتم باستخدام أحد أساليب الحماية.
«إنها مثل سندريلا تمامًا، ولكن مع دقات الساعة الثانية عشر؛ تتحول إلى فتاة جامحة شاردة» *الكاتب الأمريكي تشاك بولانيك – صاحب رواية نادي القتال– واصفًا إحدى مدمنات الجنس.
حتى تلك اللحظة لم تظن أنها مدمنة للجنس، بل أن الفكرة لم تخطر في بالها من الأساس، وكانت تظن أنها تعيش فترة نشاط جنسي مرتبطة بتغيرات جسدها الهرمونية، ولكن عندما أصيبت بمرض هيربس التناسلي من هذا الرجل؛ لم تجد القدرة على خداع أحدهم ومشاركته غرفتها والمرض.
ولذلك تأكدت أنها تعاني من مشكلة عدم سيطرة على رغبتها الجنسية؛ حينما قررت أن تدعو الرجل الذي نقل إليها المرض؛ لغرفتها مرة أخرى، وترفع شعار النوم مع الأعداء أفضل من النوم وحيدة. وفي تلك اللحظة تأكدت المرأة أنها تمنح جسدها يوميًا لشخص لا تطيقه بل أحيانًا تكرهه ومع ذلك تتركه يشبع بداخلها احتياجًا لا تقدر على كبته، وفكرة طلب العون من طبيب نفسي مستحيلة بالنسبة لها؛ نظرًا لأن أسرتها لها شهرة في التجارة والأعمال بالبلد الذي تعيش فيه. ومرة أخرى؛ أن تكون مدمن جنس في مجتمع عربي هو أمر آخر، فهناك مشاهير في مجتمعات غربية كانت لديهم الجرأة الكافية للتحدث عن تلك المشكلة بصدر رحب للجماهير.
الممثل الأمريكي بطل مسلسل « X Files» ديفيد دوشوفني؛ اعترف أنه يواجه مشكلة حقيقية مع إدمان ممارسة الجنس؛ والذي هدد حياته الشخصية بالفشل، ولذلك لجأ إلى العلاج النفسي في عام 2008، وقضى فترة علاجه في أحد المصحات النفسية لعلاج الإدمان، وهذا بعد اعترافه بخيانة زوجته لسنوات طويلة، لعدم قدرته في السيطرة على رغباته؛ وانتهت تلك الزيجة بالطلاق؛ وهو الأمر الذي شجعه على طلب المساعدة المحترفة.
دعونا نخرج من تلك الغرفة الآن، ونغلق الباب وراءنا جيدًا، فالمرأة العربية أكدت علينا أنها لم تخبر هذا السر إلا لقلائل نحن منهم.
الغرفة الثالثة.. هل يمكن للجموح الجنسي أن يدمر أسرة؟
الأمر عادة لا يتوقف عند الرغبة في ممارسة الجنس يوميًا فقط؛ بل يتخلله خيالات وهواجس جنسية تسيطر على تفكير الشخص وتجعل من حياته الزوجية الجنسية؛ أمرًا تقليديًّا ينخر في الروح. تخبرنا بهذا صاحبة الغرفة الثالثة وهي تصحبنا إليها بحذر؛ حتى لا يستيقظ أطفالها بالغرف الأخرى، وتلك الخيالات الجامحة؛ هي ما جعلتها ترى في نفسها مدمنة للجنس.
تلك الحالة لربة منزل وأم لأربعة أطفال في الأربعين من عمرها؛ قضت أفضل سنوات عمرها – كما وصفت لنا – بين شهور الحمل وسنوات الرضاعة وليال جنسية فاترة مع زوجها الذي لم تجد لديها الشجاعة لتخبره عن خيالاتها الجنسية الجامحة، ولكن تفريغ طاقتها في هوايتها الفنية لم يكن كافيًا أيضًا لقمع هذا القطار الذي لا يتوقف أبدًا ويدهس في طريقه كل من يحاول اعتراضه؛ قطار الرغبة.
سنوات طويلة من الحيرة ومحاولة السيطرة على تلك الأفكار ولكن الأمر خارج عن إرادتها خاصة عندما ظهر هذا الشخص الذي داعب تلك الأفكار وسكب فوقها البنزين والنار، وهذا الصراع النفسي بين الإخلاص للزوج الذي لا يلبي احتياجاتها الجامحة، والانخراط في علاقة جنسية بجانب زواجها؛ انتهى بطلاقها وتفكيك أسرتها وكان هذا الحل أفضل – بالنسبة لها – من اللجوء لطبيب نفسي تخجل من أن تحكي له قصة واحدة من خيالاتها الجنسية التي لم تجدها مع زوجها.
تخيل زوجة تجلس أمام زوجها تخبره عن شكها بإدمانها للجنس، وأنه – زوجها – لا يقترب من إشباع رغباتها، وأنها طوال هذه السنوات كانت تدعي الرضا، وتخيل أيضًا أن تلك السيدة عربية وزوجها عربي أيضًا، في حالة هذه السيدة كانت «طلقني» وحدها كافية تجنبًا للـ«فضائح».
ولكن جوناثان مؤسس منظمة «Gateway to freedom»؛ أتيحت له الفرصة للاعتراف لزوجته بالمحنة التي يمر بها؛ وهي – زوجته – كانت لديها الشجاعة الكافية لتظل بجواره حتى يتخلص من هذا المرض الذي يسيطر على نفسه.
استطلاع رأي.. 50% أجابوا بنعم!
تلك الغرف الثلاث؛ من الصعب أن تطلعنا على كل ما يعانيه مدمنو الجنس في مجتمع عربي؛ ولذلك أطلقنا استطلاع رأي شارك فيه – حتى الآن – ما يزيد عن 90 شخص؛ طلبنا منهم – خلاله – إرسال قطع صغيرة من غرفهم السرية؛ لنجمعها في صورة واحدة كاملة؛ تكون نافذة على هذا العالم المُغلق بكل غرفه السرية المظلمة.
هناك أنواع متعددة من إدمان الجنس وهي إدمان المواد الإباحية، وإدمان ممارسة الجنس من خلال الدعارة أو الغرباء، وإدمان الاستمناء والخيالات الجامحة، والسلوك السادي أو المازوخي في ممارسة العلاقة الجنسية، وكل نوع من الأنواع له مخاطره، خاصة ممارسة الجنس مع الغرباء أو نشاطات الدعارة؛ لما يسببه من مخاطر على المدمن سواء صحيًا أو اجتماعيًا.
في نتيجة استطلاع الرأي أكد 50% من المشاركين في الاستطلاع الظن بأنهم مدمنين جنس، بينما أكد 40% منهم أن إدمانه متمثل في مشاهدة المواد الإباحية، بينما تفاوتت باقي النسب بين إدمان ممارسة الجنس عبر «الإنترنت» وممارسة الجنس مع الغرباء.
ما يزيد عن 50% من المشاركين في الاستطلاع تعرضوا للتحرش الجنسي في سن صغيرة، بينما 93% منهم لم يفكر في مقابلة طبيب نفسي للاستشارة المحترفة لحالته.
بعضهم يشعر بالذنب (33%) بسبب إقباله على الخيانة من أجل أشباع رغبته، والبعض الآخر يرى أنها حرية شخصية (54%)، بينما أكد بعضهم (30%) على خطورة تأثير هذا النوع من الإدمان على حياتهم المهنية.
لرجل أو امرأة.. الأمر ليس سهلًا
حينما يجد مدمن الجنس نفسه في مجتمع عربي منغلق؛ لا تكون فرصة ممارسة الجنس مع الغرباء متاحة مثل المجتمع الغربي، ففي استطلاع الرأي الذي قمنا به لم يؤكد أي من المشاركين على ممارسة الجنس مع غريب سوى مرة واحدة، وحكاية الرجل في الغرفة الأولى مع زوجة عمه تؤكد لنا الأمر.
ولكن على الجانب الآخر يتعرض مدمنو الجنس لمواقف صعبة ومخيفة أحيانًا؛ مثل الحمل دون معرفة الأب الحقيقي للجنين، أو الشعور بأنفاس المدير بالعمل خلف ظهر أحدهم وهو يشاهد فيلمًا إباحيًا خلال أوقات مهامه الوظيفية.
«أخبرني بعض مدمني الجنس أنهم يتأخرون عن عملهم في الصباح؛ لقضاء الليل في مشاهدة المواد الإباحية، وأحدهم خسر وظيفته بالفعل لهذا السبب» *طبيبة المخ والأعصاب ديبرا سوه؛ متحدثة للإندبندنت عن دراسة أشرفت عليها ترصد تصرفات مدمني الجنس.
ربما مكالمة هاتفية من فتاة مارست الجنس معها من شهور؛ تخبرك أنها حامل وتريد أموالًا من أجل تكاليف عملية الإجهاض، وأحدهم صرح لنا قائلًا:«ألجأ للجنس يوميًا تعويضًا عن عدم إنصاف الحياة في كثير من الأشياء؛ عدم إنصاف الحبيبة، وعدم إنصاف مدير العمل، وعدم إنصاف الأهل، وتراكم الضغط النفسي، وفي بعض الأحيان يكون جسدي مرهقًا جدًا فيكون الجنس عبارة عن أداة لتكملة هلاكه».
والعديد من القصص والمواقف الأخرى التي لا يزال يشاركنا إياها حتى الآن بعض الأصدقاء المجهولين، وقد يكون هذا الصديق جارًا أو شقيقًا أو شريكًا، ولكنه لم يدعك إلى تلك الغرفة السرية في نهاية ممر عقله بعد، وربما إذا تحدث عن الأمر وأدرك أن ما يفكر فيه لا يستحق الشعور بالذنب؛ فقد يكتشف أنه ليس مدمنًا من الأساس؛ بل إنه يواجه صراعًا قويًا بين رغباته الجنسية والتقاليد التي نشأ وتربى عليها.
ولذلك من هُنا؛ تستطيع أن تطل على العديد من الغرف السرية، ولا تجعل هذا الاستطلاع يتوقف عند قراءتك للتقرير، انشره وسنحرص على تحديثه كلما أمكن، ربما نستطيع أن نساعد أصدقاءنا المجهولين.