الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة على حافة القتال مع سوريا، وربما روسيا؛ بسبب استخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين؛ وبالتالي يمكن أن تتحول بسهولة إلى واحدة من المصادمات العسكرية الأكثر تعقيدًا وتطورًا في كل العصور. هكذا استهل الكاتب أليكس لوكى تقريره بموقع «بيزنس إنسايدر» الذي كتبه قبل بداية الضربة الأمريكية الفرنسية البريطانية على سوريا بساعات.
وقال التقرير: «إن الولايات المتحدة لديها قوة عسكرية كبيرة في الشرق الأوسط، مع أن مخزون الأسلحة استُنزف؛ فإن هزيمة (داعش) في الحرب جعلت الولايات المتحدة تعيد بعض أسلحتها إلى أمريكا، وترسل بعض الأسلحة الأخرى إلى مكانٍ آخر».
استعرض موقع «بيزنس إنسايدر» تقرير معهد الدراسات الاستراتيجية الدولية حول التوازن العسكري في سوريا، لتوضيح ما تمتلكه الدول من قدرات عسكرية في نطاق ضرب سوريا.
مقاتلات «التفوق الجوي» الأمريكية قريبة من سوريا ومستعدة للقتال
لدى الولايات المتحدة سرب من طائرات إف -15 إي سترايك إيجلز في الأردن، وسرب من الطائرات لوكهيد مارتن إف-22 رابتور المقاتلة في الإمارات العربية المتحدة للتفوق الجوي (طائرات مقاتلة مصممة للدخول والسيطرة على المجال الجوي للعدو).
وفي قطر، لدى الولايات المتحدة قاذفات بي-1 لانسر التي حلت محل قاذفات بي-52 ستراتوفورتريس، بالإضافة إلى أن قاذفات الشبح نورثروب غرومان بي 2 سبيرت ليست بعيدة، بفضل قواعد أمريكا حول العالم وإمكانية التزود بالوقود جوًا.
في مكان آخر بالمنطقة، تمتلك الولايات المتحدة طائرات إيه-10 ثاندر بولت الثانية، وتسع كتائب مشاة للبحرية الأمريكية.
قاذفات بي-52 ستراتوفورتريس. المصدر: IISS
الولايات المتحدة لديها مدمرتان وقوة كبيرة تحت المياه
في البحر، لدى الولايات المتحدة مدمرتان من طراز أرليه بورك للصواريخ الموجهة، وهما يو إس إس دونالد كوك، بالإضافة إلى يو إس إس ونستون س. تشرشل، التي تحمل ما يصل إلى 96 صاروخ توماهوك كروز، وهو نفس النوع الذي استخدمته الولايات المتحدة في آخر هجوم لها على سوريا في أبريل (نيسان) 2017.
ولكن تحت الماء، يقدر معهد الدراسات الدولية أن الولايات المتحدة لديها غواصة نووية واحدة سريعة الهجوم ، تحمل ما يصل إلى 40 صاروخ توماهوك، وربما غواصة نووية سابقة أخرى جرى تحويلها وتعديلها لحمل 154 توماهوك.
لا يمكن التقليل من أهمية القوات البرية الأمريكية
لدى الولايات المتحدة صواريخ أرضية يمكن أن تخترق الدفاعات السورية أو الروسية، ولكنها لديها مخاطر عالية للهجوم المضاد؛ لأنها أبطأ بالحركة.
فرنسا لديها طائرات مقاتلة وسفينة تبحر مع الولايات المتحدة
وأشار التقرير إلى أن فرنسا لديها 10 مقاتلات رافال متعددة المهام في المنطقة، فضلًا عن مدمرة بحرية مجهزة بصواريخ كروز كروزيل البحرية الجديدة، تبحر بجانب السفينة الحربية الأمريكية دونالد كوك.
قاذفات بي-1 لانسر. المصدر: IISS
بريطانيا لديها طائرات وسفينة قادرة على الدفاع الجوي للأسطول المتحالف معها
المملكة المتحدة، التي قررت أيضًا المشاركة في الهجوم، لديها مدمرة إتش إم إس دنكان في شرق البحر الأبيض المتوسط كرائدة المجموعة البحرية الدائمة لـ«الناتو 2»، ولكنها لا تملك أي قدرة على مهاجمة المواقع الأرضية، وتقتصر قدراتها على الدفاع الجوي فقط. في الجو، لدى المملكة المتحدة مزيج من مقاتلات التورنيدو، ومقاتلات تايفون في قبرص.
الطائرات البريطانية والفرنسية يمكنها شن هجمات على سوريا
الطائرات البريطانية والفرنسية يُمكنها شن هجمات على سوريا من خارج مجالها الجوي بصواريخ ستورم شادو، وشيبال إي جي كروز.
طائرتان فرنسيتان من طراز إف-2 رافاليس تحلقان فوق العراق 8 يناير (كانون الثاني) 2016.
ما هو وضع الدفاعات الجوية الروسية والسورية؟
على جانب روسيا وسوريا، فإن الدفاعات الجوية المتطورة ستبقي قوات الولايات المتحدة والقوات الحليفة على أصابع قدمها.
ويرى التقرير أن نظام بانتسير-إس1 الروسي الصنع ونظام صواريخ بوك التي تديرها سوريا يشكلان تهديدًا، وتتكفل أنظمة إس- 400 المضاد للطائرات، وأنظمة إس – 300في4 المضاد للصواريخ البالستية بحماية القواعد الجوية والبحرية الروسية.
نظام صواريخ بوك
القوات الجوية الروسية بسوريا ليست مزحة
الطائرات المقاتلة الروسية في سوريا، مثل سوخوي سو- 34 وسوخوي سو – 30 ، يمكن أن تشكل تهديدًا حقيقيًا لطائرات الحلفاء، ولكن طائرة الشبح إف – 22، أقوى الطائرات القتالية في العالم (لديها قدرة كبيرة على التسلل والمناورة)، من المحتمل أن تغطي العمليات الجوية الأمريكية.
طائرات الشبح إف-22
من سيفوز؟
منذ أن أعلن ترامب أن الصواريخ الأمريكية ستضرب سوريا قريبًا، تحدث بيزنس إنسايدر إلى العديد من الخبراء في مختلف المجالات، وأجمعوا على أن الجيش الروسي في سوريا سوف يخسر معركته مقابل القوات الأمريكية في المنطقة. لهذا السبب قالوا جميعًا إن روسيا لا تريد قتال الولايات المتحدة، ولكنها تهدد فقط.
ويختتم الكاتب مقاله قائلًا: «ترى الولايات المتحدة أن دفاعات روسيا الجوية قوية، ويقول الخبراء إنه حتى طائرات الشبح إف-22 لن تتخطاها بسهولة، ولكن الولايات المتحدة تستطيع أن تسحق أي دفاعات بوابل من صواريخ كروز».